هل فازت استراتيجية إسرائيل؟.. تقرير لـThe Atlantic يُجيب
ذكرت صحيفة “The Atlantic” الأميركية أنه “من وجهة نظر تقنية بحتة، فإن الانفجارات المتتالية لآلاف الأجهزة اللاسلكية في أيدي حزب الله تمثل عملاً تخريبياً غير عادي. والسؤال هنا: ما هو التأثير الاستراتيجي الذي قد يخلفه هذا العمل العنيف في مسار الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله وإيران؟ من المحتمل أن يؤدي هذا العمل إلى المعركة الكارثية التي حذر منها كثيرون، حيث يمطر حزب الله المدن الإسرائيلية بعشرات الآلاف من الصواريخ، في حين تتوغل الفرق المدرعة الإسرائيلية في لبنان. وقد يكون الدمار الذي قد ينجم عن هذا العمل وعدد القتلى المدنيين هائلاً. أو ربما لا”.
وبحسب الصحيفة، “لقد بات من الواضح منذ فترة طويلة أن حزب الله وإيران لا يتوقان حالياً لخوض مثل هذه المعركة المروعة. فإذا تعرض حزب الله للقصف بنفس الطريقة التي تعرضت لها حماس، فإن إيران ستخسر حليفها الأكثر فعالية ضد إسرائيل، كذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة. ولكي يسعى حزب الله إلى حرب مفتوحة، فلابد وأن يكون على استعداد للتضحية بالسكان الشيعة اللبنانيين، فضلاً عن كوادره من المقاتلين. ويتعين على إيران وحزب الله أن يدركا أن إسرائيل تعتقد الآن أنها تخوض معركة وجودية، وفقاً لمجموعة مختلفة من القواعد”.
ورأت الصحيفة أنه “من اللافت للنظر داخل إسرائيل أن الكثيرين يعتقدون أن حرباً كبيرة من هذا النوع مع حزب الله ليست حتمية فحسب، بل إنها ضرورية أيضاً. في المقابل، يرى العديد من الإسرائيليين أن الوضع الراهن غير مقبول، وهذا صحيح بالفعل. إن الحرب على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، أو على الأقل مرحلة الحرب التي بدأها حزب الله بعد السابع من تشرين الأول، تُعتبر جزءا من استراتيجية، تم تصورها في طهران لكنها نفذت من بيروت، وتهدف إلى سحق الروح المعنوية الإسرائيلية وخفض إرادة القتال، بهدف استئصال الدولة اليهودية. ولكن إذا اندلعت حرب أكبر بكثير الآن، فهذه مخاطرة قرر زعماء إسرائيل خوضها، ولن يواجهوا قدراً كبيراً من المعارضة من جانب شعبهم على اختلاف أطيافه إذا قاوموها بلا قيود”.
وبحسب الصحيفة، “من نواح كثيرة أخرى، فإن هذا يشكل انتصاراً استراتيجياً لإسرائيل. فإذا ما وضعنا جانباً الآلاف من عناصر حزب الله الذين أصيبوا بالإعاقة أو استشهدوا نتيجة لهذه الانفجارات، فلنتأمل التأثير النفسي الذي خلفته. فمن غير المرجح الآن أن يثق أعضاء حزب الله في أي شكل من أشكال الأجهزة الإلكترونية: مفاتيح السيارات، والهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر، وأجهزة التلفاز”.
وتابعت الصحيفة، “الآن أصبح لدى الإيرانيين، الذين ما زالوا يعانون من صدمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، الكثير مما يتساءلون عنه أيضاً. فكيف تمكن الإسرائيليون من اختراق سلسلة التوريد؟ وكيف تمكنوا من الوصول إلى أجهزة “البيجر”؟ وكيف عرفوا أن هذه الدفعة كانت في طريقها إلى حزب الله؟ وكيف تمكنوا من إحباط أي احتياطات أمنية تم اتخاذها؟”
ورأت الصحيفة أن “هذه الرسالة موجهة إلى الولايات المتحدة وغيرها من الدول أيضاً، فقد تعلم الإسرائيليون بالطريقة الصعبة أن يتصرفوا من تلقاء أنفسهم عندما يكون ذلك ضرورياً. لا أحد يعلم إلى أين قد تقودنا كل هذه الأحداث. فقد تندلع حرب كبرى، أو قد يلجأ حزب الله وإيران، كما حدث بعد الاغتيالات الأخيرة، إلى ردود فعل رمزية. ولا شك أن البعض قد يتصور أن هذا عمل إسرائيلي متهور آخر، أو قد يستنكر العنف باعتباره غير فعال، ولكنهم مخطئون. فكل الدلائل تشير إلى أن هذا عمل مدروس”.
وختمت الصحيفة، “من خلال هذا العمل، وغيره من الأعمال، تغير ميزان الخوف في الشرق الأوسط”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook