آخر الأخبارأخبار محلية

ذخيرة غامضة.. معلومات مثيرة عن القنبلة التي اغتالت نصرالله!

حتى الآن تبدو كواليس عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت غامضة.

ما نعرفه أن طائرات من طراز F15 اخترقت سماء بيروت، وأصابت مبان عدة في الضاحية الجنوبية، بوابل من الذخائر، يقدر بنحو 80 قنبلة، حسب تصريحات مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار لصحف أميركية.

ما نعرفه هو أن الضربة أتت على نحو 6 مبان بشكل كامل، وأتت كذلك على القاعة التي كان يحضر فيها نصر الله اجتماعا، بالطابق الثالث تحت الأرض في مقر القيادة المركزية للحزب.

ما يزال العدد النهائي للشهداء مجهولا، كما أن نوع الذخائر الذي استخدم في الهجوم مجهولا أيضا، فيما أشارت صحف إسرائيلية إلى أن الذخيرة المستخدمة قادرة على الاختراق ويصل متوسط وزن الواحدة منها لنحو طن.

إلا أن الباحثين، يشيرون إلى أنواع محددة من القنابل الخارقة للتحصينات، التي قد تكون استُخدمت في الهجوم، وقد وفرتها الولايات المتحدة لإسرائيل في بدايات الحرب مع حركة حماس.

ولكن ما الذي تعنيه القنابل الخارقة للتحصينات؟ وما القنابل المرجح استخدامها في الهجوم؟

ما الذي حدث في الضاحية الجنوبية؟

في ليل 27 أيلول، هاجمت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، بوابل من القنابل.

اثنان من المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى، تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز بشأن هذا الهجوم، وقدروا أن الطائرات الإسرائيلية أمطرت القيادة المركزية لحزب الله بنحو 80 قنبلة، رغم أن أي من المصادر لم يفضل الإفصاح عن وزن الذخيرة أو نوعها المحدد.

المعلومة ذاتها أكدتها صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها، رجح أيضا أن عدد القنابل المستخدمة في الهجوم بلغ 80 قنبلة، إلا أنها رجحت أن وزن الواحدة منها نحو طن في المتوسط، وتتميز بقدرتها على الاختراق، فيما حملت القنابل إلى الهدف، طائرات من طراز F15.

ولكن، ما دلالة تلك التفاصيل؟

لمعرفة دلالة المعلومات القليلة المتوافرة بشأن تفاصيل الهجوم، وعلاقتها بنوع الذخيرة المستخدمة، تحدثت بلينكس إلى الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية، أحمد عادل عبد العال، الذي بدأ يفكك الأحجية بالحديث عن قدرة القنابل المستخدمة على الاختراق.

فوفقا لعبد العال، تعتمد نوعية الذخائر المختارة في أي هجوم عادة على حالة الهدف المقصود، وفي حالة الهجوم على القيادة المركزية لحزب الله، نتحدث عن مركز محصن، إما عن طريق تدشينه على عمق تحت سطح الأرض، أو من خلال استخدام الخرسانة المسلحة في بنائه، أو ربما الاثنين معا.

ولاختراق مثل هذا التحصين، يتعين استخدام أطياف محددة من القنابل، تمتلكها الولايات المتحدة، ولا تمتلكها إسرائيل، نظرا لأن دورية استخدامها بطيئة، ومن ثم يبدو إنتاجها غير مجدي، ويرجح عبد العال أنه من الممكن أن تكون إسرائيل قد استخدمت في هذا الهجوم أحد نمطين من القنابل إما GBU31 أو BLU109، وذلك نظرا لأن الولايات المتحدة تمد إسرائيل بتلك الأنماط من القنابل.

كيف تعمل القنابل الخارقة للتحصينات؟

ببساطة تعمل هذه الأنماط من القنابل على خلخلة التحصينات في منطقة الاستهداف، وذلك من خلال مرحلتين كما يوضح عبد العال، الأولى هي اختراق المنطقة المستهدف في العمق، وقد يصل العمق الذي تصل إليه القنبلة إلى 20 متر، أما المرحلة التالية فهي الانفجار.

ويصل وزن القنابل من هذا الطراز إلى نحو طن، فيما تبدأ بوزن يُقدر بنحو ألف رطل، ووفقا للمعطيات التي خلفها هجوم 27 أيلول، يرجح عبد العال أن يكون وزن القنابل المستخدمة طن بالفعل.

وعلى أقل تقدير، يمكن أن تحدث هذه القنابل ضغط على تصميم المناطق المحصنة، يؤدي إلى انهيارها بمرور الوقت، وقد أوضح الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية أن إسرائيل كانت استخدمت تلك الاستراتيجية مع أنفاق حماس بالفعل.

بلو 109

 
ويصف موقع قاعدة هيل الجوية بالولايات المتحدة، أن قنابل BLU109 بالذات، مصممة خصيصا لهزيمة الأهداف الأكثر تحصينا، كمواقع القيادات الآمنة، وأماكن تخزين الأسلحة موارد النقل والاتصالات.

ويؤكد الموقع أن القنبلة قادرة على اختراق حتى 6 أقدام من الخرسانة المسلحة، لكنها تصل إلى هدفها كاملا وسليمة، كي تحدث عملية الانفجار المتأخر، ليتفجر نحو 550 رطل من مادة Tritonal شديدة الانفجار، مما يضمن بحسب موقع القاعدة الجوية، تدمير الموقع بالكامل.

ويمكن أن تستخدم BLU109 كسلاح موجه أو غير موجه، وعادة ما يتم إقرانها بمجموعة توجيه بالليزر.

والمؤكد هو أن إسرائيل باتت تمتلك ترسانتها الخاصة من هذه القنابل، إذ كشف تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال في كانون الأول عام 2023 أن الولايات المتحدة شحنت بعضا من هذه القنابل لإسرائيل، بعد بضع أشهر من اندلاع الحرب في قطاع غزة، وقالت الصحيفة آنذاك كما تشير وكالة الأناضول، إلى أن الولايات المتحدة لم تُفصح من قبل عن تسليمها نحو 100 من قنابل BLU-109 زنة ألفي رطل أو طن، لإسرائيل.

ماذا عن الطائرات المستخدمة في الهجوم؟

تشير التقديرات الأولية إلى أن طائرات هجومية من طراز F15 قامت بالغارة على الضاحية الجنوية التي أدت إلى اغتيال السيد حسن نصرالله.

إلا أن عبد العال يؤكد أن الطائرات الهجومية الرئيسية التي تمتلكها إسرائيل قادرة على حمل هذا النمط من القنابل المرجحة، سواء كانت تلك الطائرات من طراز F15 أو F16 أو F35، لكنه يؤكد في الوقت ذاته، أن الطائرات من طراز F15 قادرة على حمل عدد أكبر من القنابل، يبدأ من 3 قنابل على الأقل، وذلك مقارنة بـF16 القادرة على حمل قنبلتين فقط.

ولكن، لماذا 80 قنبلة؟

يعتقد عبد العال، إنه من المستغرب استخدام إسرائيل لهذا الكم الكبير من القنابل، لهدف بالأساس صغير، ويقول في تصريحاته لبلينكس: “الغارة أصابت ما بين 4 إلى 6 مبان سكنية، أي ما يقارب مربع سكني كامل، لكن هذا العدد الكبير من القنابل يشير إلى احتمالين، الأول هو أن إسرائيل لم تكن على دراية بالضبط تحت أي بناية يوجد نصرالله ومقر القيادة، والآخر هو أن المركز كبير المساحة وممتد عبر البنايات الست كلها”.

إلا أن عبد العال، يؤكد أن لقطات الفيديو والصور توضح في كل الأحوال أن حجم الدمار قاتل، ومن ثم يُرجح أنه أتى على مركز القيادة بالكامل، بكل عناصره التشغيلية بالإضافة إلى العناصر المرافقة لنصرالله والأشخاص الآخرين الذين حضروا الاجتماع.

وأضاف: “ما يمكن تصوره الآن هو أنه لم يعد هناك مركز قيادة وسيطرة لحزب الله، وتلك هي مشكلته”. (بلينكس – blinx)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى