أين إيران من انتخاب جوزاف عون رئيساً؟ تقريرٌ يجيب
نشرت وكالة “فرانس برس” تقريراً جديداً قالت فيه إن تراجع نفوذ إيران وحلفائها أتاح انتخاب رئيس للبنان وهو العماد جوزاف عون.
وأكّد رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون، الذي كان قائداً للجيش، إثر انتخابه أمس الخميس في البرلمان “بدء مرحلة جديدة للبنان”، مؤشراً إلى تحقيق توازن في السياسة الخارجية للبلد الذي يخرج من حرب دامية، بين حزب الله حليف إيران وإسرائيل.
وبقي لبنان الذي اعتاد التدخلات الأجنبية في انتخاباته الرئاسية، بدون رئيس منذ أواخر عام 2022، حين اتُهم حزب الله النافذ والذي يتمتّع بقوّة عسكرية لا يستهان بها، من قبل معارضيه بعرقلة التصويت لعجزه عن فرض مرشحه.
ولكن حزب الله تلقّى ضربة قاسية في مواجهته مع إسرائيل، التي استمرّت سنة تقريباً على خلفية الحرب بين حركة حماس والدولة العبرية في قطاع غزة، وخرج منها ضعيفاً قبل أن يخسر حليفاً استراتيجياً، مع سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مطلع كانون الأول الماضي.
وترى لينا خطيب المحللة في معهد “شاتام هاوس”، بأن “هذه المرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية (في عام 1990)، التي ينتخب فيها رئيس لبناني بدون موافقة مسبقة من إيران، ونظام بشار الأسد المخلوع”.
وذكرت أن “قبول حزب الله بانتخاب جوزيف عون يعني أنه لم يعد يملي الأجندة السياسية للبنان”، مشيرة إلى أن الانعطافة التي حصلت هي “نتيجة مباشرة للمتغيرات الجيوسياسية على النطاق الأوسع في الشرق الأوسط، أي انتهاء نفوذ إيران في المنطقة”.
ويحظى جوزيف عون الذي يُعرف بحياديته ونزاهته، بدعم 5 دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، وهي: الولايات المتحدة، وفرنسا، وقطر، والسعودية، ومصر.
ويشير مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن “دور الخماسية كان حاسماً، كما أن دعم السعودية على وجه الخصوص في اللحظة الأخيرة، كان عاملاً حاسماً بشكل خاص”.
تعهدات
وحتى اللحظة الأخيرة، كان حزب الله وحليفته حركة أمل، متردّدين في انتخاب جوزيف عون. وصوّت نوابهم الـ 30 بورقة بيضاء في الجولة الأولى من جلسة الانتخاب، صباح أمس الخميس، ما لم يسمح لعون بالحصول على الأغلبية التي تخوّله الفوز من المحاولة الأولى.
ويشير المصدر إلى أن “الثنائي الشيعي طلب أن تتعهد السعودية بموضوع إعادة الإعمار، كما اتفقا مع رئيس الجمهورية ومع السعودية، أن تبقى وزارة المالية مع الطائفة الشيعية، بالإضافة إلى تثبيت وقف إطلاق النار واسم قائد الجيش الجديد، وحصلوا على تعهدات”، وسمح ذلك بانتخاب عون بغالبية واسعة في الجولة الثانية بعد الظهر.
ويعتقد محللون أن الدور الرئيسي الذي لعبه الجيش، في تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، كان عاملاً حاسماً في صعود جوزيف عون نحو الرئاسة. (فرانس برس)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook