ما رؤية الجماعة الاسلامية لأبعاد اغتيال أحد قادتها؟

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: على رغم أن “الجماعة الإسلامية” بدت كأنها تسحب نفسها تدريجا من ميدان المواجهات مع الجيش الإسرائيلي قبل أشهر من سريان اتفاق وقف النار، فإن إسرائيل بادرت إلى اغتيال القيادي في “الجماعة” الشيخ حسين عطوي إبان عبوره منطقة قريبة من الدامور، وهو تطور يحمل في طياته أبعادا ودلائل.
کوادر “الجماعة” كانوا دوما هدفا للطيران الإسرائيلي منذ الأسابيع الأولى التي تلت عملية “إسناد غزة” التي أطلقها “حزب الله”، إذ أعلنت “الجماعة” في حينه انخراطها التام في المواجهات وشراكتها في الميدان ولاسيما بعدما أعادت إلى الواجهة تنظيمها المسلح المعروف بـ “قوات الفجر”.
وعليه، فإن عطوي يحمل بحسب تقديرات الرقم 70 في قائمة الذين قدمتهم “الجماعة” في الميدان. والمعلوم أن “الجماعة” نسجت بعيدا من الأضواء علاقات تنسيق مشترك بينها وبين حركة “حماس”، ما جعلهما في نظر إسرائيل حالة واحدة تشاركية. وقد بذلت جهدا استثنائيا في ساحتها لتبرير مشاركتها تلك.
وبناء على تطورات وقائع الميدان تراجعت مشاركة “الجماعة” ليبدو الأمر كأنه انسحاب من غير إعلان ولاحقا كان استنتاجها وفق ما عبر عنه رئيس مكتبها السياسي على أبو ياسين في تصريح أن “نمط المواجهة التقليدي لم يعد مجديا، لذا لا بد من ابتداع أساليب أخرى”.
ورغم ذلك، لم تكف إسرائيل عن ملاحقة كل من شارك في التصدي لهجماتها لأسباب عدة والمؤكد أن “الصيدة” الأخيرة كانت سمينة فعطوي عالم دين وأستاذ جامعي ومن المناضلين في “الجماعة” منذ نعومة أظفاره، إضافة إلى أنه من الآباء المؤسسين للجناح المقاوم فيها، لذا كان بديهيا أن تضعه إسرائيل على قائمة التصفية مرارا، إلى أن اصطادته أخيرا وهو يعبر طريقا غير معتاد، مما يؤكد أنه كان ملاحقا ومطاردا منذ زمن. ويقول أبو ياسين في تصريح لـ”النهار” إن “شهيدنا الشيخ عطوي شخصية استثنائية، لذا فهو خسارة كبرى لنا، إذ إنه مثقف وملتزم ومن عائلة قدمت الكثير في مواجهة الاحتلال، فأبوه شهيد بقذيفة إسرائيلية استهدفت بلدته الهبارية، وكان شيخنا الشهيد في العاشرة من عمره، واخوه استشهد في رمضان ما قبل الماضي بقذيفة إسرئيليةاستهدفت مركز الإسعاف في البلدة، وقضى مع ستة مسعفين. والمعلوم أن إسرائيل استهدفته قبل فترة في بلدته الهبارية، لكنه نجا حينها ليسقط أخيرا”.
وعن الحل، يجيب أبو ياسين نحن على يقين من أن إسرائيل دولة عدوانية لها مشروع توسعي تقودها حكومة يمينية متطرفة، لذا فإن أمر مواجهتها مهمة وطنية تقتضي مشاركة الجميع من سلطة ودولة وشعب”. ويخلص أبو ياسين إلى القول: “نحن جميعا معنيون بحماية بلدنا وهذا يتطلب حوارا هادئا ومعمقا بين الدولة والشعب وبين كل المرجعيات وليس المزايدة على بعضنا واستقواء أحدنا على الآخر وتنفيذ إملاءات خارجية، لذا فإن سؤالنا الدائم هو عن الإستراتيجيةالوطنية التي يتعين على الدولة وضع أسسها لنحمي لبنان. ونحن غير معنيين بالخلاف حول تسمية تلك الإستراتيجية المنشودة بل يهمنا ألا تضيع الجهود التي بذلت والتضحيات التي قدمت للذود عن البلاد”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook