مفتي الجمهورية مكرمًا في دار مخزومي: للتمسك باتفاق الطائف كمرجعية ثابتة للبنان

وألقى مخزومي كلمة رحب فيها بالحضور وبالمفتي دريان، وأكد “دعمه لسماحته للاستمرار في حمل رسالة الاعتدال وصلابة الموقف وحفظ العيش المشترك”، وقال: “إن لبنان يعبر في مرحلة انتقالية صعبة وقاسية عاشها أهلنا خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة التي كنا قد حذرنا منها مرارا وتكرارا. ورغم كل ما حصل، فإن ما بلسم الجراح، عودتنا التدريجية للتعافي، ونهوض الدولة من تحت الركام”.
وشدد على “أهمية المصالحة، لكن قبلها المصارحة ومواجهة الحقائق بأنه لن يكون هناك إعمار إذا لم تتم تلبية شروط بناء دولة فعلية”، وقال: “إن المطلوب عودة الدولة عبر بسط سلطتها بقواها الشرعية وحدها، على أراضيها وبتطبيق الدستور واتفاق الطائف الذي ينص على سحب سلاح الميليشيات، واتفاق وقف اطلاق النار والقرارات الدولية 1559 1680 و1701 واتفاق الهدنة، توصلا إلى استمرار مساعدة المجتمع الدولي لنا، كي نحمي لبنان وسيادته”.
من جهته، شكر مفتي الجمهورية لمخزومي “استضافته وتكريمه”، قائلا: “إن نائب بيروت يبذل كل جهد لمساعدة الناس والوقوف إلى جانب أهله في بيروت”.
وشدد على “أهمية التمسك بالدستور واتفاق الطائف كمرجعية ثابتة للبنان”، محذرا من “أي محاولة للالتفاف عليهما لما قد يجره ذلك من صراعات داخلية وخارجية”.
أما عن الوضع الحكومي، فأكد المفتي دريان “دعمه للحكومة”، وقال: “هذا الدعم يترافق مع الترقب لما ستقوم به هذه الحكومة بشكل سريع وملح”.
وأشار إلى أن “تحفظات البعض على الحكومة مهما كانت الاسباب لن يمنع إعطاءها الفرصة لتحقيق ما يتطلع اليه الشعب اللبناني”.
وأبدى تفاؤلا حذرا من الوضع الداخلي، منتقدا “ارتباط البعض بأجندات خارجية”، وقال: “عندما يعود كل اللبنانيين إلى لبنانيتهم وتعود كل الأحزاب إلى لبنانيتها نكون أمام موالاة ومعارضة طبيعية من أجل الوطن”.
أضاف: “إن شهر رمضان يبعث فينا الأمل نحو مستقبل أفضل، وهذا ما نطمح إليه جميعا في لبنان وفي محيطنا العربي”.
وذكر بفلسطين والمسجد الأقصى، لافتا إلى أن “المجاعة ما زالت في غزة في هذا الشهر الفضيل”، متسائلا: “ماذا سيفعل المسلمون والعرب تجاه هذا الواقع؟”، وقال: “إننا أمام عدو غاشم، صراعنا معه صراع تاريخي ديني، وعلينا أن نبقى متكاتفين مع إخواننا الفلسطينيين في تصديهم لهذا العدو، وسنبقى مع فلسطين حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وعن سوريا، أكد المفتي دريان “الوقوف إلى جانب الدولة السورية الجديدة”، مشددا على أن “لبنان كان دائما داعما لخيارات الشعب السوري”، داعيا إلى “احترام سيادة سوريا واستقرارها”.
وأشار إلى أن “دار الفتوى واللبنانيين يقفون إلى جانب النازحين السوريين الذين ما زالوا يعيشون على الاراضي اللبنانية”، رافضا “أي تغول عليهم أو أي اعتداء من حرق لخيمهم أو ما يشابه ذلك”.
وتحدث عن مدينة طرابلس والشمال، مؤكدا أنها “جزء أساسي من لبنان”، وقال: “إن طرابلس ليست مدينة الإرهاب، بل هي مدينة العلم والوطنية والعروبة، وكانت وما زالت مدينة آمنة تحتضن جميع اللبنانيين”.
كما دعا إلى “تعزيز الأمن والاستقرار فيها”، محذرا من “محاولات البعض لتشويه سمعتها”، مؤكدا أن “الدولة يجب أن تتخذ إجراءات صارمة ضد من يحاول العبث بأمن المدينة”.
ودعا إلى “التكاتف الوطني”، معتبرا أن “أي انحراف عن المسار الوطني الجامع سيعيد لبنان إلى دوامة الفوضى وعدم الاستقرار”، مطالبا “الجميع بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية”.
ختاما، دعا مخزومي المجتمعين إلى مائدة الإفطار.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook