من غزّة إلى الجنوب اللبناني: أيّ سيناريوات؟
الضفة الغربية طالتها نيران الحرب الإسرائيلية أيضاً. ومن الواضح أن الأطراف الدولية التي تحاول منع التصعيد في الضفة لن تنجح كلياً في مسعاها للعودة الى الوضع الذي كان سائداً ما قبل السابع من تشرين الأول في الضفة الغربية خاصة أن موقفها ما زال ضمن سياسة المطالبة والمناشدة لا الضغط المباشر على إسرائيل لإنجاح مسعاها. يعزز هذا الوضع أن استكمال تهويد الجغرافيا والديمغرافيا، كما نذكر دائماً، يبقى الهدف الاستراتيجي الأساسي للسياسة الإسرائيلية التي لم تعد تشعر بضرورة إخفاء ذلك.
ويبدو أن الأولوية الإسرائيلية تتجه للتركيز على الجبهة اللبنانية.التصعيد الكلامي الحامل للتهديدات المتكرّرة بإعطاء أولوية لـ”جبهة الشمال”، تبدو كجزء أساسي في الحرب النفسية تجاه العدو في “الشمال. يترافق ذلك مع تصعيد في القوة النارية، وإن بقي ضمن قواعد الاشتباك التي بقيت ناظمة للحرب الدائرة.
نسمع عن استراتيجيات إسرائيلية مختلفة للتعامل مع جبهة الشمال، منها الاجتياح البرّي، ومنها عملية التفافية عبر الجولان المحتل وجنوب سوريا للوصول الى البقاع ومحاصرة الجنوب اللبناني عسكريا. ما يمنع الخروج عن ضوابط حرب الاستنزاف “توازن الردع“ الذي يشكل عنصراً أساسياً في منع اندلاع حرب كبرى.
يبقى السؤال قائماً حول البديل من حرب كبرى ولو مستبعدة…ما دامت إسرائيل، دون أي وازع، مستمرة في سياسة بناء إسرائيل الكبرى، عبر استكمال الضمّ الفعلي للضفة الغربية والطرد التدريجي لسكانها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook