الخط الأزرق. واشكالية المناطق المتحفَّظ عليها
اذن هل القرار الدولي 1701 كافٍ لحماية لبنان؟
اذن ماذا ينتظر لبنان على مستوى الترسيم البر في اليوم التالي لانتهاء الحرب.. يقول الجميل في هذا السياق: إن الطروحات التي تنتشر في الإعلام أو على لسان مسؤولين غير لبنانيين هي طروحات غير قابلة للتطبيق ومنها:
-تحويل الخطّ الأزرق إلى خطّ حدود دوليّة وهذا أمر مستحيل القبول به من قِبَل لبنان الذي يطالب بإستعادة 13 منطقة محتلّة مُتَحَفَّظ فيها على الخطّ الأزرق، وتبلغ مساحتها حوالي 486 ألف مترًا مربعًا بالإضافة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة والأراضي المُحتلّة من قرية “الماري” اللبنانيّة.
-مبادلة الأراضي لتعديل خطّ الحدود بشكلٍ يتوافق مع الواقع الحالي، وهو أمر غير قابل للتطبيق أيضًا لأسباب عديدة أهمّها مخالفته للمادّة الثانية من الدستور التي تمنع التنازل عن أي جزء من الأراضي اللبنانيّة أو التخلّي عنه، ولكونه أيضًا يحتاج إلى إتفاقيّة ترسيم جديدة مع العدو الإسرائيلي لتعديل خطّ إتفاقيّة بوليه – نيوكمب والنقاط الجغرافيّة الحدوديّة المثبَّتة منذ أكثر من مئة عام، فالحدود اللبنانيّة مرسّمة ومثبّتة وهي بحاجة فقط إلى إعادة التأكيد عليها في اليوم التالي للحرب، وبالتأكيد سيكون موقف لبنان كما يلي:
ومع ذلك يظن بعض القوى السياسية أن لبنان خسر مزارع شبعا، إلا أن العميد الجميل،، يشدد أن لبنان لم يخسَر مزارع شبعا ،ولن يضيع حقّ يطالب به لبنان بكافّة أطيافه، فهذه المنطقة التي تبلُغ مساحتها حوالي 42 كياومترًا مربّعًا هي أراضي لبنانيّة باعتراف كافّة المسؤولين السياسيّين السوريين الذين يضعون سياسة الدولة السوريّة، وقد أعلنوا ذلك مراتٍ عديدة عبر تصريحات علنيّة موثّقة ومنهم الرئيس السوري بشار الأسد ووزراء خارجيّة سوريا كفاروق الشرع ووليد المعلّم وغيرهم، كما أن لبنان لديه مئات الوثائق التي تؤكّد لبنانيّة مزارع شبعا، بالإضافة إلى وثيقة سوريّة رسميّة تعتَرِف بذلك، وهي خريطة موقّعة عام 1946 من قبل قاضيين عقارييَّن لبناني وسوري، وهي عبارة خطيطة عقاريّة تُرَسِّم وتثبّت الحدود البريّة لمزارع شبعا على حدود قرية مغر شبعا السوريّة، ومجرى وادي العسل، وتحدِّد الأراضي التابعة للجمهوريّة اللبنانيّة والجمهوريّة السوريّة في هذه المنطقة، و هذان القاضيان هما القاضي العقاري السوري عدنان الخطيب والقاضي العقاري اللبناني رفيق الغزاوي، وقد توصّلا إلى وضع وثيقة دامغة تُحدّد الحدود الصحيحة وتزيل كلّ شكّ حول هويّة المزارع، وبوجود هذه الوثيقة التاريخيّة المعروفة بأسم خريطة الغزاوي – خطيب فأن لبنان ليس بحاجة إلى أي مستند من سوريا لإثبات لبنانيّة المزارع وهي وثيقة كافية لإثبات ذلك، ولكن منظّمة الأمم المتحدة مُنحازة إلى الجانب الإسرائيلي في هذا الموضوع، وتَعتَبِر أن مزارع شبعا هي أراضي سوريّة تتبَع لمندرجات القرار الأممي الرقم 242 وليس للقرار الأممي الرقم 425.
يبقى السؤال الاساس أين تكمُن الإشكاليّات في المناطق المُتحفّظ عليها؟
إن إشكاليّة المناطق المتحفَّظ على الخطّ الأزرق فيها، تكمُن، بحسب العميد الجميل، في أنها مساحات لأراضٍ لبنانيّة تَقَع بين خطّ الحدود الدوليّة والخطّ الأزرق، وهي أراضٍ قضمها الخطّ الأزرق من لبنان لصالح إسرائيل، وقد إستبدَلَ المجلس الأعلى للدفاع اللبناني تسميتها عام 2018، من “المناطق المُتحفَّظ عليها”، إلى “المناطق اللبنانيّة المُحتلّة”، وعددها 13 منطقة تتدرَّج من الغرب بأتجاه الشرق كما يلي: رأس الناقورة، علما الشعب (3 تحفّظات)، البستان، مروحين، رميش، يارون، بليدا، ميس الجبل، العديسة، العديسة كفركلا، الوزاني. ومساحتها تَبلغ 485487 مترًا مربعًا، وهي تَقَع كلها على الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة الممتدّة من رأس الناقورة غربًا، إلى الجسر الروماني القديم على نهر الوزّاني شرقًا، أمّا القسم المتبقّي من الخطّ الازرق فهو يَقَع على الحدود اللبنانيّة – السوريّة في الجولان السوري المُحتل، وفيه إشكاليّة قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة اللبنانيّة، بالإضافة إلى الخروقات الدائمة للخطّ الازرق وعددها 18 خرقًا بمساحة حوالي 736526 مترًا مربعًا وهي تتدرّج من الغرب باتجاه الشرق في المناطق التالية: رأس الناقورة، علما الشعب، البستان، يارون، عيتا الشعب، بليدا، ميس الجبل، حولا (2)، مركبا، العديسة، الخيام (3)، عمرا (2)، الماري.
تجدُر الإشارة إلى أن الخطّ الازرق ما هو إلّا خطّ وضعته الأمم المتحدة عام 2000، للتحقّق من إنسحاب العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو ليس بأي شكلٍ من الأشكال حدودًا دوليّة، والمناطق المسمّاة “مُتَحَفَّظ عليها” هي مناطق لبنانيّة مئة بالمئة وفق الإحداثيّات الجغرافيّة الموجودة لدى مديريّة الشؤون الجغرافيّة في الجيش لخطّ بوليه – نيو كمب عام 1923، ولخطّ الهدنة عام 1949، ولبنان لن يتخلّى عنها بأي شكلٍ من الأشكال، وقد وثّقها الجيش مع نقاط الخرق الدائم ال18 ومع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة ومنطقة الطفّافات، بالمساحة العقاريّة، والطول، والعمق، والشكل ولا مجال فيها للخطأ أو للتراجع ولو مترًا واحدًا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook