سيناريوهات الحرب الاقليمية..

أولى التداعيات المتوقعة، اذا قررت ايران الرد على اميركا، هي إقحام دول الخليج في المواجهة، وإن بصورة غير مباشرة. فالقواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في دول مثل الإمارات، البحرين، وقطر، ستكون أهدافاً محتملة لهجمات إيرانية أو من قبل حلفائها. ورغم أن هذه الدول قد لا تشارك فعلياً في العمليات القتالية، إلا أن وجود القوات الأميركية على أراضيها سيجعلها جزءاً من ساحة الصراع، ما يهدد أمنها الداخلي ويضعها أمام تحديات اقتصادية وسياسية ضخمة.
في المقابل، فإن اليمن سيشهد تصعيداً كبيراً، إذ يُتوقع أن تقوم القوى اليمنية الحليفة لإيران باستهداف القواعد الأميركية وحاملات الطائرات في البحر الأحمر أو بحر العرب، ما يضيف بُعداً بحرياً معقداً إلى المواجهة. ولا يُستبعد أيضاً أن تبدأ الفصائل العراقية المتحالفة مع طهران بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة ضد المصالح الأميركية في العراق وسوريا، ما يعزز طوق النار الذي قد يلتف حول القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.
في السياق نفسه، تشير مصادر مطّلعة إلى أن إســرائيل قد تستغل انخراط واشنطن لتكثيف هجماتها ضد حزب الله في لبنان خصوصا اذا لم تكتف واشنطن بضربة واحدة بل انخرطت في معركة قاسية وطويلة، وعليه قد تبدأ اسرائيل حملة على الحزب سواء عبر عمليات جوية واسعة أو استهدافات دقيقة. وهذا ما قد يدفع الحزب إلى الرد العسكري المباشر وبكثافة على الجبهة الشمالية، ما يعني فتح جبهة جديدة وخطيرة قد تمتد من جنوب لبنان إلى الجليل الأعلى والجولان المحتل.
النتيجة المتوقعة لكل ذلك، وفق المتابعين، هي أن الحرب لن تبقى محدودة بجغرافيا أو بمدة زمنية. فكل الجبهات ستكون مرشحة للاشتعال، من اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وصولاً إلى مياه الخليج وشرق المتوسط. ولن يكون هناك سقف زمني واضح لإنهاء الحرب، ولا أفق سياسيا قريبا للتسوية، ما يفتح الباب أمام نزاع طويل الأمد قد يُعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة برمّتها، الا اذا توصل الاطراف بسرعة قياسية الى تسوية مرضية لجميع الاطراف.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook