آخر الأخبارأخبار محلية

لمْ يُخطئ مَن انتظر لقاء بايدن ترامب…

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: في أقل من 24 ساعة على نهاية اللقاء بين بايدن وترامب في البيت الأبيض، أطلّت السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون في عين التينة، في زيارة لم يكن يُتوقع أن تكون “محطة متابعة”، بعدما تسرّب لاحقاً أنّها سلّمت ب “الإنابة” عن هوكشتاين إلى الرئيس نبيه بري “الصيغة الأميركية” لمسودة مشروع حل بين لبنان واسرائيل، يقدّم المخارج الديبلوماسية على الخيارات العسكرية، بغية خفض التوتر ووضع حدّ له بين لبنان وإسرائيل. وفي ظلّ عدم الإفصاح رسمياً عن طبيعة الصيغة التي حملتها جونسون، توسعت السيناريوهات التي تحاكي مضمونها، فأجمعت على أنّهاتناولت تطبيق القرار 1701 ومستلزماته، بالآلية التي تمّ التفاهم عليها بين واشنطن وتل أبيب، من دون أي إشارة ثابتة إلى ما تضمنته من المقترحات السابقة المتداولة بين بري وهوكشتاين، حيث كان رئيس المجلس قد ربط اي بحث في أي صيغة جديدة بتلك التي تناولتها محادثاته مع الأميركيين. وانطلاقاً من هذه التفاصيل التي لا يمكن تجاهل أهميتها بالنسبة إلى الجانب اللبناني، الذي لم ولن يعترف حتى الأمس القريب، بما نشرته وسائل الإعلامالاسرائيلية والأميركية من مخارج وحلول في شكلها ومضمونها، قبل وصول الورقة الأميركية أمس الاول الخميس، التي كان ينتظرها، لا بدّ من التثبت مما سيكون عليه الموقف اللبناني الذي يمكن ان تكتمل فصوله نتيجة المشاورات العاجلة التي بوشر بها بين عين التينة ومسؤولي “حزب الله” ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في غياب أي طرف آخر، ما لم تتكشف وقائع جديدةيمكن أن يقف كل من بري وميقاتي عند رأيه فيها، سواء على المستوى العسكري او الديبلوماسي. وفي علم العارفين بكثير من التفاصيل، وهي ملك ما يدور في الغرف المغلقة ومن يشاركون فيها، انّ القنوات المفتوحة بين مختلف هذه المراجع مستترة ولم تتكشف بعد، إن كانت هناك آليات أخرى خارج هذا “الثلاثي”الذي يدير المفاوضات. وليس هناك ما يشير إلى أدوار قيادات او اطراف أخرى تُستشار قبل تكوين الموقف اللبناني النهائي من أي بند من بنوده. فالآلية المعتمدة حتى اليوم غامضة، و لا تخضع لأي معايير شفافة أياً كانت الدوافع إليها.


Advertisement










وبعيداً من أي معلومات رسمية، فإنّ ما هو اقرب إلى المنطق انّالخلاف ما زال قائماً على قاعدة تفسير القرار1701 بمختلفمندرجاته، طالما أنّه ليس هناك ما يوحي بقرار جديد. والحديثيصيب في هذه المرحلة آلية تطبيقه وما يمكن القيام لضمان تنفيذبنوده وفق روزنامة زمنية محدّدة.
ولذلك، يضيف العارفون، أنّ من دعا قبل ايام إلى ضرورة انتظارلقاء بايدن وترامب قد أصاب، لأنّه كان لا بدّ من أن يتطرّقا إلى مايجري في المنطقة. فكلاهما تعهّدا بالقيام بأي خطوة تفضي الىخفض التوتر والتوصل الى وقف للنار، وبقي التثبت من إمكانإعطاء لبنان هامشاً يقود إلى بعض مما يطالب به. فما كانمطروحاً من قبل ولم يصارح به المسؤولون اللبنانيون مواطنيهم،يمكن أن يكون مذّلاً ويقترب من ان يكون استسلاماً بطريقة لايمكن إخفاءها. وأنّ مهمّة الاميركيين كانت تلطيف الموضوعباقتراحات تخفف من خطورة ما هو مطلوب لوقف العدوان على لبنان. فإلى وقف المناقشات حول خلو منطقة جنوبي الليطاني منأي سلاح او مسلح غير شرعي، جاء ا لاقتراح الاميركي بتوسيعاللجنة الثلاثية التي تدير المفاوضات غير المباشرة بين لبنانوإسرائيل عبر قيادة “اليونيفيل”، لتكون خماسية بانضمام مراقبينأميركيين وفرنسيين او “سباعية” لتضمّ ممثلين إضافيين لكل منألمانيا وبريطانيا لإرضاء طرفي النزاع. فمثل هذه الفكرة تثبت إلىحدّ ما انّ ما تقوم به إسرائيل ما زال تحت سقف ما تريده الادارةالعميقة في الولايات المتحدة، التي أرادت من خلاله قطع الطريقعلى مطلب اسرائيل بإبقاء الأراضي اللبنانية تحت غطائها الجويمن أجل منع اي خرق او استعداد لزيادة التسلح، وتخفف منوطأة ما هو مطلوب من لبنان الذي يمكنه ان يبرّر أي خروج علىما هو متفق عليه، وأن يدافع عن اي خطأ يمكن ان يُرتكب عبر هذهالآلية قبل التدخّل الاسرائيلي المباشر.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button