فرنجية يعزز موقعه التفاوضي: لا انسحاب مجانياً
وقد بدا فرنجية عبر مقاربته لمواصفات الرئيس المقبل ومعايير التوافق المقبول وكأنّه رمى حجراً في مياه راكدة، ونقل النقاش حول الملف الرئاسي إلى مستوى مختلف عمّا هو سائد. وكان واضحاً أنّ ضخامة الأحداث الأخيرة في لبنان وسوريا تركت تأثيراً كبيراً على نمط تفكير فرنجية، الذي يعتبر أنّ ملاقاة التحولات الهائلة باتت تتطلّب رئيساً من الوزن الثقيل وليس من وزنالريشة، خصوصاً أنّ رياحاً إضافية ربما تهبّ على لبنان والمنطقة لاحقاً.
ولدى فرنجية اقتناع بأنّه لا يجوز بعد استشهاد السيد حسن نصرالله وانهيار النظام في سوريا الاستمرار في خوض السياسة ومقاربة الاستحقاقات وفقالقواعد السابقة والبالية، حتى لو تطلّب الأمر بعض المجازفة من خلال اقتحام المجهول وطرح خيارات غير نمطية، تكون قادرة على ابتكار مسارات خلاّقة في الداخل ومواكبة التحول الجيو – سياسي في الخارج. ولئن كان فرنجية قد أبدى استعداده المبدئي للانسحاب من السباق الرئاسي، اّ لّا أنّه ترك هامشاً لاحتمال حصول مفاجأة توصله إلى بعبدا من خلال الإعلان عن استمراره حالياً في الترشح، أما إذا تعذر ذلك نتيجة تبدّل الظروف المحلية والإقليمية، فهو يرفض أن يكون انسحابه مجانياً، بل ربطه بثمن مرتفع يتمثل في التوافق المسبق حول اسم عليه «القدر والقيمة .» والأكيد أنّ رئيس «المردة » نجح عبر تمديد مفعول ترشيحه حتى إشعار آخر في تحسين موقعه التفاوضي على الاسم البديل، سواء مع الحلفاء ام الخصوم، خصوصاً أنّ استعداده للتنازل عن ترشيحه سيعزز دوره كشريك في صنع الرئيس المقبل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook