هل حزب الله جاهز لتسليم سلاحه؟

Advertisement
ويسود التوتّر والخطر الشرق الأوسط حاليّاً، فإذا لم تنجح المُفاوضات الأميركيّة مع إيران، فإنّ واشنطن ستقوم بقصف المنشآت النوويّة والصاروخيّة في طهران، الأمر الذي قد يُشعل المنطقة، وقد يُحرّك الحرس الثوريّ الفصائل المواليّة له في لبنان والعراق واليمن وفلسطين للدفاع عن النظام الإيرانيّ، إنّ تعرّضت مصالحه الرئيسيّة للتهديد.
ولأنّ “حزب الله” مُرتبطٌ بشكلٍ وثيق بإيران، وإذا استمرّ التهديد الأميركيّ لطهران ولم يتمّ التوصّل سريعاً لحلّ بشأن الملف النوويّ، فإنّ المُرشد الإيرانيّ لن يُعطي الضوء الأخضر لـ”الحزب” للتخلّي عن سلاحه، والإنخراط في العمل السياسيّ اللبنانيّ فقط.
كذلك، وعلى الرغم من الإيجابيّة التي يُبديها الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام تجاه حصر السلاح، يبقى مطلب “حزب الله” الأساسيّ إنسحاب العدوّ الإسرائيليّ من جنوب لبنان بشكلٍ كاملٍ، كيّ يبدأ النقاش بموضوع تسليم عتاده العسكريّ. وبعد تصريح كاتس وزيادة وتيرة الإستهداف الإسرائيليّ لعناصر “الحزب” وللبلدات الجنوبيّة، ومنع المواطنين من العودة إلى قراهم وعرقلة إعادة الإعمار وتقديم المُساعدات إلى لبنان، فإنّ “المُقاومة” ستُبقي على سلاحها وتتمسك به، إنّ لم تنجح الوساطات الدوليّة والإتّصالات الديبلوماسيّة في انسحاب إسرائيل إلى فلسطين المحتلة.
وأيضاً، ليس هناك من وضوحٍ حول الجهّة التي ستتولّى الدفاع عن لبنان إنّ تعرّضت البلاد لأيّ خطرٍ أو عدوان إسرائيليّ في المستقبل، فالجيش غير قادر في الحالة التي هو عليها الآن أنّ يُحارب إسرائيل، التي لديها أسلحة أميركيّة متطوّرة وثقيلة جدّاً، بينما إذا وقع أيّ صدام بين الجيشين اللبنانيّ والإسرائيليّ، فإنّ واشنطن ستقف مع تل أبيب، وهناك علامة إستفهام كبيرة إنّ ستقوم بتسليح القوى العسكريّة اللبنانيّة وتقويتها، في ظلّ سعي الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة إلى إضعاف الجيوش في المنطقة والضغط لعدم تسليحها، والقضاء على “محور المُقاومة”.
ويكثر الحديث عن نزع سلاح “حزب الله” بالحوار لتطبيق القرار 1701، لكن في المقابل، هناك هواجس ومخاوف لدى قيادة “الحزب”، لعلّ أبسطها عدم تدخّل اللجنة المُولجة مُراقبة تطبيق إتّفاق وقف إطلاق النار للضغط على تل أبيب للإنسحاب من الجنوب، ووقف خروقاتها واعتداءاتها على البلدات وعلى المواطنين اللبنانيين، وسط تأييد الدول الغربيّة وعلى رأسها تلك الراعية لعمل هذه اللجنة بإنهاء دور “المُقاومة” العسكريّ وحماية أمن إسرائيل من أيّ مخاطر من لبنان ومن الدول المُجاورة لفلسطين المحتلّة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook