الجنوب السوري خاصرة لبنان الأضعف في مواجهة إسرائيل

البعد الإسرائيلي الإضافي للمتغيّر السوري يكمن أيضاً في ما ترتّب عليه من حرمان للمقاومة من عمق استراتيجي وممر رئيسي للسلاح، مكّناها طوال عقود من مواجهة المخاطر والاعتداءات الإسرائيلية.
وهذا أيضاً يحضر كمعطى رئيسي على طاولة التقدير والقرار في كيان العدو ويؤثّر في بلورة خياراته العدوانية. وفي المرحلة الحالية، يساهم الوضع السوري المستجدّ في تعزيز رهانات العدو ضد المقاومة في لبنان، إذ يرى في ذلك فرصة لمزيد من التمادي في الاعتداءات مع قدر من الاطمئنان. أما الحرب التي شنّها العدو قبل سقوط النظام السوري السابق فقد نبعت بشكل رئيسي من تقديره، كما اتضح خلال الحرب، أن بالإمكان حسمها مع حزب الله بفعل الأوراق الأمنية والعسكرية التي كان يملكها.
لا تقتصر المخاطر المستجدّة على ما تقدّم. فالتوسع الإسرائيلي في جنوب سوريا وفرض منطقة عازلة، يشكلان التفافاً أيضاً على لبنان. ومن الناحية العملية يتحوّل جزء من الحدود السورية إلى خاصرة رخوة للبنان، بعدما كان لبنان تاريخياً يتصف بهذه الصفة. وهذا من دون الحديث عن إمكانية تحوّل الحدود السورية إلى تهديد مباشر للبنان والمقاومة.
مع ذلك، فإن كل هذه المتغيّرات جرت بعدما تحوّلت المقاومة في لبنان من حالة إلى مجتمع عصي على الإخضاع والانهيار كما ثبت في كل المحطات التي مرّت بها.
وبعدما قطعت أشواطاً هائلة على مستوى بناء القوة والخبرات والإمكانات، حاولت إسرائيل أن تدمّرها وحقّقت نتائج جزئية، إلا أنها بقيت القوة الرئيسية في استراتيجية الدفاع عن لبنان والتي لا يمكن لأي تهديد خارجي إلا أن يأخذها في الحسبان. وكما أثبتت تجارب العقود والسنوات الأخيرة، فإن المنطقة مُشبعة بالديناميات التي قد تؤدي إلى متغيّرات تعزّز هذا الاتجاه أو ذاك. وفي كل السيناريوهات تبقى المقاومة جاهزة لمواجهة أي تداعيات تنتج عنها و/ أو الاستفادة من أي فرص تتشكل في سياقها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook