واشنطن تشكك باستعادةحزب الله لقدارته

ويؤكد مصدر دبلوماسي مقرب من وزارة الخارجية الأميركية أن نجاح لبنان في تنفيذ هذه الإجراءات يتوقف على عاملَين محوريين: ضمان أمن إسرائيل، وتمكين الجيش اللبناني من تولي دور القوة العسكرية الشرعية الوحيدة في البلاد. ويؤكد المصدر أن تحقيق هذا التوازن يتطلب الالتزام الصارم بالمراحل المحددة، وعلى لبنان أن يُحوّل الالتزامات إلى نتائج ملموسة بشكل حاسم. وهو ما أكده وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقوله: «هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة «حزب الله» ونزع سلاحه».
يُعرب المسؤولون الأميركيون عن حذرهم إزاء التحديات الاقتصادية المرتبطة بهذه الخطة. إذ يعتمد الدعم الاقتصادي الهادف إلى إعادة الإعمار بعد الحرب اعتمادًا كبيرًا على التزام لبنان بمقترح نزع السلاح. وأشار دبلوماسي أميركي إلى أن ربط المساعدات المالية بنزع السلاح يعكس استراتيجية الترغيب والترهيب، إلا أن الفشل المحتمل في الوفاء بهذه الوعود قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية.
في حين يواجه لبنان هذا الوضع المتطور، يراقب الخبراء عن كثب توازن القوى وتداعياته على الاستقرار الإقليمي. ويتوقعون أن تكون الأسابيع والأشهر المقبلة حاسمة بالنسبة للبنان في مواجهة هذه التحديات الملحة أو مواجهة خطر الانزلاق إلى صراع أوسع بين الجماعات المسلحة وسلطة الدولة.
وما يزيد الأمور تعقيدًا، أن تقييمات الاستخبارات الأميركية الأخيرة تشير إلى أن «حزب الله» يسعى إلى إعادة هيكلة قيادته. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة حول قدرة «الحزب» على استعادة قوته العملياتية إلى مستويات ما قبل الحرب، لا سيما في ضوء الخسائر الكبيرة والتدقيق المكثف من جانب السلطات اللبنانية والقوات الدولية. فقد أفادت مصادر عسكرية أميركية أن قيادة «حزب الله» شهدت نسبة إصابات بلغت 45 % بين صفوفها القيادية. ويسلط معهد دراسات الحرب في واشنطن الضوء على الصعوبات التي يفرضها فقدان القادة المخضرمين، ما يجعل استبدالهم بمقاتلين عديمي الخبرة أمرًا صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا، ما يعيق قدرة «حزب الله» العملياتية بشكل كبير. إضافةً إلى ذلك، تواجه جهود «حزب الله» في إعادة إمداده بالأسلحة تدهورًا بسبب «فقدان طرق التهريب الحيوية وتدمير المخزونات»، ما يعيق الدعم الإيراني. وتُقيّد هذه الديناميكيات الإقليمية المتغيرة قدرة إيران على توريد الأسلحة إلى لبنان بشدة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook