رياضة

العرب في كأس العالم للأندية 2025… هل تبقّى للأمل بصيص؟

لم يكن مونديال الأندية 2025 أقل إثارة من التوقعات، لكنه كان أيضًا قاسيًا، خاصة على ممثلي العرب الذين اصطدموا بجدار الواقع المرّ، بين قرعةٍ صعبة، وأداء غير مقنع أحيانًا، وسيناريوهات معقدة، لكن، وكما يقول عشّاق الكرة: كرة القدم لا تُكتب بالحبر الأسود، بل تُرسم أقدارها على “المستطيل الأخضر”… فهل تبقّى للعرب من يرفع الراية؟

الأهلي… وداع مبكر لكن بمكاسب لا تُقدّر بثمن
صدم الأهلي المصري جماهيره بخروج مبكر من دور المجموعات، بعدما حلّ رابعًا وأخيرًا في مجموعته، مكتفيًا بنقطتين من تعادلين أمام “إنتر ميامي” و”بورتو”، وخسارة واضحة أمام “بالميراس”. خيبة الأمل كانت كبيرة، خاصة مع التعاقدات البراقة الأخيرة التي أبرمها النادي الأحمر بقيادة محمود الخطيب، لكنها لم تُترجم نتائج على أرض الملعب.
إلا أن الوداع لم يكن خالي الوفاض، فقد خرج الأهلي بخمسة مكاسب ثمينة:

عودة زيزو بقوة: أحمد سيد “زيزو”، الصفقة التي أشعلت الجدل، بدأ يستعيد بريقه في المونديال، وظهر بشكل مشجّع في المباريات، ليثبت أن رهانه لم يكن خاسرًا.

بن رمضان… صخرة الوسط: التونسي محمد علي بن رمضان أثبت جدارته في وسط الميدان، سجل هدفًا أمام “بورتو”، ولفت الأنظار بقدرته على استخلاص الكرات وبناء اللعب بدقة.

هاتريك فلسطيني لا يُنسى: النجم الفلسطيني وسام أبو علي كتب اسمه بأحرف من ذهب، ليصبح ثاني لاعب في تاريخ الأهلي يسجل ثلاثية في المونديال بعد الأسطورة أبو تريكة.

جماهيرية عالمية: جماهير الأهلي أبهرت الجميع في أميركا، لتؤكد أن “الأهلي ليس مجرد نادٍ، بل أمة بأكملها”، بحضور جماهيري طغى على أجواء الملاعب الأميركية.

مكاسب مالية قياسية: 11.5 مليون دولار دخلت خزائن الأهلي من المشاركة، لتؤكد أن الحضور وحده في هذا المحفل العالمي له ثماره الاقتصادية.

الوداد والعين… واقع قاسٍ منذ البداية

المجموعة السابعة كانت بمثابة “مجموعة الموت”، ضمت “مانشستر سيتي” و”يوفنتوس”، ليجد الوداد المغربي والعين الإماراتي نفسيهما في موقف شبه مستحيل. القرعة كانت ظالمة، وجدول المباريات أكثر ظلمًا، بعدما تأجلت المواجهة المباشرة بين الفريقين العربيين للجولة الأخيرة، لتصبح بلا جدوى، بعد أن ضمنا الخروج مبكرًا.

ورغم كل شيء، لا يمكن توجيه اللوم إليهما، خاصة في ظل تفوق الأسماء الأوروبية، لكن الانهيار الدفاعي للعـين، وتلقيه 11 هدفًا في لقاءين، ترك علامات استفهام كبيرة.

الترجي… الحلم معقّد لكن ليس مستحيلاً

“شيخ” الأندية التونسية يحتل المركز الثالث في مجموعته برصيد 3 نقاط، بعد خسارة أمام “فلامينغو” وفوز على “لوس أنجلوس”، لكن الصدام المقبل مع “تشيلسي” يبدو كابوسًا لعشّاق الترجي. النادي اللندني، صاحب المركز الرابع في “البريميرليغ”، بحاجة أيضًا للفوز لضمان التأهل، ما يجعل فرص الترجي صعبة للغاية، وإن كانت الكرة لا تعترف بالحسابات فقط، بل بروح المفاجآت… فهل يفعلها أبناء تونس؟

الهلال… أمل العرب الأكبر
والهلال رغم بدايته المتعثرة في المجموعة الثامنة، إلا أن السعودي لا يزال يحتفظ بأمل العرب الأبرز في البطولة. مواجهة “باتشوكا” المكسيكي، المتواضع والذي ودّع رسميًا، تمثل فرصة سانحة للهلاليين لتحقيق انتصار يرفع رصيدهم إلى 5 نقاط.

السيناريو المثالي؟ فوز الهلال، مع انتصار أحد طرفي مواجهة “ريال مدريد” و”سالزبورغ”، ليضمن الهلال التأهل. أما في حال التعادل بين الفريقين، سندخل لعبة الأرقام والمعدلات، حيث سيُصبح الحسم بيد التفاصيل الصغيرة.

هل تبقى للعرب فرصة للابتسام؟
صحيح أن الأهلي ودّع، والوداد والعين غادرا، والفرص معقدة أمام الترجي، لكن الهلال ما زال يُمثّل بصيص الأمل العربي في هذا المحفل الكروي العالمي. وإن علمتنا كرة القدم شيئًا، فهو أن المستحيل كلمة لا تعيش طويلًا على “البساط الأخضر”… فهل تكتب البطولة مفاجأة عربية جديدة؟ أم تظل الرايات الأوروبية ترفرف وحدها في سماء أميركا؟ لننتظر قليلًا، فالأيام القليلة المقبلة، كفيلة بالإجابة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى