رياضة

كونسيساو.. هل يفعلها ويعيد أمجاد ميلان؟

عانى نادي ميلان لسنوات طويلة من الاضطراب الفني وتعاقب المدربين، ما أدى إلى افتقاد الاستقرار الذي ميز “الروسونيري” في الماضي. فمنذ عام 2010، تولى قيادة الفريق 13 مدرباً، بين أسماء مخضرمة مثل كارلو أنشيلوتي وماسيميليانو أليجري، وأخرى تفتقر إلى الخبرة مثل سيدورف، فيليبو إنزاجي، وجينارو جاتوزو.

رغم الجهود، لم يستطع الفريق استعادة بريقه المعتاد. فقط أليجري، الذي قاد الفريق لأربع سنوات، وستيفانو بيولي، الذي استمر لمدة خمس سنوات حتى الآن، تمكنا من البقاء لفترات طويلة مقارنة بغيرهم، بينما كان الإقالة مصير غالبية المدربين الذين لم يلبوا طموحات الإدارة والجماهير.

محاولات المدربين لتطبيق أفكارهم اصطدمت بأداء غير مستقر ونتائج مخيبة، مما أبقى ميلان في دوامة التغيير المستمر، في ظل محاولات لاحتواء غضب المشجعين الذين يترقبون عودة النادي إلى منصات التتويج.

عهد جديد

خلال السنوات الماضية، لم تتوسم الجماهير خيرًا في المدربين الذين تولوا مهمة الفريق، بل أن مدربًا مثل بيولي قاد الفريق لحصد لقب الكالتشيو بعد غياب 12 عاما، ومع ذلك، عانى من انتقادات وهجوم حاد.

لكن الحالة العامة التي صاحبت تعيين كونسيساو مدربا للفريق، كانت مغايرة، ربما بسبب السيرة الذاتية للمدرب البرتغالي الذي قاد بورتو في مسيرة استثنائية لأعوام طويلة، وبثبات فني رائع.

ووصل كونسيساو إلى ميلان، وهو بطل كأس البرتغال، حيث خاض مباراته الأخيرة في المهمة الفنية لبورتو في نهائي الكأس ضد سبورتينج لشبونة، وحقق فوزا مثيرا خطف به لقب الكأس. 

وخلال مسيرته مع بورتو، تمكن كونسيساو من حصد لقب الدوري البرتغالي (3 مرات)، كأس الدوري البرتغالي (4 مرات)، كأس البرتغال (مرة)، إلى جانب كأس السوبر البرتغالي (3 مرات)، بمجموع 11 بطولة.

وكان بورتو مع كونسيساو، ندا قويا في أوروبا، وخصما صعب المنال، وخاض العديد من المباريات القوية أمام كبار القارة العجوز، لكن خبرة اللاعبين لعبت الدور الأكبر في مواجهات الكبار.

ولا شك أن وصول كونسيساو، أعطى دفعة إيجابية للفريق، وعزز روح اللاعبين، ونجح المدرب في إظهار بصمة سريعة على الفريق، سواء من ناحية الأداء الفني أو الروح التي غابت مع المدرب السابق فونسيكا. 

ظهور مختلف 

بدأ المدرب، مشواره مع ميلان، بدفعة معنوية للاعبي الفريق المنبوذين، حيث دخل نجوم الروسونيري (لياو وثيو هيرنانديز) في غضب كبير مع فونسيكا، جلس بسببه الثنائي لبعض المباريات على مقاعد البدلاء.

لكن بمجرد وصول كونسيساو، تغيرت الأمور تماما، وعاد الثنائي لأدوارهما المعتادة، بل حصل لياو على أدوار جديدة في أول ظهور له مع الفريق تحت إمرة مواطنه كونسيساو.

واعتاد كونسيساو، اللعب بطريقة (4-2-3-1) في بورتو، لكن في ميلان، بدأ المدرب في اعتماد طريقة (4-3-3) بالنظر لخصائص الفريق وامتلاكه أجنحة مميزة. 

وظهرت بصمة المدرب الفنية على تحركات لاعبيه، فأمام إنتر بالنهائي، دفع كونسيساو بالبرتغالي لياو، بداية من الشوط الثاني، وأثناء تأخر الفريق 0-2، ليقلب اللاعب البرتغالي، الطاولة رأسا على عقب ضد بطل إيطاليا.

ولم يلعب لياو على الجناح (مركزه المفضل)، وظهر في أدوار أكثر عمقا داخل الملعب، فكان أمام دائرة منطقة جزاء الخصم، وشكل خطورة كبيرة بتحركاته، وصنع الهدف الأول بعد حصوله على ركلة حرة أمام المنطقة.

وساهم في تسجيل الهدف الثاني بعد تمريرة متقنة من وسط الملعب ببداية الهجمة، وعاد ليصنع الهدف الثالث بتحرك في العمق، وصناعة ممتازة قتل بها إنتر ميلان في الثواني الأخيرة.

وبعيدا عن الأهداف، لعب ميلان، نصف ساعة أولى ممتازة، صّعب فيها الأمور تماما على إنتر في عملية البناء، معتمدا على الضغط العالي في شكل غير معتاد لميلان في الفترة الماضية.

وبتمكنه من التغلب على أكبر خصمين لميلان في إيطاليا (يوفنتوس وإنتر) وبطريقة الريمونتادا بتحويل التأخر إلى فوز، والتصميم الكبير لدى عناصر الفريق، توسم الجميع خيرا في كونسيساو على أمل إعادة ميلان لواجهة إيطاليا ثم أوروبا.

وتوج كونسيساو بلقبه الأول مع ميلان، ليرفع طموح العملاق الإيطالي وجماهيره.. فهل يعيد المدرب البرتغالي أمجاد الروسونيري من جديد؟ (كووورة)

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى