بزشكيان في نيويورك: هل تساوم ايران للضغط من أجل ملفها النووي؟
ولذلك فإن السؤال الأساسي هو: هل تفتتح إيران من نيويورك حملتها الديبلوماسية بالتحاور مع الدول المؤثرة حول تهدئة جبهة الجنوب والمساومة للضغط من أجل ملفها النووي؟ هذا الهاجس عن تغييب لبنان سياسيا وضعفه وعدم وجود سلطة قوية فيه وامتلاك إيران راهنا أوراق القوة والنفوذ فيه بحيث يقرر الآخرون عنه، لازم ويلازم دوما أوساطا سياسية لبنانية عدة ولا سيما إذا وصلت الأمور إلى درجة كبيرة من الخطورة يستشعرها الخارج. ولا يلام اللبنانيون على هذه المخاوف نتيجة النصائح التي قدمها ديبلوماسيون كثر إلى لبنان بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية، فيكون لبنان جاهزا حين يحصل أي تفاوض في المنطقة.
ولعل اللافت في كل ما حصل أخيرا أن “حزب الله” اضطر إلى أن يسرب على نحو غير معهود أسماء بدائل قادته الذين استهدفتهم إسرائيل، في حين أن هرمية قيادته ظلت طويلا جزءا من هالته السرية، وقد انتقل حديثا إلى الكشف عن ذلك بعد انكشافه بقوة أمام الاستخبارت الإسرائيلية، وتاليا، يصعب أن يكون انتقال إسرائيل إلى الضغط عبر حملة تبعد سكان قرى الجنوب وتطاول مناطق البقاع مغايرا لأهدافه، وقد غدا في موقع دفاعي أكبر من ذي قبل. فهو لا يود النظر إليه ضعيفا لارتداد ذلك عليه في الداخل والخارج على حد سواء، بالإضافة إلى ما يعكسه الأمر على موقع إيران وقوتها في المنطقة استنادا إلى موقع الحزب في محور نفوذها.
والحزب نفسه الذي برر خلال أحد عشر شهرا من الحرب في غزة دخوله الحرب بالتوازن الإستراتيجي في المنطقة، لا يستطيع إلا أن يدفع بالأمور إلى الأقصى، وهو سبق أن أعلن ذلك أيا تكن الأكلاف والتبعات على كل المستويات على لبنان واللبنانيين، وفق قوله.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook