الوكالة الوطنية للإعلام – غالب غانم في تكرّيم الأديب جبر: الطبيعة منحته البساطة والعمق وقرّبته من الحقائق المعرّاة

وطنية – أقيمت في مركز الخير الليونزي- سن الفيل ندوة تكريميّة للمفكّر والأديب الراحل الدكتور جميل جبر، بدعوة من رئيسة وأعضاء نادي “ليونز” اليرزة أمال شبير، بالتنسيق والإشراف من “الليونية” الدكتورة سلوى الخليل الأمين، شارك فيها رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس مجلس شورى الدولة سابقاً الرئيس القاضي الدكتور غالب غانم، والأديب والشاعر الدكتور سهيل مطر، في حضور وجوه ثقافية وفكرية وليونزيّة.
سلوى الأمين
بداية رحبت سلوى الأمين بالحضور، وبعد عرض فيديو عن المحتفى بذكراه الأديب الدكتور جميل جبر قالت: “نحن اليوم في حضرة المفكّر والدكتور جميل جبر، نتذكّره وتنهّدات الأيام حبلى بمآسي الوطن، حيث الأفق بات مسدوداً على حملة الأقلام من النخب النخب، وحيث تهجّؤات الظلمة في وادٍ سحيق، وحيث المفكّرون والأدباء والشعراء الذين هم عنوان الأمّة وتاريخها العريق، ما زالوا يعانون من تهميش دورهم في بناء الوطن. فكم وكم كنت أيّها الدكتور الجليل والمفكّر البليغ والأديب المفوّه والناقد المتمكّن، الذي كتبت في مواضيع شتّى، وعالجت مسيرة شخصيّات أدبيّة مختلفة، باللغتين العربيّة والفرنسيّة، تعاني من جحود الدولة التي لا تقدّر سوى من كان يبتلع مغريات الزمان، منطلقاً صوب أفق صغير الحجم، لا يشبه لبنان وكتّابه وأدباءه وشعراءه، الذين رفعوا مجده الى أعلى الأعلين”.
أضافت: “هذا اللبنان هو وطن الراحل الدكتور جميل جبر الذي حمله بيراعه، درّة ثمينة لا تضاهى، وتسابيح فكريّة علت الى السفوح العاليات كي تطلّ على كل المدائن والبلدات، حيث ينبت شاعر أو مفكّر أو أديب، يضوع عبير كتاباته بفصول ربيعيّة المواسم، يهواه كلّ متلقٍّ لإبداعاته القيّمة، وما أكثرها”.
وتابعت: “لهذا نحن اليوم في ليونز اليرزة، نقيم هذا الاحتفال للمفكّر والأديب الراحل جميل جبر مع اثنين من أساطين الأدب واللغة العربية في لبنان، عنيت القاضي الدكتور عبدالله غانم والأديب الشاعر الكتور سهيل مطر”، معاهدة “بأنّنا سنبقى على اليراع ثابتين، فهو سلاحنا الأمضى، في وجه كل من يساهم في خراب هذا الوطن الحبيب لبنان، على أمل أن تلتفت الدولة في هذا العهد، الذي بشّرنا بما لم نكن نأمله، بأنّ حفاظه على لبنان وأدبائه الأحياء منهم والراحلين هو من أولويّاته ومناقبيّته”.
غانم
ثمّ حيّا القاضي غالب غانم: “بالتقدير، كل التقدير، مطلق هذه الذكرى، نادي “ليونز اليرزة” برئاسة أمال شبير”، معبّراً عن “الودّ الى سيدة الوفاء والمبادرات السبّاقة في ميادين الإبداع في دنيانا اللبنانية الصديقة الدكتورة سلوى الخليل الأمين”.
وأردف غانم: “تقدير وودّ وورد عرفان ما شاء الورد لأنّكم تقيمون لدولة الأدب وعمارة الثقافة والمناقب العليا وزناً أين منه سائر الأوزان..”، مضيفاً: “وتجمعوننا في هنيهة وطنيّة قد لا تتّسع لمثل هذا الاحتفاء، حول الدكتور جميل جبر النهضوي الموسوعي، المتني اللبناني، العاقد ميثاقاً مع التراث العربي المعرّق ومع المدى المتوسّطي الرحراح، والمطلّ من ذرانا وذرى العربية على الرحبات الإنسانية التي ألف اللبنانيون مغازلتها فوجاً بعد فوج، وجيلاً بعد جيل”.
وتابع: “البساطة العميقة تقصّيت مصادرها في كتابي الأخير: “المعلم عند الله – سيرة الشاعر عبدالله غانم” فأعدت بعضها الى حياة الريف والانصهار بالطبيعة وهما ليسا غريبين عن وجه من وجوه حياة إبن “بيت شباب”. قلت: “عشرة السفوح الغنّاء والكمات الساجدة أمام عظمة الخالق والجداول الذاهبة في طريقها الى الهدف الأبعد، وأعراس اللون والنغم والطيب، وتعاقب أجنحة الأمل واملسي الخيال في هاتيك الذكرىن وطقوس التحوّل والتبادل ما بين الأنسام والأرياح وما بين التفتّق والذبول .. هذه وسواها من هبات الطبيعة منحته البساطة، كل البساطة، والعمق، كل العمق، وقرّبته من الحقائق المعرّاة حيث لا أصباغ خدّاعة ولا مساحيق”.
وختم بالتوجّه الى صاحب الذكرى قائلاً: “قراءة في بعض ميادينك وملامحك يا صديقي، ذلك ما حصل في هذه الدقائق، إقبلها ولو عجلى، لأنّها مجلّلة بالكثير من الودّ ومن الوفاء الذي كنت تعدّه في طليعة الفضائل”.
مطر
بدوره قال الدكتور سهيل مطر: “مئة سنة وسنة على ولادته ولا يزال الناس صنفان: موتى في حياتهم والآخرون ببطن الأرض أحياء. من عاش في ذل فذاك ميت”. أضاف: “وجميل جبر خالد، وما مبادرة الليونز اليوم بشخص السيدة آمال، وبإشراف الدكتورة سلوى، سوى تاكيد على عظمة هذا الرجل، على تساميه، على اختراقه ماّدية الجسد وصولاً الى روحانيّة مقدّسة. اليوم وهو أكثر خلوداً، بهذه النخبة، التي في حضورها، حضور لمن لا تزال صورته زاهرة في القلب والعين”.
وقال: “جميل، لم يتعب أهله في تسميته، فمنذ رأى النور هتف الأهل: “جميل، جميل، وكان جميل جبر”، متحدّثاً “عن جميل، إنساناً، معلّماً، صديقاً، زوجاً، أباً، ووطنيّاً كبيراً. لن أستخدم معه لفظة “مرحوم” ولا عبارة “مغفور له” فهو الذي كان راحماً وغفوراً .. اللهمّ إغفر لي إن أخطأت”.
وختم مطر: “يا عاشق الورد والغمام والسنديان، إغفر لنا إن أخطأ بعضنا، وإن قصّر آخرون وإن تمنّع البعض عن تسميتك في المناهج وفي الذاكرة: بلادي إن جارت عليّ عزيزة، وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام”.
وفي الختام شكرت رئيسة نادي الليونز اليرزة السيدة شبير المنتدين وقدّمت لهم هدايا تذكارية ليونزية تخليداً للمناسبة.
=======أ.أ.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook