الكوليرا يعود للانتشار.. لا اصابات حتى الان ولكن!
ثمة أمر آخر يعزّز الهلع من إمكانية الانتشار، ويتعلّق بـ«الخلطة» القائمة بين شبكات الصرف الصحي والمياه نفسها، فأحد أسباب تلوث المياه في لبنان هو أن معظم شبكات الصرف الصحي غير مكتملة أو تصبّ في الأنهار أو في أحسن الأحوال تختلط بشبكات المياه المهترئة وتصل من خلالها إلى البيوت. يحدث كل ذلك، في الوقت الذي تخطّى فيه الإنفاق على الصرف الصحي كل الخطوط الحمر. وأبسط مثالٍ على ذلك، ما ذكرته «مبادرة غربال» في تقريرها السنوي للعام الماضي عن «الشفافية في الإدارات العامة»، حيث بلغت قيمة عقود الصرف الصحي التي أجراها مجلس الإنماء والإعمار خلال 20 عاماً (2001-2020)، 763,3 مليون دولار، ووصلت قيمة القروض والمنح التي خصصت لمشاريع الصرف الصحي إلى 1.5 مليار دولار خلال 30 عاماً.
أما الأسوأ من كل ذلك، فهي بؤر الأمراض والأوبئة التي سرعان ما تنتشر في مخيمات اللاجئين السوريين بسبب إهمال المنظمات الدولية، ومنها منظمة اليونيسف التي «تتكفّل» عبر برنامج المياه والصرف الصحي والنظافة العامة (wash) معالجة مياه الصرف الصحي الناتجة من كل فرد في المخيمات وتزويدها بالمياه الصالحة للشرب. فبعد سنواتٍ من بدء البرنامج عمله في المخيمات، وبعدما حدّدت كمية شفط مياه الصرف الصحي لكل فرد بـ 17 ليتراً شهرياً وتزويده في المقابل بـ 27 ليتراً من المياه، انخفضت هذه الكميات على مراحل حتى وصلت إلى شفط 4 ليترات من الصرف الصحي لكل فرد و12 ليتراً من المياه شهرياً. وبسبب هذا الانهيار في النسب، تفيض المخيمات بين الحين والآخر بمياه الصرف الصحي مع فيضان الجور الصحية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook