فرصة لإستعادة لبنان دوره الغائب

ومن جهة أخرى، أثبتت زيارة الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت على رأس وفد اقتصادي معني بإعادة الصادرات اللبنانية إلى السوق السعودية أن المملكة لم تتخلَّ عن لبنان، بل تواكب خطواته خطوة بخطوة ليستعيد استقراره الأمني والسياسي وعافيته الاقتصادية.
وفي هذا السياق، جاء مؤتمر «بيروت 1» في توقيت بالغ الدلالة. فكان أوّلًا رسالة بأن لبنان قادر على النهوض ولن يستسلم للتهديدات أو محاولات العزل. وثانيًا، أنّ لبنان، رغم الضغوط الإسرائيلية جنوبًا، والضغوط الأميركية التي ظهرت في إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن — وكأنها سحبٌ للدعم الموعود للمؤسسة العسكرية بحجّة عدم تحقيق المطلوب في ملف السلاح — ما يزال قادرًا على جمع اهتمام دولي واسع.
فهل يلتقط لبنان الفرصة الثمينة المتاحة اليوم عبر الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وعن طريق الإجماع الدولي الداعم للعهد وللقوى الشرعية لبسط سلطتها على كامل الوطن؟ وهل يثبت أنه قادر على حماية أرضه وشعبه وشبابه عبر التفاوض، لا عبر المغامرات غير المحسوبة، في ظل غياب توازن القوى وغياب الوسيط النزيه بين أطراف النزاع؟
أم أنّ سطوة السلاح ستتغلّب مجددًا على منطق الدولة، فتدفع بلبنان إلى خمسين عاماً جديدة من الانحلال و الانهيار وتهجير الأدمغة والفرص المهدورة!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





