الانتخابات البلدية في يومها الأول… حماسة شعبية واستنفار سياسي واشكالات متفرقة

ومن بين هذه الأسباب أن المواطنين، الذين حرموا من حق الاقتراع لسنتين متتاليتين متعطشون لإحداث تغيير جذري في التركيبة القائمة في الأساس على الخدمة العامة، باعتبار أن هذه الانتخابات ستفرز حتمًا ما يعزّز الشعور بالانتماء المحلي، وما يدفع إلى تقديم الأفضل لكل البلدات والقرى، التي عانت، ولا تزال تعاني، من الحرمان منذ فترة طويلة نتيجة عوامل كثيرة عكست ما مرّت به البلاد من أزمات سياسية واقتصادية، وأمنية وانمائية واجتماعية.
وعن أجواء العملية الانتخابية في محافظة جبل لبنان، فقد انطلقت مع فتح صناديق الاقتراع، عند الساعة السابعة صباحاً بمواكبة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، حيث زار غرفة العمليات يرافقه وزيرا الداخلية والبلديات أحمد الحجار والعدل عادل نصار، للاطّلاع على تنفيذ الإجراءات المتخذة على الصعيدَين الأمني والإداري.
وقال عون في كلمة مقتضبة: “دور البلديات أساسي وغالبيتها منحلّة، وهذا استحقاق أساسي”.
أضاف: “لا دور لنا في العملية الانتخابية ولسنا مع ناس ضدّ آخرين سوى تأمين حُسن سيرها أمنيّاً وحمايتها، ونواكبكم طوال النهار”.
وتوجّه عون إلى المواطن اللبناني قائلاً: “هذه فرصة لكَ، وصندوق الاقتراع حقّكَ الطبيعي والشرعي، وضَع اللائحة التي ترى فيها مصلحة مدينتك أو بلدتك، فأنت وحدك، أيها المواطن، من يتحمّل هذه المسؤولية”.
وخلال تواجده في غرفة العمليات، تلقّى عون اتّصالاً في من رئيس أحد مراكز الاقتراع في محافظة جبل لبنان، يشكو خلاله من عدم حضور المندوبين إلى قلم الاقتراع.
وزير الداخلية
بدوره أكد وزير الداخلية أحمد الحجار أن إشرافه على العملية الانتخابية هو لأهمية انجاح هذا الاستحقاق”، مشيرًا إلى أن “غرفة العمليات ستواكب كل المخالفات التي قد تحصل وستتخذ الاجراءات اللازمة وفق القوانين”.
وأعرب الحجار عن سعادته قائلاً: سعيد جداً لاعادة انتظام الوضع في لبنان وأن الاستحقاقات الدستورية تقام في مواعيدها وهذه انطلاقة جديدة للبنان”.
وأدلى الحجار بصوته في الانتخابات البلدية في بلدته شحيم.
وأكد بعد الاقتراع ان “الإنتخابات البلدية جاءت بعد 9 سنوات وأكدت إصرار العهد الجديد على إجراء الاستحقاقات الدستورية في موعدها”، مشيرا الى ان “هذه هي المرة الأولى التي انتخب بها في حياتي والمدرسة التي اقترعت بها كنت أتلقى علومي الثانوية فيها”.
وبعد مضي خمس ساعات على انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان هذه هي الاجواء التي تمّ رصدها:
في المتن، سجلت نسب إقتراع لافتة في بلدات وقرى القضاء، وفي جولة على بعض مراكز الاقتراع في مدن وقرى وسط وساحل المتن، فرض مرشّح منفرد المعركة، على أبناء بلدة بيت الشعار، بترشّحه بمواجهة لائحة “الوفاء لبلدتي” المكتملة بأعضائها التسعة، ولا سيّما أن المقعد الإختياري الوحيد كان حسم بالتزكية لمصلحة المختار ميشال إلياس الخوري.
وتشهد جل الديب – بقنّايا معركة ديموقراطية هادئة تواجه اللائحة التي يرأسها جورج زرد أبو جودة، تحت عنوان “قيم، تطوّر وإنماء”، والتي جمع فيها الأحزاب: من المر إلى القوات والكتائب والعونيين والطاشناق والعائلات، اللائحة غير المكتملة (10 أعضاء) التي يرأسها فادي أبو جودة.
ووصلت نسبة الاقتراع إلى 12 بالمئة حتى الآن تحديدا في الجديدة -البوشرية -السد، الفنار ،بيت مري،ضهر الصوان،عين سعاده،الدكوانه،عينطورة،مار شعيا،حيث يختلط التنافس السياسي مع التنافس العائلي مع سيطرة الأحزاب على المعارك في البلدات الكبرى خصوصا في الجديدة -البوشرية- السد التي تشهد إقبال لافتا على الصناديق.
اما في القرى الصغيرة وتحديدا في الفنار، بيت مري، ضهر الصوان، عين سعاده، الدكوانة، وعينطورة، فهناك إقبال على صناديق الاقتراع، لكنها اقل حماوة مع تسجيل حضور لافت للعائلات التى ترى في الانتخابات فرصة لتحسين الخدمات في القرى بعد تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية ثلاث سنوات.
إلى ذلك من المتوقع ان ترتفع نسبة الاقتراع بعد الساعة الثانية من بعد الظهر حيث تعود الماكينات الحزبية بشكل أقوى إلى الساحة في البلديات الكبرى وتنشط العائلات لتثبيت وجودها في القرى الصغيرة .
واللافت أن هذه المنطقة لم تشهد اي أحداث أمنية أو مخالفات لوجستية حيث الأجواء هادئة جدا والعملية الإنتخابية تجري بشكل طبيعي.
وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من بكفيا حيث أدلى بصوته للانتخابات البلدية والاختيارية: “تقدمنا بالاقتراح النسبي لكن لم يتم اقراره واللوائح المقفلة لا تحل المشكلة”.
وتطرق الجميّل إلى رئاسة اتحاد بلديات المتن قائلاً: “عيننا ليست على الرئاسة، ولكن هناك غياب تام للاتحاد ويجب تغيير هذا الوضع ونعمل على ارساء هذا التغيير خصوصا بالنسبة للأكاذيب التي نسمعها منذ صباح اليوم”.
المتن الجنوبي
تجري في الغبيري بهدوء تام، ولم يسجل اي حادث امني يذكر، ومن المتوقع ارتفاع النسب بشكل كبير بعد الظهر قي ظل تواجد امني وحضور للدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامة امام مراكز الاقتراع.
وكان قد جال وزير الداخلية على بعض اقلام الاقتراع في الغبيري لاسيما مدرسة الغبيري الثانية للبنات وحي الجامع.
واكد رئيس بلدية الحدت الحالي جورج عون ان “نسبة الناخبين في البلدة بلغت حتى الظهر، 2500 ناخب من اصل 14000 ناخب. كما يسجل اقبال كثيف في مراكز الاقتراع الاربعة مع تقدم ساعات النهار ويسود جو من الارتياح بين المواطنين الذين يقبلون على الاقتراع ل،”تجديد الولاية” بحسب ما قاله جورج عون.
وفي وادي شحرور العليا والسفلى تراوحت نسبة الاقتراع بين 15 و 20 بالمئة اما في بعبدا فقد كان الاقبال ضعيفاً حتى الظهر، خلافاً لما سجّلته بلدة كفرشيما من اقبال كثيف.
وازدادت وتيرة الانتخاب في بسابا وبطشاي المرداشة لاسيما بعد انتهاء قداديس الاحد.
عاليه
تتواصل العملية الانتخابية منذ لحظة فتح صناديق الاقتراع، وقد بدأت ترتفع تدريجا نسبة الاقبال .
ويمكن تلخيص التنافس بأبرز القرى التي تشهد حدة اكثر من غيرها. ففي مدينة عاليه حيث يتألف المجلس البلدي من ١٨ عضوا، لائحة “عاليه بالقلب”، برئاسة رئيس البلدية الحالي وجدي مراد بمواجهة عدد من المرشحين.
وقال النائب اكرم شهيب بعد الادلاء بصوته في عاليه: “الديموقراطية تتجلّى بأبهى صورها اليوم، وتداول السلطة يبدأ في البلديات وهي لخدمة المجتمع من خلال الإنماء”.
ساحل كسروان
شهدت بلدات ساحل كسروان – الفتوح حركة إقبال ناشطة خلال فترة قبل الظهر من دون تسجيل أي مشاكل تذكر ، وقد أدلى النائب شوقي الدكاش بصوته في قلم إقتراع في ثانوية مار يوحنا في العقيبة وتمنى بعد الإقتراع لو أنهم توصلوا الى “توافق ولكننا اليوم نخوض معركة ديمقراطية وغدا يوم جديد وسنعمل جميعا من أجل البلدة .”
وفي بلدة الصفرا سجل بعض المرشحين إعتراضا على تشدد القوى الأمنية حول دخول المرشحين الى أقلام الإقتراع وبطء العملية الانتخابية.
أما في بلدة البوار فتجري الانتخابات على مقعد واحد اذ تقتصر المعركة بين لائحة مكتملة “لائحة البوار تجمعنا ” ومرشح منفرد لملء اثني عشر مقعد بلدي .
في حارة صخر يشهد مركز الاقتراع زحمة ناخبين، وقد قام النائب نعمة إفرام بحولة تفقدية صباحا ، كما حضر شقيقه رئيس لائحة “نهضة جونية ” وأدلى بصوته .
وفي جونيه، ارتفعت نسبة الإقبال بعدما كانت خجولة صباحا في ظل أجواء هادئة حيث لم يُسجل حتى الساعة، أي إشكال أمني، والوضع مشابه في “زوق مكايل” و”زوق مصبح” مع فارق بسيط أن المعركة محتدمة في البلدة الأولى.
جبيل
كما تتواصل العملية الانتخابية في قضاء جبيل بهدوء وسط ترتيبات امنية ينفذها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي امام مراكز الاقتراع وتسجل عملية الاقتراع اقبالاً ملحوظا من المتوقع ان يزداد في فترة بعد الظهر ولم يسجل اي أشكال.
واكد النائب زياد الحواط لدى الادلاء بصوته في ثانوية جبيل الرسمية، ان “المعركة ديمقراطية ودستورية ولائحة جبيل احلى تحمل المشروع الانمائي للمدينة الذي بدأ منذ العام 2010 “.
وشدد على “ضرورة وصول مجالس بلدية متجانسة لكي تستطيع القيام بالعمل الانمائي المطلوب منها “، وطالب ب”ضرورة تحقيق اللامركزية الادارية”.
وفي قرطبا الإقبال على صناديق الاقتراع مقبول حتى الساعة وقد اكد كل من النائب السابق فارس سعيد ورئيس البلدية فادي مرتينوس على وجوب ان تبقى العملية الانتخابية ضمن اللعبة الديمقراطية.
إشارة إلى انه سجل عدد من المشاكل الادارية في كل من لاسا وحجولا وقرطبا حلت فورا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook