لبنانيون ينزحون إلى سوريا.. موجة عكسية إلى حضن الجار
Advertisement
اليوم، المشهد يعيد نفسه، إنّما باختلاف بسيط وهو أن معبر المصنع بات يشهد عبور أكثر من 350 ألف شخص موزعين بين نازحين سوريين ولبنانيين، قرروا اللجوء إلى مناطق آمنة في سوريا موزّعة بين مناطق سيطرة الجيش السوري، ومناطق أخرى لا تخضع مباشرة لسيطرته، وكلّ ذلك يتم تحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري، الذي استنفر أجهزته وطواقمه وعناصره منذ اللحظة الاولى، موفرًا الخدمات الطبية والنفسية، إلى جانب إغاثة النازحين من خلال تأمين مأوى مؤقت، وفرش وبطانيات ومواد غذائية وماء، على أن يتم نقلهم لاحقًا إلى مراكز إيواء أو منازل، علمًا أن العدد الأكبر من اللبنانيين اتجه إلى سوريا، وتحديدًا إلى القصير وحمص وريف دمشق، وذلك كي يستقروا داخل بيوت هم أصلاً كانوا يملكوها منذ سنوات مضت، ومن لا يملك منزلا اتجه إلى منازل أقاربه أو أصدقائه.
فعلى أرض الواقع، لم توفر حسب المتابعين الحكومة السورية جهدًا لتوفير المعابر الآمنة للبنانيين، قبل وبعد قصفها من قبل طائرات العدو الإسرائيلي، وبتوجيهات من رئيس الجمهورية السورية بشار الاسد، استنفرت محافظات طرطوس وريف دمشق وحمص، نسبة إلى أنّها تضم معابر أساسية تصل لبنان بسوريا وهي يابوس، جسر قمار، العريضة، دبوسية، ومطربا. كما وتم رفع عديد وعتيد الاجهزة المختلفة على هذه المعابر. وفي آخر كلمة له كان قد أوعز الرئيس بشار الأسد لرئيس الوزراء السوري الجديد والوزراء بالقيام بكل ما يلزم لمساعد نازحي لبنان قائلا أن “الأقدار والظروف شاءت أن تبدأ عمل الحكومة الجديدة في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها العدو الإسرائيلي على الاشقاء في لبنان.. ولكن العنوان الاساسي اليوم قبل كل العناوين الاخرى هو كيف يمكن أن تقف مع اللبنانيين على صعيد كافة القطاعات…”.
كيف تُرصد عملية الدخول؟
“لبنان24” رصد الوضع على الأرض، حيث وصّفته المصادر بأنّه شاق، نسبة إلى الاعداد الكبيرة من اللبنانيين والسوريين الذين اتجهوا دفعة واحدة مع بدء الهجمات الإسرائيلية على الجنوب بشكل عام، ومناطق واسعة في البقاع، بالاضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتشير المصادر لـ”لبنان24″ إلى أن المهندس خالد حبوباتي رئيس منظمةالهلال الأحمر العربي السوري وممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا غونزالو فارغاس يوسا زارا مركز جديدة يابوس الحدودي في ريف دمشق، لمتابعة الخدمات المقدمة من أجل تلبية الاحتياجات الطارئة للوافدين. كما وأكّدت المصادر أن الهلال الأحمر العربي السوري يستجيب للعائلات الوافدة بدعم من شركائه الإنسانيين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والصليب الأحمر الألماني، ومكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف و الصليب الأحمر الدنماركي.
وعلى الأرض، عمل الهلال الأحمر العربي السوري على تركيب مجموعة توليد كهربائية مع كشافات ضوئية و25 حاوية قمامة بلاستيكية وتخصيص 25 عامل نظافة يتواجدون بشكل يومي في مركز جديدة يابوس الحدودي بريف دمشق، وتركيب خزانين بسعة 5,000 لتر مع تزويدهما المستمر بالمياه في ريف دمشق وحمص. كما وتم تقديم الإسعاف النفسي الأولي، والدعم النفسي والاجتماعي، على المعابر الحدودية، لمساعدة النازحين على التعامل مع مشاعر القلق والحزن والفقدان، وقد وصلت هذه الخدمات لـ 22307 شخصا، بين 24 و28 أيلول 2024.
تسهيل الإجراءات
حسب المعلومات، فإن التوجيهات إلى حدّ الآن إن كان من الجهة اللبنانية أو السورية واضحة تمامًا، وهي تسهيل الاجراءات المطلوبة، فعلى الجانب السوري، أعفت الحكومة السورية فرض 100 دولار على الذي يريد دخول الأراضي السورية، وقد خصّت أيضا العفو هذا بالاشخاص الذين يدخلون مشيا على الاقدام، وكل من لا يحمل أثاثا أو أغراضا اخرى، وهذا الامر حسب المصادر يرافقه عملية تسريع واضحة لناحية إدخال الاشخاص إلى داخل الاراضي السورية.
في المقابل، يتواجد المتطوعون لمساعدة وتوفير استشارات قانونية على مدار الساعة لكافة النازحين، وهذا ما سرّع تسهيل إنجازات المعاملات، كما تم زويدهم بأرقام للاتصال بالمستشارين القانونيين وخطوط ساخنة للاستفسارات، وقدمت هذه الخدمات لـ 1447 عائلة بينها 102 عائلة لبنانية من 24 إلى 28 أيلول 2024. وبلغ عدد الخدمات القانونية المقدمة قرابة 2569 خدمة حتى 3 تشرين الأول 2024.
كذلك، وفّر الهلال الأحمر العربي السوري باصات للوافدين الذين ليس لديهم وسيلة تقلهم إلى وجهتهم، من معابر جوسية والدبوسية في حمص والعريضة بطرطوس إلى حمص وحماه وحلب والرقة، ومن معبر جديدة يابوس بريف دمشق، إلى دمشق وحلب والرقة.
وحسب الأرقام، قدّم ما يقارب 500 متطوّع 10348 خدمة في العيادات المتنقلة والفرق الجوالة، كما تم تجهيز وافتتاح 5 مراكز إيواء في حمص وريف حماة تضم 230 عائلة، بالاضافة إلى تقديم 1419 خدمة طبية طارئة، ونقل 1383 عائلة من المعابر وحماة إلى الرقة. بالتوازي تلقى أيضا 47644 شخصا خدمة حماية ودعم نفسي بالاضافة إلى إعادة 157 طفل تائه إلى ذويهم.
أما على صعيد الخدمات العينية، فقد تم تقديم 27524 بطانية، 2876 شادرًا، 9964 فرشة، 3092 سلة غذاء، 2507 سلة ملابس، و4373 جاكيت شتوي.
أما في الداخل السوري، وبعيدًا عن المؤسسات الحكومية، فقد أخذت عدد كبير من الجمعيات على عاتقها أن تستجيب لنداء الإغاثة، وذلك من خلال حملات إنسانية كان الهدف منها تأمين مراكز إيواء ومنازل للإيجار.
العراق يستقبل اللبنانيين
ومن سوريا إلى العراق، جهّز العراق ما يقارب 1000 وحدة سكنية في صلاح الدين لاستقبال اللبنانيين.
وحسب المسؤولين تم تأمين مجمعين لاستقبال الوافدين اللبنانيين الذين قرروا الذهاب إلى العراق، وسط تنسيق كامل مع السلطات المحلية العراقية والسلطتين التنفيذية والتشريعية.
بالتوازي، كما في لبنان وسوريا، أطلق المجتمع المدني في العراق إلى جانب المنظمات الإنسانية حملة لجمع المعونات التي تشمل مبالغ مالية وافرشة وملابس.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook