العلامة الخطيب: آن الاوان لدعوة رئيس الجمهورية الى طاولة حوار وطني

أضاف :” لقد أسفرت المرحلة الماضية من حياتنا الوطنية عن الحاجة الماسة الى إعادة الاعتبار للقيم الاخلاقية والوطنية والروحية، التي كان التخلي عنها سببا أساسيا في كثير من الازمات التي يعاني منها مجتمعنا التحلّل الاخلاقي والثقافي، الذي أضحى يحاكي الاخلاق والثقافة التي يصنعها لنا أعداؤنا كما يصنعون لنا ثيابنا وكل حاجياتنا التي تُحقّق لهم غاياتهم. فاللباس بعد أن كان بغاية الستر تغيّرت وجهته ليكون أكثر اثارةً من التعري، والثقافة التي عكست إيماننا وعقيدتنا لصناعة الاجيال ليكون لها نورا ًتستضيء وتهتدي به وتهدي به ويفتح لها وللعالم آفاق المستقبل حياة استقرار وأمان واطمئنان، حلّ بدلاً عنه ما يعبث بمستقبلنا ويحوّلنا الى عبيد للغرب نُحقق أهدافه وغاياته الخبيثة من أمةٍ تنتج علماء ومفكّرين ومثقفين وعلماء الى أمة مستهلكة لعلم وفكر وثقافة، يصنعه لها الاخرون، كما نستهلك ما ينتجه من السلع والبضائع خدمة لأهدافهم الاستعمارية، ويجعلها أمة تابعة له، لا هدف لها في الحياة الا ان تأكل وتشرب، ولا يتاح لها أن تحصل حتى على ضروريات الحياة الا بشقّ الأنفس، وهي أغنى الامم في ما تمتلكه من الثروات، ولكنه ممنوع عليها أن تتصرّف بها الا بما يأذن به الاسياد، وتتنازع بينها على الفتات ويُعْتَدَى عليها فيناصر بعضها المعتدي ويُلقي اللوم على بعضه الاخر، مبرراً للمعتدي الاعتداء وتستخدم كل الاسلحة المحرمة، بما فيها السلاح ما فوق الدمار الشامل وتبثّ كل السموم المذهبية والطائفية لإضعاف الحالة الوطنية والقومية والاسلامية وتُستباح كل الحرمات، فيما العدو لا يخفي أطماعه بل يمارس وبشكل فاضح ووقح ووحشي وفاجر، عدوانه ويقتل البشر ويدمر الحجر بشكل غير مسبوق”.
وتابع الخطيب :”نحن لا نحاسب أخلاقيا هذا العدو، فهو أصلاً لا يقيم للاخلاق وزناً او اعتباراً، ولكن لنرى مدى تَمكّنه من السيطرة على فئات مهمة داخل مجتمعاتنا.
إن هذا الواقع يظهر مدى حاجتنا الى حوار جدي لطرح المسائل الاشكالية بين اللبنانيين بعد تشكل المؤسسات الدستورية، من انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة وأخذها ثقة المجلس النيابي، وقد آن الاوان لدعوة فخامة رئيس الجمهورية الى طاولة حوار وطني تجمع اللبنانيين للخروج باتفاق ينهي الانقسام.
من جهة أخرى. فقد أُعطيت الحكومة الثقة على أساس البيان الوزاري، وأخذت على نفسها تحرير الارض ووضع حد للعدوان وإعادة البناء والإعمار، ونأمل أن تنجح في تحقيق هذه المهمات وإيصال البلاد الى حال من الاستقرار”.
واستطرد الخطيب :”إن المنطقة تمر في مرحلة من أخطر مراحلها، بحيث لم يعد خافياً على أحد أن المشروع الغربي الصهيوني يسعى إلى إحداث تغييرات كبرى في جغرافية المنطقة، والضغط بكل السبل لإنجاز التطبيع الكامل بين الدول العربية والكيان الصهيوني، ويبدو أن بلدنا لبنان في صلب هذا المشروع.
فإسرائيل تحتل أراضي جديدة في لبنان وسوريا، وتواصل عدوانها على البلدين من دون رادع أو وازع ، وتعمل جاهدة على تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية ومن كل ألأراضي الفلسطينية، ونخشى أن تكون المساحات الجديدة التي تحتلها تهيئة لتوطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان والمهجرين الجدد من أرضهم، فضلاً عن مصر والأردن. هذا المشروع سوف يقلب المنطقة رأساً على عقب، ويهدد كل الكيانات العربية بواقع جديد شديد الخطورة.
لذلك ندعو القادة العرب الذين ستنعقد قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء المقبل إلى وعي هذا المشروع، واتخاذ قرارات على مستوى خطورته.. قرارات تتجاوز الكلام إلى الفعل، وهم قادرون على ذلك إذا ما صفت النيات وتحددت المسؤوليات”.
وكرر العلامة الخطيب الدعوة ، الى الجمهورية ألإسلامية ألإيرانية، “إلى مواجهة هذا المشروع الذي لن تنجو من مخاطره، إلى طرح مشروع للمواجهة بالتنسيق والتعاون مع دول المنطقة، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook