في ذكرى تأسيس اليونيسف.. أين أطفال لبنان من حقوقهم؟
منذ انطلاق مسيرتها في مثل هذا اليوم من العام 1946، لطالما حرصت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة على تقديم المساعدة الإنسانية للأطفال الذين تأثروا بشكل كبير جراء الحرب، سواء من خلال الرعاية الصحية، التغذية، التعليم، أو الحماية من الاستغلال. ولكن أين أطفال لبنان من هذه الحقوق اليوم؟
فقد تأسست اليونيسف في البداية كوكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل على تقديم المساعدات للأطفال في المناطق المتضررة من الحرب، ثم توسعت مهامها لتشمل تعزيز رفاه الأطفال على مستوى العالم.
وتتمثل رؤيتها بشكل عام في ضمان حقوق كل طفل وتوفير الفرص اللازمة لهم لتحقيق إمكاناتهم في بيئة آمنة وصحية، وتشمل أعمالها العديد من الجوانب التي تركز على الرعاية الصحية والتعليم وحماية الأطفال من العنف والإهمال.
وفي لبنان، ساهمت اليونيسف بتخفي وطأة الحرب على الأطفال بقدر الإمكان، إلا أن آلام العدوان كانت أكبر وأضخم من أي جهود بالنسبة للصغار.
فبعد الحرب الدموية والعنيفة التي دارت على مدى أكثر من شهرين في لبنان مؤخراً، بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان 4047 شهيدًا، من بينهم 316 شهيدًا من الأطفال و1456
جريحًا منهم أيضاً وفق وزارة الصحة العامة.
قلبت هذه الحرب حياة الأطفال في لبنان رأساً على عقب، بحسب ما أفادت به اليونيسف، وتسببت في إصابات جسدية شديدة وندوب عاطفية عميقة وسط انعدام الإستقرار على أكثر من صعيد.
فالآلاف من الأطفال الذين نجوا من القصف المستمر من دون إصابات جسدية، يعانون الآن من ضغوط نفسية شديدة بسبب العنف والفوضى من حولهم.
وبحسب اليونيسف، يظهر الأطفال في جميع أنحاء لبنان علامات مقلقة من الضيق العاطفي والسلوكي والجسدي. وقد التقت فرق اليونيسف بأطفال يعانون من خوف شديد وقلق متزايد، بما في ذلك قلق الانفصال، وخوف من الفقدان، والانسحاب، والعدوانية، وصعوبة التركيز. يعاني العديد منهم من اضطرابات في النوم، ويعانون من الكوابيس، والصداع، وفقدان الشهية.
وبعد أن حُرموا من الأمان والاستقرار والدعم الذي يوفره المدرسة، يُترك العديد من هؤلاء الأطفال دون الأماكن التي يحتاجون إليها للعب والتعلم والتعافي.
ومن أكثر المخاطر التي عاشها الأطفال، فقدان تعليمهم. إذ حُرم جرّاء هذه الحرب أكثر من 1.2 مليون طفل لبناني من التعليم. والسبب بطبيعة الحال هو تعذّر الوصول إلى مدارسهم العام التي تحوّلت بمعظمها إلى مدارس إيواء، أو تضررت بسبب الحرب، فضلاً عن موجة النزوح الهائلة التي هجّرت الكثيرين ومنهم طلاب وأساتذة.
وبعيداً من الحرب، وعلى الرغم من القوانين والأطر الدولية، يعاني الأطفال في لبنان من العديد من التحديات، منها تداعيات الأزمة الاقتصادية بما في ذلك الفقر وارتفاع معدلات البطالة، من يؤدي إلى تدهور وضع الأطفال في العديد من المجالات مثل التعليم والرعاية الصحية.
كما أن أطفالاً عدّة لا يزالون يقعون ضحية العنف الأسري والمجتمعي، بالإضافة إلى إجبارهم في الكثير من الأحيان على العمل القسري، وأحيانًا حتى استغلالهم في أنشطة غير قانونية.
على الرغم من وجود بعض التشريعات التي من المفترض حقوق الأطفال في لبنان، إلا أن التحديات الكبيرة مثل الأزمات الاقتصادية والنزوح السوري تستدعي مزيداً من الجهود الدولية والمحلية لضمان تحقيق هذه الحقوق بشكل كامل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook