آخر الأخبارأخبار محلية

بين رد اسرائيل وامساك خامنئي بالبندقية مؤبناً نصرالله: إما هدنة أو حرب شاملة

فيما كان المرشد الاعلي للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي يؤبن الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله في خطبة جمعة طهران وهو يمسك البندقية بيده، وصل وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي الى لبنان خارقا الحظر الجوي الاسرائيلي على “الهبوط الايراني” في مطار بيروت الدولي في الوقت الذي تستعد اسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الايراني  الاخير عليها انتقاما لنصرالله الذي اغتالته في 27 ايلول الفائت ولرئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية في 30 تموز الماضي.

Advertisement










ويقول مطلعون على الموقف الايراني ان امساك خامنئي بالبندقية وهو يلقي خطاب تأبين السيد نصرالله هو رسالة تنطوي على ابعاد كبيرة منها  ان الكيل قد طفح وان ايران ربما بدأت تقف على ابواب حرب ستستهدفها مباشرة في ضوء تهديدات بنيامين نتنياهو لها من على منبر الامم المتحدة، وبالتالي هي على استعداد لهذه الحرب ايا كانت العواقب.
وفي هذه الاثناء فإن بعض الذين اطلعوا على اجواء محادثات عرقجي مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وأخرين ان ايران تؤيد المساعي الجارية لوقف اطلاق النار بشرط ان يراعي “حقوق الشعب اللبناني” وان يكون مقبولا لدى حزب الله وان يتزامن مع وقف اطلاق نار آخر في غزة، ما يعني ان الربط مستمر بين غزة ولبنان وهو الامر الذي كان السيد نصرالله يتمسك به منذ ان اطلاقه “حرب الاسناد” لغزة غداة عملية “طوفان الاقصى” التي تحل ذكراها الاولى الاثنين المقبل. 
ويقول هؤلاء المطلعون ان اللافت في محادثات عرقجي كان تشديده على تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 على حدود لبنان الجنوبية سبيلا لوقف العدوان الاسرائيلي، وهو موقف تعبر عنه ايران للمرة الاولى بهذا الوضوح، وقد استتبعه عرقجي بتأكيد الدعم الايراني للمساعي الديبلوماسية الجارية في هذا الاتجاه.
لكن على رغم كل الحراك الجاري لوقف الحرب فلا توقعات بتوقفها قريبا في لبنان كما في غزة وهي ما زالت في جولتها الأولى، وان كان البعض يعتقد باحتمال حصول هدنة فيها قبيل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في 5 تشرين الثاني المقبل، يمكن ان يبنى عليها لبذل مزيد من المساعي لوقف هذه الحرب خصوصا اذا جاء الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني محدودا ومضبوطا وينم عن عدم رغبة اسرائيلية بالذهاب الى حرب شاملة يعتبرها الايرانيون فخا حاذروا ولا يزالوا يحاذرون الوقوع فيه، على حد مطلعين على الموقف الايراني.
ولكن مع ذلك يحاول بعض القوى الدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية الاستثمار في هذه الحرب لخدمة استحقاقاتها المتنوعة، حيث تعمل ادارة الرئيس جو بايدن بقوة لإيصال نائبته كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلعب على الحبال الأميركية وغير الأميركية لتمكين المرشح الجمهوري دونالد ترامب من الفوز بالرئاسة الأميركية مجددا.
ويقول مصدر ديبلوماسي يتابع مجريات الحرب وتعاطي القوى الدولية الفاعلة معها لـ”لبنان 24″ أن لكل من هاريس وترامب برنامجه لمنطقة الشرق الاوسط في حال فوز اي منهما بالرئاسة الأميركية لكن برنامجيهما يلتقيان على شيء واحد وهو ضمان أمن إسرائيل وتمكينها من الدفاع عنه مهما كلف الأمر. وقول البعض أن الولايات المتحدة الأميركية تخلت عن إسرائيل وانها باتت عبئاً عليها ولم تعد حاجة استراتيجية لها تدحضه الوقائع على الأرض والترسانة العسكرية الضخمة التي تقدمها لها في حربها منذ عملية طوفان التي تحل ذكراها الأولى هذه الأيام وما قبلها. ويؤكد المصدر أن الفارق بين برنامجي هاريس وترامب هو أن الأولى تتمسك بخيار “حل الدولتين”للقضية الفلسطينية شكلا ومضموناً، فيما الثاني يتمسك بتوسيع الرقعة الجغرافية لإسرائيل التي قال اخيرا لطالم رآها صغيرة ويفكر كيف يمكن توسيعها لتصبح “إسرائيل الكبرى اليهودية الخالصة” والخالية من أي وجود فلسطيني من نهر الأردن إلى البحر المتوسط،واستكمال “صفقة القرن” التي كان بدأها في ولايته الرئاسية الأولى في البيت الأبيض. وهذه الصفقة لا تلحظ دولة للفلسطينيين وإنما تلحظ ما تسميه تحسين حياة الفلسطينيين، والمفضل أن يكون هذا التحسين في مناطق شتاتهم التي “ستزدهر” مع إنضمام مئات الالوف من الفلسطينيين بعد طردهم أو ترحيل ما تبقى منهم في قطاع غزة والضفة الغربية . 
ويقول المصدر أن الخيار الأقرب واقعيا في شأن مصير الفلسطينيين مستقبلا ربما يكون خيار هاريس وهو الحد الأدنى أي “حل الدولتين”الذي أقرت يه إتفاقات أوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والذي قبل به الفلسطينيون منذ أيام الراحل ياسرعرفات التي حصلت اتفاقات أوسلو في أيامه واغتيل مسموما بمادة “البولونيوم” لاحقا وقبل استكمال تنفيذ تلك الاتفاقات وصولا إلى خلفه الرئيس محمود عباس حاليا. فيما موقف حركة “حماس” وأخواتها يقبل بـ”حل الدولتين”ولكنها ضمنيا ترفضه وترفع شعار “تحرير فلسطين التاريخية من النهر الى البحر” وقد أعادت الاعتبار إلى هذا الشعار وإلى القضية الفلسطينية من خلال عملية “طوفان الاقصى” الذي ناقش البعض ولا يزالوا في مدى جدواها والنتائج التي حققتها ومن استفاد منها حتى الآن في اتجاه تحقيق ذلك الشعار الكبير.
أما خيار ترامب فإنه يلغي اي شيء اسمه دولة فلسطينية من الوجود بل يشطب شيء اسمه فلسطين من خريطة المنطقة والعالم لمصلحة قيام إسرائيل الكبرى التي تطبع علاقاتها تدريجيا مع الدول العربية بحيث انها تحاول ان تحقق هذا التطبيع مع دولة تلو الأُخرى ومن ذلك كانت اتفاقيات ابراهام التطبيعية مع بعض دول الخليج والمغرب العربيين وهي تطمح إلى “تطبيع تاريخي” مع المملكة العربية السعودية كان “على وشك الحصول” حسب قول نتنياهو في خطابه الاخير أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة أخيرا وحالت دونه كما قال عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة ما تزال تدور رحاها حتى الآن . 
ولكن في المقابل، يقول المصدر الديبلوماسي، فإن محور المقاومة الذي تقوده إيران ويعتنق خيار “تحرير فلسطين التاريخية” يقف بالمرصاد لخيار ترامب الذي يقوده نتنياهو ويشن الحرب لتحقيقه عبر تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الموجود الفلسطيني في غزة والضفةالغربية. غير ان محور المقاومة، وإيران تحديدا، وازاء صعوبة تحقيق “التحرير الشامل” لفلسطين من الاحتلال الاسرائيلي يتماهى مرحليا مع خيار هاريس  المؤيد “حل الدولتين” كونه يعترف على الأقل بحق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم المستقلة. ولذلك تؤيد إيران بقوة وصول هاريس وتعارض بشدة وصول ترامب الذي أمر بإغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد قبل سنوات وذلك بعد ساعات من مغادرته بيروت اثر اجتماعه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تناول البحث خلالهخطة محور المقاومة لمواجهة المشاريع الأميركية والإسرائيلية المعدةللفلسطينيين والمنطقة . بل إن المحور المقاوم يعارض وصول ترامب لانه يريد الإجهاز عليه وعلى القضية الفلسطينية برمتها عبر “صفقة القرن”لأنه، اي المحور، يشكل تهديدا راهنا ومستقبليا للمصالح الأميركية في المنطقة كما يهدد إسرائيل بـ”خطر وجودي” لطالما تحدث نتنياهو عنه ولا يزال في كل مناسبة، وخصوصا منذ حرب منذ ان شن حربه التدميرية على قطاع غزة هادفا الى القضاء على حركة “حماس”وأخواتها.
ويشير المصدر إلى أن محور المقاومة لن يوقف مواجهته وتصديه لمخطط إقامة إسرائيل الكبرى، ما يعني أن الحرب طويلة وستتوالى فصولاحتى تنتهي بانتصار أحد من المعسكرين المتحاربين. ومن هنا فإن الرد الإيراني الأخير بإمطار إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية المتنوعة ردا على إغتيال رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية في قلب طهران نهاية تموز الماضي واغتيالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومسؤول العمليات في فيلق القدس نيلفروشان في 27 ايلول الفائت هو نموذج آخر للحرب الكبرى التي يمكن أن تشنها إيران ومحورها على إسرائيل بعد النموذج الأول الذي قدمته طهران ردا على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق في 14 نيسان الماضي.
ولذلك، يضيف المصدر، إن إمكانية نشوب حرب شاملة في المنطقة سيكون مرهونا بطبيعة وحجم الرد الإسرائيلي المنتظر على الهجوم الإيراني الأخير، فإذا جاء مستهدفاً المنشآت النووية الإيرانية والمواقع الحساسة والاستراتيجية على الأراضي الإيرانية، فإن الرد الإيراني عليه سيكون كبيرا إلى حد انفجار المنطقة برمتها. ويبدو أن تصعيد إسرائيل العسكري الكبير القائم حاليا ضد حزب الله وشن حرب عليه شبيهة بالحرب على قطاع غزة وما تمارسه من تدمير وارتكاب مجازران انما يندرج في إطار سعيها اللى إفقاد محور المقاومة حزب الله الذي يشكل رأسه حربته واغتيال السيد نصرالله الذي كان القائد العملي والميداني للمحور هو البداية لهذا المخطط الإسرائيلي التدميري الذي يريد إخضاع المنطقة برمتها لمشيئة إسرائيل والمحور الغربي الذي يدعمها وعلى رأسه الولايات المتحدة الامركية التي يبدو أن إنشغالها بالانتخابات الرئاسية لم يشغلها عن إدارة الهجوم الإسرائيلي ومده بكل أسباب القوة، بدليل أنها زودت إسرائيل القذائف الخارقة للتحصينات التي اغتالت بها السيد نصرالله. ذلك أن واشنطن واسرائيل ملتقيتا  منذ زمن طويل على ثلاثة أهداف: الأول توجيه ضربة تدميرية لايران ومنشىآها النووية والاستراتيجية. والثاني إنهاء حزب الله وكل حركات المقاومة العاملة في المنطقة ضد إسرائيل، وانهاء حركة حماس وأخواتها. وهذه الجهات الثلاثة يعتبرها نتنياهو خطرا وجوديا على إسرائيل وراس الحربة في هذا الخطر هو إيران الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يسميها “رأس  محور الشر” منذ نشاتها عام 1979 حيث انتصرت الثورة التي قادها  الامام الخميني واطاحت نظام الشاه محمد رضا بهلوي ورفعت علم فلسطين على مقر السفارة الإسرائيلية في طهران.
على أن المصدر الديبلوماسي نفسه يخشى إن نشبت حرب شاملة في المنطقة أن تتسبب باندلاع الحرب العالمية الثالثة المتخوف منها التي زرعت الحرب الروسية ـ الاوكرانية بذورها وهيأت اسبابها خصوصا وأن هناك من يعتقد او يحلل في أن عملية “طوفان الأقصى” لم تخل من بعض اللمسات الروسية وأريد لها أن يكون من بين أهدافها قطع رأس “الخط الهندي” الذي هندسته واشنطن في نيودلهي في قمة مجموعة العشرين الشهيرة في نيودلهي ومخطط له ان يمر في شمال قطاع غزة من خلال قناة بن غورين المقرر حفرها الذي  يستغرق 3 سنوات من خليج ايلات إلى البحر الابيض المتوسط مرورا بشمال قطاع غزة. بحيث يكون في مواجهة خط “الحزام والطريق” أو “طريق الحرير” التاريخي الذي ينطلق من الصين إلى الشرق الأوسط وجواره الروسي وغير الروسي.
ولذلك يتبين من خلال كل هذه المعطيات أن لبنان والمنطقة والعالم أمام احتمالين: احتمال نشوب الحرب الشاملة في المنطقة، واحتمال نشوب الحرب العالمية الثالثة. وإن تطور الأحداث هو الذي سيرجح أحد هذين الاحتمالين. لكن هذين الاحتمالين يلغيهما فقط احتمال ان يأتي الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني محدودا ولا يطاول المنشأت النووية والمراكز الاستراتيجية والحساسة الايرانية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى