آخر الأخبارأخبار محلية

تفاوض تحت النار وحصار في كل الميادين

كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: سلك لبنان مسارًا جديدًا كان يجب سلوكه منذ فترة. وسبّب دخوله في سياسة المحاور حروبًا ودماراً. وبعد تعيين السفير سيمون كرم كمفاوض في لجنة الميكانيزم، يبقى انتظار الخطوات المقبلة خصوصًا أن غارات الأمس لا توحى بتراجع إسرائيلي. “حزب الله” يكابر وكأنه يعيش الروايات التي كان يُطلقها أمينه العام الراحل السيّد حسن نصرالله كقدرته على احتلال الجليل ومحو إسرائيل من الوجود وامتلاك قوة عسكرية ضخمة قادرة على هزيمة إسرائيل.









لا يمكن للدولة اللبنانية الاستمرار بمسايرة “حزب الله”، ومن جهة ثانية، أحدثت خطوة تعيين السفير كرم كمفاوض سياسي في الميكانيزم صدمة إيجابية على صعيد المستوى الشعبي الذي اشتاق إلى رؤية شخصيات سيادية في مراكز قيادية، وكذلك أحدثت صدمة سياسية ودبلوماسية وسط ترحيب أميركي بهذه الخطوة وتشجيع على الاستمرار بها.

وإذا كان “حزب الله” أول المعترضين من خلال هجوم إعلامه على هذه الخطوة التاريخية وتخصيص الرئيس نبيه برّي بهجوم لأنه غطّى الخطوة، فهذا الأمر يبقى في إطار الشكليات، لأن بري لا يوافق على أي قرار من دون موافقة “حزب الله”، وإذا وافق ولم يستشر “الحزب” فهنا يبدأ أوان الشقاق والابتعاد في المواقف. أتت خطوة لبنان في الاتجاه الصحيح وفي المسار الذي تسلكه المنطقة بأكملها، وعلى رغم كل تلك الإيجابية، إلا أن المقرّات الرسمية ومراكز القرار في الدولة اللبنانية، تعتبر هذه الخطوة البداية والانطلاقة، ولا تعني أبدًا حلّ المشاكل أو الاتجاه نحو السلام أو تبريد الأجواء، وما الغارات الأخيرة إلا دليل على هذه المخاوف.

تضيق الخيارات أمام الدولة اللبنانية، ولا يمكنها الاستمرار بسياسة مسايرة “حزب الله” حتى النهاية، فرسائل التحذير المصرية والخليجية والغربية ما تزال تتوافد إلى لبنان، والمطلوب واحد وهو نزع سلاح “حزب الله” وباقي الميليشيات المسلّحة وحصر السلاح بيد الدولة، أما المهلة فليست مفتوحة، ولا يمكن للبنان خداع المجتمع الدولي هذه المرّة، وقد يكون قداسة البابا لاوون الرابع عشر قد اختصر الصورة والمطلوب بقوله “إن على “حزب الله” تسليم السلاح من ثم الذهاب إلى الحوار، أي لا حوار جدّي ولا تقدّم قبل تسليم السلاح.

وكتب معروف الداعوق في” اللواء”: لم تكد لجنة «الميكانيزم»، تُنهي اجتماعها حتى تسارعت مواقف الاطراف كلها لوصف انضمام ممثلين مدنيين عن لبنان واسرائيل الى وفدي البلدين التقنيين، بالخطوة المتقدمة ، ونوهت بابجابية الاجتماع.

وبالرغم من تفاوت المواقف بخصوص توصيف ما حصل خلال اجتماع لجنة «الميكانيزم»، الا ان شكل ومضمون الاجتماع هذه المرة، احدث وقعاً مختلفاً عن الاجتماعات السابقة، فيما توقع بعض المراقبين ان تنسحب الاجواء الايجابية  لجلسة اللجنة على التهدئة العسكرية الاسرائيلية التي سادت خلال زيارة البابا لاوون الرابع عشر  الى لبنان، وتنعم مناطق التوتر جنوباً بالهدوء النسبي قياساً عما قبل. ويضع المراقبون استئناف اسرائيل اعتداءاتها على لبنان، بحجة منع حزب لله من التسلح من جديد، بمثابة ممارسة مزيد من  الضغط على السلطة اللبنانية،  لأخذ طروحات نتنياهو عن  التنسيق الاقتصادي مع لبنان، وحتى التطبيع السياسي، على محمل الجد، وليس عن طريق المزاح والرفض، لكي لا يكون هناك مزيد من التصعيد العسكري ضد لبنان في المرحلة المقبلة.  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى