يا ملك النصر…!
Advertisement
بدأ منذ ما قبل إعلان اتفاق وقف النار على خلفية تعويم القرار 1701 ما كان متوقعاً من جانب “الفريق الممانع”، ولا ندري كيف يجوز بعد المضيّ في هذه التسمية، إعلاء شارات الإنكار المماثل لذاك الذي صاحب وواكب الانزلاق القاتل إلى استدراج إسرائيل إلى حرب شكلت الضربة شبه الساحقة لقدرات “حزب الله” فوق ركام معظم لبنان. ومع الضجيج الصاخب الذي سيصمّ آذان اللبنانيين حول توصيف طبيعة الاتفاق بعد وقف الحرب، وإن لم تطلع علينا مفاجآت لا يمكن إسقاطها من الحسابات، قد يكون من الأفضل تبسيط الأمور بسرعة لجهة تخيّل مئات ألوف اللبنانيين العائدين إلى ركام أعمارهم الذي سيتجسّد فوق ركام المنازل والبلدات والقرى المدمرة، والسؤال: أين النصر؟ وكم كلف؟ وأيّ هزيمة أفظع من خسائر كهذه؟ وماذا عن زاعمي النصر إذا زعموا؟ وكيف يمكن ادعاء النصر أمام مقتلة ذهبت بكل منطق الممانعة الذي جعل “حزب الله” وكل مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تحديداً أثراً بعد عين تحت أعتى وحشية إسرائيلية إطلاقاً؟
لم يعد مبكراً، ولم يكن أساساً من المبكر في أي لحظة، فتح ملف الحرب منذ بداياتها ومنطلقاتها وليكن ما يكون في تداعيات لا بدّ آتية على مستوى سؤال الحزب عمّا لديه بعد لتبرير قراره الأحادي القاتل آنذاك بفتح المواجهة تحت شعار يظلل توظيف إيران له وللبنان وإذا بربط الساحات يفتك بلبنان ويدمّره شرّ تدمير ويكاد يجهز على “الحزب المقاوم” في تصفية لم تشهد الحروب التقليدية أو الحديثة مثيلاً لها. الآتي بعد هذه الحرب لا يشبه أياً من التجارب السابقة لأنها الحرب التي كان من غير المسموح إطلاقاً ألا يتم تجنبها في ظل انجراف مخيف في الحسابات التي زجّت بلبنان فيها.
وأما أن يعقب الحرب مضيّ فريق الإنكار في سياسات الانتحار ونحر لبنان تحت وطأة مزاعم الانتصار على إسرائيل لكي ينبري الممانعون إلى الداخل بسياسات أسوأ من الانتحار، فهذا ما نعتقد سلفاً أنه سيشكل الدليل القاطع الاستباقي على أن زمان ما قبل هذا الانتحار لم يعد صالحاً لما بعده! ومهما تكن طبيعة ذاك الشيء الذي سيوقف الحرب، فهو شيء أكبر بكثير من الخفة والاستخفاف باللبنانيين بحيث يصوّره لهم الفريق الممانع بأنه صنيعة بطولات لا مكان فيها للحقائق الموجعة القاسية ولو على ركام معظم لبنان. ستبدأ الآن جردة الحرب، فأوقفوا الساعة الآتية!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook