لا تصعيد في المدى المنظور.. ولا وقف لإطلاق النار
هذا المسار المستجد في المعركة الحالية، يوحي بأن تطورات ما حصلت بعيداً عن الأضواء، أدت الى تراجع اسرائيل تكتيكياً أقله حتى اللحظة، اذ ان المرجح هو حصول ضغوط اميركية كبرى مرتبطة بجبهات الإسناد، بمعنى آخر ترفض واشنطن اي عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في لبنان او ايران، لان الاولوية الاميركية هي الاستقرار في المنطقة، واذا كانت ادارة بايدن متساهلة عملياً مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في حراكه العسكري والسياسي في الداخل الفلسطيني فإن التسامح يصبح صعباً في اي خطوة غير محسوبة وغير موافق عليها اميركياً تطال جبهات الدعم والمساندة، اذ ان واشنطن لا تريد حرباً اقليمية ولن تسمح لنتنياهو بجرها إليها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن مسار الحرب الحالي سيستمر بين حدّين، الحد الأول هو عدم الذهاب الى حرب شاملة، والثانية هو سعي كل فريق الى تحسين ظروف المعركة وزيادة مكاسبه الاستراتيجية، لذلك قد تلجأ اسرائيل بعد فترة لمزيد من عمليات الاغتيال التي لا توصل الى الانفجار، ومن هنا ايضاً يمكن قراءة المعركة التي حصلت في الضفة الغربية، وتحديداً في جنين وطولكرم، اذ امام اسرائيل عدة اشهر لا يمكنها خلالها الذهاب الى تصعيد كبير كما يتمنى نتنياهو، لكنها تريد في الوقت نفسه الاستفادة من الهامش الزمني قبل الوصول الى تسوية سياسية او قبل ان تفرض الادارة الجديدة عليها تسوية مع بداية العام الجديد.
وترى المصادر أنه لو كانت هناك نوايا حقيقية لتصعيد جديد لكان نتنياهو كرر تجربة غزة في الضفة الغربية وذهب الى تهجير الفلسطينيين هناك الى الاردن، لكن الواقع الاقليمي لا يحتمل مثل هذا التطور ولا يمكن الوصول الى مرحلة التصفية النهائية للقضية الفلسطينية من دون حصول اي ردة فعل كبرى من المحور اولاً ومن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الاميركية ثانياً، وعليه فإن شكل الحرب الحالي سيكون عبارة عن ضربات متفرقة عسكرية وأمنية بهدف تحسين الشروط والوصول إلى انتصار كامل لكن ليس بالضربة القاضية لمنع حصول ردود فعل غير مسحوبة او لا يمكن تحملها خلال هذه المرحلة الحساسة.
اما من جهة حماس وحلفائها الاقليميين، فإن التصعيد سيبقى امرا واردا وفق ما يحدده “الميدان”، لكن ايضا لا رغبة في الذهاب الى حرب واسعة، بل ان القاعدة التي سيعتمدها نتنياهو سيعتمدها المحور، وعليه سيكون الهدف الاساسي هو تحسين الشروط والظروف في الوقت الراهن خصوصا ان المقاومة في غزة تمكنت من استيعاب الصدمة واصبحت اليوم قادرة على القتال من دون وجود اي امكانية للقضاء عليها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook