موقف لبنان واحد وثابت… وقف اطلاق النار وتنفيذ الـ 1701
Advertisement
إلاّ أن دون تحقيق إسرائيل “أهدافها” عقبات كثيرة، ومن بينها أن القضاء على الحركة الجهادية ليس بهذه السهولة التي يتصورها نتنياهو، وأن القصف المتواصل والمزلزل لن يحقّق له ما يصبو إليه. وهذا ما خبرته تل أبيب في حروبها السابقة، التي انتهت إلى “لا غالب ولا مغلوب”، ولم تستطع أن تصل إلى النتيجة التي كانت تسعى إليها، وهي ضرب القاعدة الحصينة لـ “المقاومة”، التي أثبتت “الأيام والليالي والميدان” أن ساعدها قد اشتدّ أكثر من ذي قبل، وأن ما تشهده المواجهات البرّية “على الحافة” الجنوبية أكبر دليل على أن دون وصول إسرائيل إلى مبتغاها الكثير من العقبات حتى ولو دمرّت كل لبنان وهجّرت كل الشعب اللبناني وليس فقط أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى وقع المسودّة المسرّبة عبر الصحافة الإسرائيلية لم يتمكّن أموس هوكشتاين من اقناع الإسرائيليين بتليين موقفهم بالنسبة إلى المقترحات والأفكار الأميركية، التي قد يناقض بعضها ما ورد في بنود المسودّة المسربة الـ 16، وهو كان يعتقد أنه قادر على إتمام آخر مهمة له قبل أن ينتقل إلى عمله الخاص في المملكة العربية السعودية في حال فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية، التي دخلت مرحلة سباق الأمتار الأخيرة، والتي قد يفوز فيها على “المنخار” على حدّ اللغة المستعملة في سباق الأحصنة عندما تكون النتائج النهائية متقاربة جدًّا.
ولا تخفي أوساط لبنانية متابعة مدى ارتياحها لرفض تل أبيب السير بما لا يمكن للبنان القبول به، فتقول “منيح يللي طلعت منهم”، باعتبار أن الشروط الواردة في هذه المسودة، في حال كانت صحيحة، لا يمكن لأي عاقل القبول بها، إذ أن موقف لبنان كان واضحًا منذ البداية، وهو المطالبة بوقف فوري للنار قبل أي أمر آخر، ومن ثم تنفيذ كامل لمندرجات القرار 1701 من دون تغيير فاصلة واحدة فيه، والذي يؤكد على أحقية بسط الدولة اللبنانية كامل سيادتها على المنطقة الجنوبية جنوب نهر الليطاني بعد تعزيز وجود الجيش بالعديد والعتاد لكي يستطيع القيام بما هو مطلوب منه بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”، مع احتمال إعطائها صلاحيات أوسع بعد تعزيز إمكاناتها الرقابية لتنفيذ القرار الأممي من قِبل إسرائيل و”حزب الله” بالتوازي. وهذا ما أوضحه الرئيس ميقاتي في حديثه الأخير مع قناة “الجديد”.
فالموقف اللبناني واحد وثابت. وكل طرح لا يأخذ في الاعتبار المنطلقات اللبنانية لجهة مطالبته بوقف فوري للنار، ومن ثم الانتقال إلى تطبيق القرار 1701 لن يحظى بأي موافقة من الجانب اللبناني الرسمي، الذي ينطق باسمه اليوم الرئيسان ميقاتي وبري. وهذا يعني أن البداية تكون بتطبيق ملزم لهذا القرار ولن تكون هذه البداية من الصفر. وبداية البدايات تكون برفض كل ما ورد في المسودّة المسرّبة اسرائيليًا.
وما فشل هوكشتاين في اقناع إسرائيل بالقبول بوقف فوري للنار والسير بعد ذلك بما يمكن تنفيذ القرار 1701 بضمانة أميركية من خلال انضمام كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا إلى لجنة التفاوض الثلاثية سوى الدليل الساطع على أن تل أبيب لن تفاوض إلا بالنار، لأنها لا تزال تعتقد أنها قادرة على فرض شروطها عبر الميدان. وهذا ما يتعارض مع وقائع الميدان الجنوبي، وأن أي محاولة لاستفراد لبنان عبر تسريبات مشبوهة لن تنجح في التسليم بالأمر الواقع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook