آخر الأخبارأخبار محلية

لاعبة لبنانية نجت من إسرائيل وعادت بطلة.. فماذا تقول سيلين حيدر اليوم؟

في زمنٍ تتساقط فيه الأحلام كما تتساقط الرصاصات، كانت هناك قلوبٌ لا تنكسر، بل تصير أقوى من الموت.
من تحت ركام الحرب، نهضت سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للسيدات وقائدة فريق “أكاديمية بيروت”، لتثبت أن الانتصار الحقيقي لا يُقاس بعدد المعارك التي نخوضها، بل بعدد المرات التي ننهض فيها بعد السقوط. قصتها ليست مجرّد حكاية رياضية، بل نشيد صمودٍ وإرادةٍ غلبت الموت.

 

في أحد أيام الحرب الإسرائيلية على لبنان، غادرت سيلين، ابنة التسعة عشر عامًا، منزلها في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد صدور تحذير من جيش العدو الإسرائيلي. كانت تبحث عن ملاذٍ آمن، لا أكثر… لكن صاروخًا باغتها. شظاياه أصابت رأسها إصابة بليغة، وأدخلتها في غيبوبة امتدت لشهرين ونصف.

 

شابةٌ في مقتبل العمر توقفت أيامها عند لحظة ألم. لم تعد تركض خلف الكرة، بل باتت تصارع الصمت، وتقاوم الغياب. ومع ذلك، ظلّ قلبها ينبض. وفي حديثها لـ”لبنان 24″ تقول سيلين: “لا أذكر شيئًا مما حدث. حين فتحتُ عينيّ، شعرت أنني في مكانٍ غريب… لم أكن أفهم أين أنا ولا كيف وصلت إلى المستشفى”.

 

وتضيف: “في البداية، ظننت أنني أصبت في مباراة كرة قدم أو بحادث دراجة نارية، لكن عائلتي أخبرتني أنني أُصبت بشظايا صاروخ، وأنني بقيتُ في غيبوبة لشهرين ونصف”.
كانت إصابة الرأس بالغة، وسلبتها أبسط ما قد يعتبره الناس أمرًا عاديًا. تحكي سيلين: “لم أعد أستطيع النوم على الجهة المصابة… قد يبدو أمرًا بسيطًا أو تافهًا للآخرين، لكنه ليس سهلا بالنسبة لي… أن يُحرم الإنسان من راحته، من طريقة نومه المعتادة، من سكونه… هذا ما كان يؤلمني أكثر مما يُرى”.

 

 

وعلى رغم كل هذه المعاناة، لم تضعف. خاضت معارك جديدة: ضعف في النظر، ألم في قدمها، ومشقة في كل خطوة… لكنها اختارت أن تبدأ من جديد.
اليوم، تسير سيلين مستعينةً بعكاز، لكنّ خطاها مليئة بالعزم. تخضع للعلاج الفيزيائي، وتمنح الأمل لغيرها من المصابين. تهمس لهم من وجعها: “لا تستسلموا… وجعنا كبير، لكن إرادتنا أكبر”. ولإسرائيل تقول البطلة التي قاومت الموت وعادت: “أنا أقوى من صواريخكم… نحن اللبنانيون لا ننكسر، ولا نُهزم بسهولة”.

 

 

 

وعلى رغم الألم، ظل الحلم حيًا فيها. تقول: “ما زلت أحلم بأن أمتلك أكاديمية لكرة القدم، وأن أصبح مدرّبة… لم يمت الحلم في داخلي، بل ازداد قوة”. وفي كل كلمة، تبعث سيلين شكرًا نابعًا من القلب: “لم أكن قوية وحدي… عائلتي، شقيقتي كارول، وكل من بقي إلى جانبي، وكل كلمة محبة وصلتني… هم كانوا سندي الحقيقي”.

 

سيلين حيدر ليست مجرّد رياضية، بل بطلة من نوعٍ مختلف. قصتها ليست عن هدفٍ يُسجَّل في ملعب، بل عن قلبٍ واجه الموت، وجسدٍ نهض من بين الأنقاض ليكمل الطريق.
هي اليوم تمشي بثقة، وعيناها تلمعان ببريق الحياة. كل نبضة في قلبها تغني: “ما زال في الأمل حياة”. لأن البطلات الحقيقيات لا يهزمهنّ الموت… بل يصبحن أساطير تُروى للأجيال المقبلة.

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى