آخر الأخبارأخبار محلية

إلى أي مدى نجحت رهانات حزب الله؟

حين دخل “حزب الله” الحرب في غزة وفتح جبهة جنوب لبنان “لإسناد” حركة “حماس” كان رهانه الضغط على العدوّ الإسرائيليّ لوقف إطلاق النار في فلسطين وتبادل الأسرى بالمحتجزين. لكن بعد حوالي سنة من المعارك، خرجت إسرائيل عن كافة الخطوط الحمر وقامت باغتيال قيادات الصفّ الأوّل في “محور المقاومة” أكان في الضاحية الجنوبيّة أو في فلسطين أو في إيران، وزادت من وتيرة قصفها بشكل غير مسبوق مرتكبة المجازر بحقّ المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين على حدٍّ سواء، من دون أيّ رادع أو احترام لقواعد الاشتباك.

فتل أبيب تجاوزت “قواعد الاشتباك” التي ظنّت “المقاومة” أنّ إسرائيل لا يُمكن أنّ تخرج عنها. فخلال الفترة الأخيرة، عمد الجيش الإسرائيلي إلى توسيع رقعة قصفه وقام بتهجير سكان الضاحية الجنوبية بعدما أرهب وقتل المدنيين هناك، وقد وصل الجنون ببنيامين نتنياهو إلى المُخاطرة باغتيال السيّد حسن نصرالله، من دون الاكتراث بتوسّع الحرب إلى لبنان وبالتحذيرات الدوليّة له.

إلاّ أن اعتبار أنّ “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” وأنه لا يُمكنها أنّ تُغامر في لبنان لأنّ قدرات “حزب الله” كبيرة وازدادت جدّاً منذ العام 2006 لم يتطابق مع الواقع الميداني، خصوصًا بعد  اغتيال الأمين العام  لـ “الحزب” وتدمير الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع في غضون أيّام قليلة، وهذا ما اعتبره البعض  فشلاً في التقدير من قبل “المقاومة” التي استخفت بإمكانات العدوّ الذي بات يُريد إبعاد عناصر “الرضوان” بالقوّة إلى شمال الليطاني عبر الغزو البريّ المحدود، كما القضاء على ترسانة “الحزب” عند الحدود مع فلسطين المحتلة. إلا أن التصدي اليومي لمحاولات الخرق الإسرائيلية على الحدود الجنوبية قد أحبط مخطط الاجتياح البري حتى الآن.

وقد يكون تفجير أجهزة “البيجر” والاتصال أيضاً من أبرز العوامل التي أدّت إلى خيبة في أوساط “حزب الله”، لأنّ العدوّ نجح في أنّ يفرض معادلة استخباراتية جديدة. إلاّ انّه خلافاً لكلّ التوقّعات الإسرائيليّة والغربيّة، فإنّ “حزب الله” واجه التصعيد والإجرام الإسرائيليّ بقصف المستوطنات بعدد كبيرٍ من الصواريخ، وهو القادر لوجستيًا على إطلاق حوالي 3000 صاروخ على المستعمرات وعلى تل أبيب يوميّاً، لكنه في الواقع يتبع استراتيجية مغايرة لما يتوقعه العدو. 

وتجدر الإشارة إلى أنّ “حزب الله” دخل في معركة إستخباراتيّة ضدّ الجيش الإسرائيليّ عبر تصويره مواقع مهمّة جدّاً داخل حيفا والجولان وغيرها من المدن الإسرائيليّة، غير أنّه لا يزال يُعوّل على عدم خروج الأمور عن السيطرة وعدم المُخاطرة، بينما العدوّ بدأ عمليّة بريّة غير ناجحة وغير موفقة في لبنان.
 
وفي هذا السياق أيضاً، فإنّ “الحزب” ربما قد أخطأ في بعض الأحيان باعتباره أنّه يتفوّق على إسرائيل عسكريّاً، وأشار إلى أنّ العدوّ لا يُمكنه فتح جبهة في لبنان في ظلّ استمرار الحرب في غزة، لكن ما ثَبُتَ أنّ تل أبيب لا تزال قادرة على مُواجهة “حماس” في غزة، وزيادة قصفها للمناطق اللبنانيّة وبشنّ غزو بريّ، كما عبور بعض آلاف الكيلومترات لضرب أهداف الحوثيين في اليمن، ردّاً على استهداف تل أبيب بصواريخ بالستيّة.
 
وقد يرى الكثيرون أنّ رهان “حزب الله” على عدم بقائه وحيداً في ساحة القتال، وهو صاحب شعار ـ”وحدة الساحات” أثبت فعاليته عندما قصف الحوثيّون في اليمن والفصائل العراقيّة إسرائيل بالوتيرة عينها، من دون أنّ ندخل في مدى تأثير هذا القصف على قدرات اسرائيل العسكريّة أو الضغط عليها لإنهاء عدوانها على لبنان وفلسطين. وكذلك جاء الرد الإيراني ليدحض كل الشائعات بأن إيران قد تخّلت عن “الحزب”.
 
وأكّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم خلال إطلالته الأخيرة، أنّ “المقاومة” لا تزال تُشدّد على “إسناد غزة” وعلى استعداد المقاتلين لأيّ عمليّة بريّة إسرائيليّة، في تأكيدٍ أنّ “الحزب” لا يزال مُتمسكاً برهاناته السابقة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى