ما حقيقة وساطة روسيا بين لبنان وإسرائيل؟ خبراء يتحدّثون
وجاء كلام بيسكوف تعليقاً على ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب وبيروت تقتربان من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وأنه يمكن لموسكو أن تقوم بدور الوسيط فيه.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي، فإنه من المحتمل أن تحتاج أيضا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مساعدة موسكو في سوريا بحجة أن “حزب الله” يتلقى أسلحة من إيران عبر الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان، بالإضافة إلى الحديث عن مساع إسرائيلية لإنشاء “حزام أمني” في جنوب سوريا.
سابقة لأوانها
ووفقاً لما يقوله بيجاموف للجزيرة نت، فإن أحد أسباب تعثر العملية البرية التي تشنها إسرائيل في لبنان هو استمرار وصول الأسلحة والذخائر عبر الحدود السورية، وهو ما ترى فيه إسرائيل معضلة حقيقية تتطلب دورا روسيا على هذا الخط.
ويستدرك المتحدث ذاته أنه من المبكر جداً الحديث عن وساطة روسية بالشكل الذي قدمه “خيال” الصحفيين الإسرائيليين بناء على مجموعة من الأسباب، من بينها عدم تبلور السياسة الأميركية الجديدة تجاه ملفات الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا والعلاقات مع روسيا بعد فوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تحمل مقاربات ومواقف مختلفة.
وعلاوة على ذلك، يعتبر بيجاموف أن “رغبة إسرائيل في الحصول على ضمانات لوقف العبور المزعوم للسلاح عبر سوريا ليس من مهام القوات الروسية، كما أن لعب دور الوساطة بين إسرائيل وحزب الله أمر سابق لأوانه على ضوء التباينات الموجودة تجاه شكل التسوية وثمنها”.
أجواء توتر
وفي أجواء الحديث عن إجراء اتصالات على خطوط موسكو وبيروت وتل أبيب ودمشق، قدّم الجيش الروسي احتجاجه لإسرائيل بسبب الضربات التي وقعت بالقرب من قاعدة حميميم، وأعلن عدم قبوله مثل هذه الأعمال.
وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا ألكسندر لافرنتييف إن الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل لم تكن مباشرة على القاعدة الجوية “لأنه كان من الطبيعي أن تكون لذلك عواقب سلبية للغاية، بما في ذلك على إسرائيل نفسها”، حسب تعبيره.
كذلك، نفى الممثل بشدة استخدام إيران القاعدة الواقعة على الساحل السوري من أجل إمداد حزب الله بالأسلحة، مشيراً إلى أن عدد الرحلات الإيرانية التي تنقل مساعدات إنسانية إلى مطار حميميم ازداد في الآونة الأخيرة، موضحا أن “المطار مدني من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى قاعدة جوية روسية في سوريا”.
يذكر أن الجيش الروسي يوجد حاليا في سوريا في كل من قاعدة حميميم الجوية وفي النقطة اللوجستية في طرطوس، وتستأجر موسكو هذه القواعد الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غرب البلاد لمدة 49 عاما.
نسيج خيال
ويتابع أونتيكوف في حديثه للجزيرة نت أن “نص هذا الاتفاق مفيد لإسرائيل ويلبي مصالحها على النحو الأمثل، وينطلق من فرضية أنه تم تقويض الإمكانيات العسكرية لحزب الله بشكل كبير، وأنه سيكون مجبرا على التوصل إلى هدنة والانسحاب من جنوب لبنان، وهو شيء يتناقض مع الواقع الميداني”.
وأشار كذلك إلى الجزئية الواردة في الإعلام الإسرائيلي بشأن أن سوريا ستكون مسؤولة عن وقف أي إمدادات للأسلحة من أراضيها إلى لبنان، وأنه في حالة حدوث أي انتهاك للاتفاقية – سواء بإعادة تسليح حزب الله أو القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل – فإن للجيش الإسرائيلي الحق بالرد وضمان الدعم الدولي لمثل هذه العمليات، معتبراً أن ذلك لا يعدو كونه “نسيجا من خيال الإعلام الإسرائيلي”.
وحسب رأيه، فإن هذه الأحاديث لا تتناسب مع حملة الترويج بأن إسرائيل تسعى إلى إقامة مناطق فصل أو عزل أو تقوم بمحاولة احتلال درعا والقنيطرة والسويداء، لكن كل هذا سينزع عنها الشرعية الدولية، وستواجه صعوبات دولية كبيرة، بما في ذلك مع روسيا.
وعلى هذا الأساس، يخلص المتحدث إلى أن استعداد روسيا للعب دور الوسيط هو موقف ثابت من حيث المبدأ في سياستها الخارجية، لكنه يعتمد على نضوج إرادة كافة أطراف الصراع للتوصل إلى تسوية، وهو الشيء الذي لا يعتبر متوفرا في ظل الظروف الراهنة. (الجزيرة نت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook