آخر الأخبارأخبار محلية

هل سيعود حزب الله إلى الحدود؟ تقريرٌ إسرائيليّ يكشف

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن عملية إعادة الإعمار التي قد تشهدها القرى اللبنانية بعد إنتهاء الحرب مع إسرائيل، متطرقة إلى ما قد يفعله “حزب الله” في هذا الإطار.









وأوضحت الصحيفة في تقريرٍ ترجمهُ “لبنان24” أنّه من المرجح أن تبدأ عملية إعادة إعمار القرى اللبنانية بعد وقتٍ قصيرٍ من دخول إطلاق النار حيّز التنفيذ في حال تمّ التوقيع على إتفاق وقف إطلاق النار في إسرائيل، والذي أصبح الآن، بحسب التقديرات، في مراحل مُتقدّمة من التنفيذ.

وقال التقرير إن “سكان القرى الذين نزحوا من جنوب لبنان، سيعودون في أسرع وقتٍ مُمكن إلى منازلهم وبعد فترة وجيزة سيبدأون بإعادة تأهيلها عبر المُساعدات الإيرانيّة والدولية”، وأضاف: “انطلاقاً من التجارب السابقة، فمن الواضح تماماً أن حزب الله سيحاول الاستفادة من أعمال البناء والإعمار ليس فقط في جنوب لبنان، بل في كل لبنان، سواء في منطقة بيروت أو منطقة البقاع، من أجل إنشاء بنى تحتية جديدة، مما سيسمح له بتجديد المصفوفات النارية على طول الحدود (قذائف الهاون والصواريخ والقذائف)، وكذلك صواريخ كروز”.

وتابع: “في قرى جنوب لبنان، سيسمح له بناء المنازل بحفر أنفاق للاختباء والبقاء بالإضافة إلى نقاط المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية الإلكترونية في الأجزاء العليا من المباني”.

وأردف: “لا شك أن إيران ستساهم في جهود إعادة إعمار البنية التحتية لحزب الله. وهنا، فإن طهران سترمم في لبنان بنية الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى والطائرات من دون طيار، وصواريخ كروز وتلك التي دمرتها إسرائيل في منطقة بيروت وشمال لبنان، بما في ذلك الصواريخ الساحلية المصنوعة في إيران، والتي لم يكن لدى حزب الله الوقت الكافي لاستخدامها”.

وأكمل: “من الممكن أيضاً ألا تحاول إيران نقل الصواريخ والطائرات من دون طيار ووسائل إنتاج الصواريخ الدقيقة الجديدة إلى لبنان فحسب، بل ستزيد أيضاً من جهودها لإنتاج وتخزين أنظمة الأسلحة هذه لحزب الله في سوريا وربما أيضاً في العراق”.

وأضاف: “في هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أنه من خلال سوريا، زودت إيران حزب الله بصواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ سكود دي، التي يصل مداها إلى نحو 700 كيلومتر، ولها رأس حربي بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات المدمرة – وهي تغطي كامل أراضي إسرائيل حتى إيلات تقريباً”.

كذلك، زعم التقرير أنه “من المحتمل أن يشهد لبنان، بعد انتهاء الحرب الحالية، قيام القوى الفلسطينية التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بالنهوض مجدداً. لقد خسرَ حزب الله حتى الآن حوالى 2500 مقاتل وقائد، كما تعرض عدد كبير من مقاتليه وعناصره لإصابات جرّاء تفجيرات أجهزة اللاسلكي والبيجر. لذلك، فإنَّ حزب الله سيحتاج إلى تعزيزات فلسطينية سيحاول الحصول عليها من مخيمات اللاجئين الواقعة في جنوب لبنان وفي منطقة بيروت وحتى في شمال لبنان”.

وأكمل: “سيكون على إسرائيل أن تثبت للجنة التي سيتم تشكيلها كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار، أن هناك بالفعل خروقات. ومن المؤكد أن اللجنة، التي ستتكون على الأرجح من ممثلين عن دول غربية وعربية وسيرأسها جنرال أميركي، ستحتاج بالتأكيد إلى أدلة دامغة حول الإنتهاكات قبل المطالبة بوقفها وإزالتها”.

وتابع: “تلك الإنتهاكات تشكل بشكل أساسي بنى تحتية فوق وتحت سطح الأرض في كل لبنان، مثل الأنفاق اللوجستية لتشغيل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات من دون طيار في شمال لبنان وأبراج المراقبة وأقبية التخزين في القرى اللبنانية القريبة من الحدود”.

وأردف: “من أجل منع كل هذه التهديدات وتحديدها في الوقت المناسب وإزالتها، سيتطلب الأمر بذل جهد استخباراتي واسع النطاق ومستمر، وستكون تكلفته باهظة للغاية. إن الحاجة إلى هذا الجهد الاستخباراتي تنبع من الدرس المرير الذي تعلمته إسرائيل بعد حرب لبنان الثانية. كان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، وهو النموذج الذي يتم بموجبه حياكة اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، اتفاقاً جيداً ومفصلاً بكل المقاييس، ولو تم تنفيذه كما هو مكتوب ومصاغ، لما كان على الجيش الإسرائيلي أن يقاتل في لبنان الآن. المشكلة هي أن هذا الاتفاق، بصرف النظر عن إنشاء قوة اليونيفيل، ظل إلى حد كبير حبراً على الورق، واليونيفيل، التي زادت قوتها إلى 15 ألف جندي من عدة دول، بما في ذلك الدول الأوروبية وقوة بحرية ألمانية، لم تقم بدورها ببساطة، بل اكتفت بالجلوس في المراكز وتسجيل ونقل ما تراه عيون العناصر التابعة لها”.

وزعم التقرير أن “رجال حزب الله لم يتمركزوا مباشرة في جنوب لبنان بعد حرب عام 2006 بل انتظروا قليلاً حتى بدأت عملية إعادة إعمار القرى اللبنانية”، مشيراً إلى أن “عناصر الحزب لم يحملوا في البداية أي أسلحة معهم، بل كانوا يعملون بشكلٍ رئيسيّ في بناء القرى، ثم أتت بقوة وبأعداد كبيرة عناصر قوة الرضوان التي تمَّ تأسيسها واكتسبت قوة بعد حوالى عامين أو 3 أعوام من الحرب”.

وأكمل: “من الواضح للجميع أن حزب الله، بوحي من إيران، سيحاول التسلل وإعادة تأسيس نفسه بشكل كامل في جنوب لبنان وأجزاء أخرى من البلاد. كذلك، من الواضح تماماً أن حزب الله سيحاول أيضاً تهريب إلى الأراضي اللبنانية عن طريق البر والجو والبحر كل ما يحتاجه لاستعادة قوته”.

وأضاف: “ستحتاج إسرائيل إلى قرارات حازمة من الحكومة والمجلس الوزاري بعدم السماح بذلك، وإلا فإن سكان الجليل، وخاصة أولئك القريبين من السياج، لن يتمتعوا بالأمن والشعور بالأمن الذي يستحقونه. وحتى لو قام الجيش الإسرائيلي ببناء نظام دفاعي قوي للغاية يضم عشرات الكتائب والمواقع والجدران ووسائل المراقبة، إذا لم يكن لدى مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي القدرة على ملاحظة انتهاكات اتفاق وقف إطلاق، سيعود حزب الله وفي غضون سنوات قليلة وسيكون كما
كان وربما أسوأ من ذلك”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى