الموسم السياحي معلّق على خشبة الحرب.. هل يكون واعداً؟
Advertisement
أثرت الحرب الإسرائيلية على الأوضاع الأمنيّة بشكل كبير، كما ضربت قطاعاً مهماً يُعتبر عصب “الاقتصاد اللبناني” وهو السياحة. حيث يُسهم قطاع السياحة في توفير فرص العمل وتحريك العجلة الاقتصادية، ويُعد أيضاً مصدراً مهما للعملة الأجنبية.
ولم تعد السياحة تستهوي السياح الاجانب اولا بسبب الاوضاع الامنية غير المستقرة وثانيا بسبب غلاء تذاكر السفر التي تبقى اسعارها اغلى من الدول المجاورة وثالثا غياب البنية التحتية من كهرباء وطرقات وانترنت، هذه العوامل ادت الى غياب السياح. والتهديدات الإسرائيلية كانت لها تداعيات سلبية، لكن المؤشرات عاودت الارتفاع، حيث ارتفعت نسبة ملاءة الحجوزات.
وتشير التحليلات إلى أن الاقتصاد اللبناني من بين الاقتصادات الإقليمية الأكثر تضرراً جراء الحرب، بحيث تبرز التأثيرات على إجمالي الاستثمار، في ظل ضبابية الآفاق من جهة، وتأثيرات الحرب على أداء القطاع السياحي من جهة أخرى، الذي كان قد بدأ يشهد مؤشرات ملموسة على النهوض قبيل الصراع.
وخلال شهر كانون الأول، العابق سحر الأعياد وأجواء الفرح، يبقى السؤال معلقاً: هل سيشهد لبنان انتعاشاً في الحجوزات ؟ مع الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها، واستعادة الفعاليات السياحية التي تعيد للبنان تألقه وجماله.
وفي هذا السياق، أكد صاحب مكتب سفريات “الأبرج” السيد محمد وليد الحاج أن في أغلب بلدان العالم، تحضّر الدول لاستضافة السياح، لا بل أكثر من ذلك تدرس كيفية جذبهم، إلا في لبنان. جمال طبيعته ونوعية الحياة فيه وطقسه كفيلة باستقطاب السياح و المغتربين رُغم عدم إكتراث المسؤولين لهذا الأمر.
وأشار الحاج إلى أن الأفق يبدو أكثر إشراقاً، بحيث من المتوقع أن تعود كل شركات الطيران العربية والأجنبية إلى تسيير رحلاتها بصورة طبيعية من المطار واليه خلال الفترة ما بين 5 إلى 15 كانون الأول. مؤكدا أنه يلمس “بوادر خير” تتمثّل بحركة لافتة من المغتربين.
وذكر أن “كانون الأول وكانون الثاني يعدان من أشهر الذروة للسياحة رغم التحديات الراهنة، وتوقع أنه في حال تحسنت الأوضاع الأمنية سيشهد القطاع زيادة كبيرة في عدد الزوار، مما سيعزز النشاط السياحي بشكل كبير”.
ولفت الحاج الى أن لبنان بدأ يستعيد عافيته رُغم كلّ الصعوبات، و الحركة السياحية سوف تعود إلى سابق عهدها أيام ما قبل الأزمة. ولاحظ بأن المطاعم أصبحت جاهزة وتعمل بجد لاستقبال موسم الأعياد، الذي نأمل في أن يحمل الخير على الرغم من التحديات التي واجهت البلاد.
وتابع “اليوم يبدو الوضع مبشّراً. فالتجوّل في شوارع بيروت وجبيل والبترون يختلف راهناً عمّا كان عليه في الأشهر الماضية. بحيث عادت الحياة والأضواء إلى شوارع المدينة، وتنتشر الإعلانات في كل مكان عن منشآت سياحية جديدة أو لتلك التي قررت العودة عن قرار إقفالها”.
وعن نهوض القطاع السياحي عند انتهاء الحرب، يؤكد الحاج أن “الأمر سيستغرق وقتاً، كما أن هناك حاجة إلى دعم”،
وفي ختام حديثه، يقول: “في حال دخول أموال إلى لبنان، يمكن أن نرى العديد من المواطنين يعودون إلى بلدهم”، مشيداً بجهود بعض المناطق والقرى التي حاولت مراراً جلب السياح إليها.
الثابت أن المواجهات العسكرية لم تقف عائقا أمام موسم السياحة في لبنان، وإن هذه الظروف لم تؤثرعلى نشاط الموسم السياحي أو على عودة المغتربين اللبنانيين إلى بلدهم.
لكن اندفاع المغتربين لزيارة لبنان لا يقل شأنا ، كما تقول زكية الشناتي القادمة من السعودية، التي أكدت أنها تفضل قضاء إجازتها في لبنان، وأن الوضع الأمني لا يمنعها من زيارة بلدها ومقابلة أهلها.
ولفتت الشناتي الى أنه “لأوضاع الأمنية في لبنان ليست مثالية، لكن شوقنا لبلدنا ولأهلنا وأصدقائنا يجعلنا نتجاوز المخاوف، كما أن الأجواء جميلة جداً إلى حد الآن حيث يثبت اللبنانيون دائماً أن قدرتهم على التكيف والبقاء أقوى من كل شيء.”
وقالت “حتى لو أحجم بعض المغتربين عن زيارة لبنان نتيجة الأوضاع الأمنية، إلا أنهم يدعمون وطنهم عن بعد، ويرسلون الأموال إلى عائلاتهم وأقاربهم لدعمهم”.
وأوضحت الشناتي أن “لبنان في قلبنا جميعاً وسنستمر بتقديم كل ما نستطيع لنهوضه من كبوته، ونريد أن نظهر للعالم أن لبنان ما زال بلداً جميلاً وينافس أهم دول العالم في السياحة”.
إلى ذلك، يبقى القطاع السياحي أحد الركائز التي تستهدف كل الدول الحفاظ عليها، لذا هناك جدوى حقيقية ومستمرة للاهتمام به وتطويره، مثل لبنان الذي يحاول دائماً إبعاده عن كل التجاذبات السياسية التي تعيق نهوضه. لكن الحرب الإسرائيلية جاءت وشلّت الحركة كلياً، مع آفاق غير واضحة المعالم.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook