لماذا نشعر أننا نسقط عند النعاس الشديد؟
بدو الأمر كجزء من حلم في بداية النوم، وترى أنك تسقط في الهواء مثلا، أو يسقط رأسك فجأة على كتفك. هذا ما يطلق عليه اسم مرحلة “تأسيس الحلم” في بداية النوم. ويظهر ذلك القدرة المذهلة للعقل على الارتجال والإبداع.
تعرف هذه الظاهرة باسم “نفضة النوم” (أو اهتزازات بداية النوم)، وهي تسلط الضوء على الصراع الذي يحدث داخل أدمغتنا عندما نغمض أعيننا للشروع في النوم.
خلال النوم، تصبح أجسادنا ساكنة، ونصبح غير مدركين للأحداث التي تجري في العالم المحيط بنا. لكن التحكم في عضلاتنا لم يكن قد توقف بالكامل، فهو لا يُطفأ تماما كما يُطفئ أحدنا الكهرباء بضغطة زر واحدة.
فهناك منطقة في الدماغ يطلق عليها اسم “نظام التنشيط الشبكي”، والتي تسيطر على وظائفنا الأساسية، مثل التنفس، وهي المنطقة التي نعلم منها ما إذا كنا مستيقظين أم لا.
وفي المقابل، هناك منطقة أخرى تعرف باسم “النواة البطنية الوحشية” تقع بالقرب من العصب البصري، وهي المسؤولة عن شعورنا بالتعب والحاجة إلى النوم.
وعندما ننخرط في النوم، يُخفف نظام التنشيط الشبكي من سيطرته على أجسادنا، وتتولي تلك “النواة” السيطرة علينا. وتبدو تلك العملية كأنها تلاشٍ بطيء لذلك التحول بين الحالتين، لكنها ليست دائما عملية تحول سلسة.
فهناك بعض الاهتزازات العشوائية للطاقة اليقظة المتبقية بداخلنا، والتي تظهر على شكل حركات ارتجافية، وليس هناك أسباب واضحة بالكامل لذلك الفعل.
فبعكس حركات العين السريعة، ليس لهذه الظاهرة علاقة بأدمغتنا الحالمة، لكنها تمثل آخر رؤية لما مررنا به خلال يومنا.