بيريز يفتح الطريق… أغنى رجل على وجه الأرض يطرق باب ريال مدريد
الإثنين, 24-11-2025 11:36 ص
0 2 دقائق
في خطوة قد تُعيد تشكيل ملامح النادي “الملكي”، يستعد فلورنتينو بيريز، رئيس “ريال مدريد”، لفتح باب الاستثمار الخارجي للمرة الأولى في تاريخ النادي. القرار يأتي في وقت حاسم، إذ يسعى بيريز لتأمين موارد مالية إضافية تضمن استمرار قوة “الميرينغي” في المنافسة الأوروبية، دون المساس بالهوية التقليدية التي طالما ميزت النادي.
على مدار السنوات، أدرك بيريز أن نموذج “السوسيوس” وهو نظام عضوية يمنح الأعضاء حق الانتماء والمشاركة في أنشطة النادي والتصويت في بعض القرارات دون الحصول على أسهم أو أرباح مالية، لم يكن كافيًا لمنافسة الأندية الأوروبية التي تتمتع بدعم مالي قوي من مستثمرين خاصين أو حكوميين. ومن هنا ولدت الفكرة الطموحة: طرح 10% من أسهم النادي عبر شركة جديدة أو كيان قائم، بحيث يحصل المستثمرون على حقوق اقتصادية دون أي سلطة إدارية، مستلهِمين نموذج الأندية الألمانية في الرياضات الجماعية.
الخطوة أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير “ريال مدريد”، فيما يراقب المستثمرون عن كثب ردود فعل الأعضاء قبل اتخاذ أي خطوة رسمية. ومن بين أبرز الأسماء التي ظهرت على الساحة، الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، رئيس مجموعة LVMH الفاخرة، والذي يمتلك حاليًا الأغلبية في نادي “باريس إف سي”. ويرى أرنو في الاستثمار بنادي “ريال مدريد” فرصة استراتيجية لتعزيز حضور علامته التجارية على المستوى العالمي وربطها بأحد أكثر الأندية شهرة وهيبة في كرة القدم.
ويأتي هذا الاهتمام بعد أن ربطت LVMH نفسها بالنادي “الملكي” منذ حزيران الماضي، كمزوّد رسمي لملابس فرق كرة القدم وكرة السلة، لكن شراء حصة من رأس مال النادي سيعطي العلامة فرصة أكبر للظهور في قلب أحد أعرق المؤسسات الرياضية، ما يتيح لها الاستفادة من قيمة تسويقية تاريخية تتجاوز 10 مليارات يورو، ويضع الصفقة في صدارة اهتمامات المستثمرين وعشاق الرياضة حول العالم.
أما عن نفسه، فبرنارد أرنو ليس مجرد رجل أعمال، بل أحد أكثر الشخصيات الاقتصادية نفوذًا في العالم. وفق مجلة “فوربس” لعام 2024، بلغت ثروته نحو 154.1 مليار دولار، ما أهّله للقب “أغنى رجل على وجه الأرض”. ومع تحركات السوق خلال هذا العام، ارتفعت ثروته لتقارب 200 مليار دولار، مدعومة بنمو أسهم شركته بنسبة 14% وزيادة صافي أرباحها بأكثر من 19 مليار دولار، لتظل مكانته الاقتصادية مرادفًا للقوة العالمية والقدرة على إحداث تأثير واسع في عالم الاستثمار والرياضة.
أما على الصعيد الرياضي، فقد شهد “الريال” واحدة من أكثر المباريات إثارة هذا الموسم، حين فرض التعادل بنتيجة 2-2 أمام مضيفه “إلتشي” على ملعب “مانويل مارتينيز فاليرو”. جاءت المباراة بمزيج من الإثارة والضغط، حيث افتتح أليكس فيباس التسجيل لـ “إلتشي” في الدقيقة 53، قبل أن يعادل دين هويسين النتيجة في الدقيقة 78. ثم تقدّم ألفارو مجددًا لأصحاب الأرض في الدقيقة 84، لكن جود بيلينغهام خطف التعادل القاتل في الدقيقة 87، محافظًا على ما يعرف بـ”عقدة النصف قرن” ضد “إلتشي” ومنعهم من تحقيق أول فوز على “ريال مدريد” منذ موسم 1974-1975.
هذا التعادل عزز صدارة “الأبيض” في ترتيب الدوري الإسباني برصيد 32 نقطة، مبتعدًا عن “برشلونة” صاحب الـ31 نقطة، بينما ارتقى رصيد “إلتشي” إلى النقطة 16 في المركز الحادي عشر.
في المجمل، يبدو “ريال مدريد” اليوم عند مفترق طرق تاريخي، بين الحفاظ على تقاليده الرياضية والمضي قدمًا نحو فرص استثمارية غير مسبوقة. قرار بيريز قد يُعيد تعريف نموذج النادي “الملكي” اقتصاديًا، ويضعه على خارطة الاستثمار العالمي، بينما تبقى المهمة الكبرى للفريق على أرض الملعب: الحفاظ على التفوق والصدارة رغم كل التحديات.