عمله لبنانيه جديده
عملة من نوع آخر يتم تداولها في لبنان، عملة خاصة بالمتسولين لا سيّما الأطفال منهم، طرحت في السوق بقيمة "نقدية" واحدة، أطلق عليها "#ألف_خير" وهي غير قابلة للصرف الا في أماكن محددة، وذلك في اطار مبادرة متعددة الاهداف تصب في خانة حماية اطفال الشواع من الاستغلال.
مشهد الأطفال المتنقلين بين السيارات والمارّة، يمدّون يدهم للعباد يطلبون حفنة من الاموال لسدّ جوعهم أو تأمين الدواء لأهلهم، ازدادت مع الايام لا سيما منذ اندلاع الحرب السورية وتدفق اللاجئين إلى لبنان، ما دفع الشركة الإعلانية "جاي والتر طومسون" الى طرح فكرة "الف خير" على ايبرماركت بو خليل، وعن ذلك علق المدير التنفيذي للشركة نيكولا جهشان قائلاً لـ"النهار" ان "المبادرة خطوة على طريق حلّ مشكلة أطفال الشوارع للحدّ من استغلالهم. تعاونّا مع بو خليل ايبرماركت، التي أبدت حماسها للفكرة وبادرت الى تنفيذها ابتداء من 17 كانون الاول الماضي".
طريقة مبتكرة
"ألف خير" تساوي قيمتها ألف ليرة لبنانية، ولا يمكن صرفها إلا داخل ايبرماركت بو خليل المنتشرة في عدد من المناطق اللبنانية، أو في صيدلية Pharmalife في الحازمية. وبحسب شوقي بو خليل مدير عام بو خليل ايبرماركت "هي طريقة مبتكرة للمساهمة في تقديم الحاجات الأساسية لأطفال الشوارع، بدلاً من إعطائهم المال، الذي قد يذهب الى شبكات تستغلّهم، أو الى أسرهم اليائسة التي ليس لديها وسيلة أخرى لتغطية نفقاتها، فنكون بذلك قد ساعدناهم من دون ان نشجّع الممارسات التي تستغلّهم".
رزم"مالية"
محبّو الأعمال الخيرية، يمكنهم الحصول على العملة الجديدة المتوفرة للبيع من خلال رزم، كل رزمة تتضمن خمس ورقات، من أماكن محددة منها مكتبة دار في الحمراء، حيث شرح المسؤول فادي منصور لـ" النهار" اسباب المشاركة في المبادرة "نحن نشجع كل عمل إنساني، و"ألف خير" طريقة مبدعة لنبدأ التغيير وإن كان صعباً، لكن لا بد من أن نبدأ من مكان". وأضاف "الاقبال على العملة الجديدة يتمثل من خلال شراء بعض الزبائن كميات كبيرة منها وتوزيعها على زملائهم لإعطائها للمحتاجين". واستطرد انه " قد يكون هناك من هم ضد هذه الفكرة، لكن بالتأكيد هناك من يرونها حلاً من الحلول الممكنة التي تحتاج الى دعم على نطاق واسع كي تنجح".
بعيداً عن العمر والجنس
شوارع لبنان تغص بالمتسوّلين كباراً وصغاراً وعُجّزاً، ولكن هل بالامكان إعطاء "ألف خير" الى متسولين راشدين؟ اجاب بو خليل "نعم، على الرغم من أن تركيزنا الأساسي من خلال هذه المبادرة هو مساعدة أطفال الشوارع، الا اننا في الوقت نفسه نشجع على إعطائها لأي شخص بحاجة إليها. وأي شخص يمكنه بغض النظر عن عمره أو جنسه استبدالها".
سيعمل بو خليل على تشجيع المتسولين لزيارة كافة فروعه، واستبدال ألف خير بما يحتاجونه من مأكولات ومشروبات وأغراض منزلية وحاجات النظافة الشخصية. اما الدخان والمشروبات الروحية فلا تدخل ضمن المبادرة، و"هي متوفرة فقط للزبائن فوق 15 عاما"، وعن استبدال "العملة الجديدة" في صيدلية "Pharmalife " أكد ان "الامر ممكن بعد تقديم وصفة طبية قانونية".
عائدات الأرباح
تتعاون "ايبرماركت" بو خليل مع إحدى المؤسسات الأهلية التي تساعد أطفال الشوارع، وتشرح لهم كيفية استعمالها وأين تقع فروعها، ولفت بو خليل "من المحتمل مقابلة محتاج لم يسمع بألف خير ولا يعرف كيف يستبدلها، عندها على من يقدمها له شرح كل التفاصيل حولها".
وعن تحقيق الأرباح من خلال هذه المبادرة؟ أجاب ان "الأرباح من وراء مبيعات ألف خير سيتم تقديمها مباشرة الى المؤسسة الأهلية التي نعمل معها".
تعمل الشركة الاعلانية وبو خليل على استمرارية مبادرتها وازدياد عدد الصيدليات والمحال المتعاونة معها. لكن السؤال هل يرضى المتسولون عن "العملة الجديدة"؟ بحسب بو خليل "لا توجد احصاءات الى الآن، من يأتي الى السوبرماركت من المتسولين الأولاد يكونون فرحين، كونهم يحصلون على حاجياتهم، وما لحظناه أن يتم تجميع ألف خير لاستبدالها نهاية كل أسبوع".
تبقى "ألف خير" مبادرة ستثبت الأيام مدى فعاليتها، وإلا سيتم سحب "العملة" الجديدة من السوق وعودة الأمور إلى وضعها المعهود!