تكنولوجيا

“بلو أوريجين” تطلق الرحلة الأولى لصاروخها “نيو غلين” – DW – 2025/1/16

أقلع صاروخ “نيو غلين” الذي يبلغ ارتفاعه 98 مترا، أي بحجم مبنى مؤلف من 30 طبقة تقريبا، بنجاح قرابة الساعة 2,03 بالتوقيت المحلي (07,03 بتوقيت غرينتش) من اليوم الخميس (16 كانون الثاني/يناير 2025) من قاعدة كاب كانافيرال الفضائية في فلوريدا إلى المدار، رغم أنّ الظروف المناخية لم تكن مثالية.

وكانت الرحلة الأولى لهذا الصاروخ القوي القابل جزئيا لإعادة الاستخدام، منتظرة منذ سنوات وتم تأجيلها مرات عدة.

وأكدت المسؤولة في الشركة أريان كورنيل خلال بث مباشر أنّ المهمة قد حققت “هدفها الرئيسي”، وهو وضع القسم الثاني من الصاروخ في المدار.

وكانت الشركة تطمح لتحقيق هذا الهدف. وكتب رئيسها التنفيذي ديفيد ليمب، في منشور عبر منصة اكس “لقد فعلنا ذلك!”، وكان أشار قبل إطلاق الصاروخ إلى أنّ الهدف من العملية هو “الوصول إلى المدار. وأي شيء آخر يُنجز يكون إضافيا”.

منذ سنوات، تنظّم الشركة المملوكة لمؤسس “أمازون” بواسطة صاروخها “نيو شيبرد” رحلات سياحة فضائية تحمل عددا من الركاب لبضع دقائق إلى ما بعد الحدود النهائية لكوكب الأرض، لكنّها لم تُجر بعد أي رحلة إلى المدار.

منافسة شرسة بين مليارديرين

وسارع الملياردير إيلون ماسك، رئيس شركة “سبايس اكس” المهيمنة حاليا على السوق بصواريخها “فالكون 9 ” و”فالكون هيفي”، إلى الإشادة بمنافسه جيف بيزوس. وكتب ماسك عبر منصته “اكس” “تهانينا بالوصول إلى المدار من المحاولة الأولى!”، ليردّ عليه بيزوس “شكرا”.

أسس الرجلان شركتيهما الفضائيتين في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنّ “بلو أوريجين” تقدمت بوتيرة أبطأ بكثير من “سبايس اكس”، ويرجع ذلك جزئيا إلى اتباعها نهجا أكثر حذرا في التصميم.

ومع صاروخه الجديد “نيو غلين” يسعى بيزوس إلى دخول السوق الجديدة لإطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية والعسكرية إلى المدار بالإضافة إلى مركبات ورواد فضاء، والتنافس تاليا مع “سبايس إكس”.

وتعمل “سبايس اكس” حاليا على تصنيع “ستارشيب” الذي سيشكل أكبر صاروخ مُبتكَر على الإطلاق. وتعتزم إجراء الرحلة التجريبية السابعة له الخميس.

بالإضافة إلى الوصول إلى المدار، تسعى “بلو أوريجين” خلال هذه الرحلة الأولى إلى استعادة القسم الأوّل من صاروخها وهو محرّك الدفع، عن طريق إنزاله بطريقة خاضعة للرقابة على منصة في البحر، وهي مناورة معقدة مماثلة لتلك التي نفذتها “سبايس اكس” ولم تنجح من المحاولة الأولى.

لكن بعد دقائق من الإطلاق، أكدت أريان كورنيل أن الفرق “فقدت محرك الدفع”، مضيفة “يمكنكم أن تروا على هذه الخريطة مدى قربه من الهبوط”.

كيف أصبح رائد فضاء؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

ميزات الصاروخ

على غرار “فالكون 9” من “سبايس اكس”، صُمّم “نيو غلين” ليكون قابلا لإعادة الاستخدام جزئيا، وهي خصوصية تتيح للشركة ليس خفض تكاليفها فحسب بل إنجاز مهمات فضائية بوتيرة أعلى.

أما القسم الثاني من “نيو غلين” والذي وصل إلى المدار، فنقل نموذجا لمركبة “بلو رينغ” الفضائية الممولة من وزارة الدفاع الأميركية والتي ستكون بمثابة منصة متعددة الغرض لنشر الأقمار الاصطناعية.

وبعد هذا النجاح، يُتوقَّع إنجاز رحلات أخرى لـ”نيو غلين” في العام 2025.

وسبق لـ”بلو أوريجين” أن أبرمت عقودا مع عدد كبير من الزبائن، بينهم وكالة الفضاء الأميركية للقيام بمهمة غير مأهولة إلى المريخ والحكومة الأميركية لمهام متعلقة بالأمن القومي.

ومن الناحية التجارية، تخطط الشركة لنشر أقمار اصطناعية للإنترنت لصالح شركات عدة.

على غرار “سبايس اكس” مع “ستارلينك”، ويُفترض أن يكون الصاروخ مسؤولا عن إطلاق أقمار اصطناعية لمجموعة “أمازون”. ويتنافس جيف بيزوس وإيلون ماسك، أغنى رجلين في العالم، في مجال الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية أيضا.

يرى جورج نيلد، وهو رئيس شركة تروّج للأنشطة الفضائية الخاصة، أنّ عملية الإطلاق الخميس هي أنباء جيّدة لقطاع الفضاء برمته، إذ “من الجيد أن تكون هناك منافسة، وأن يكون أمام الشركات خيارات”. ويقول لوكالة فرانس برس إن “هذه الرحلة مهمة جدا لقطاع الفضاء التجاري، ولكن أيضا للحكومة ولناسا” لأنّ ليس من شأنها خفض التكاليف فحسب، بل تقديم خطة بديلة “في حالة حدوث أي مشكلة في الجهاز”.

خ.س/ع.ش (أ ف ب)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى