اسطورة حزب الله: بين الواقعية والتحطيم
هذا ما دفع “حزب الله” إلى الهروب لحظة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية نحو مشهدية الدورتين والوقت المستقطع بينهما، لدفع الرأي العام إلى تصديق شائعة حصوله على ضمانات سعودية وأميركية حول الحكومة رئيساً ونهجاً، وتوازنات وحقائب، على اعتبار أن مستوى مخاطبه لا يمكن أن يكون إلا إقليمياً أو دولياً. لكن هذه الشائعة التي عملت الآلة الدعائية نفسها على ترويجها خلال الأيام القليلة الفاصلة عن الاستشارات النيابية، دحضتها وقائع يوم التكليف الطويل، والذي يمكن اعتباره لحظة مفصلية في تاريخ لبنان، حطمت أسطورة “الحزب” واضعة إياها على طريق الزوال. ولهذا السبب بالذات، بدا الإرباك واضحاً في كيفية تعامله مع التطور الراهن، فحاول التغطية عليه بالصخب الكلامي لرئيس كتلته محمد رعد، من دون أن ينجح في تخفيف أمارات الهزيمة البادية على وجهه وصَحْبه.
أنّى لـ “حزب الله” الاعتراف بقدرة تفاهمات محلية نسجت بعجالة على تعرية هشاشته، وفضح ما يعانيه من وحدة لم يألف مثلها، فكان لا بد من إقحام عوامل إقليمية أو دولية لن تنجح في حجب حقيقة أنه صار “صرحاً من خيال” ليس لخصومه، إنما لـ “أعدقائه” وحلفائه.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook