الردّ الإيرانيّ على إسرائيل اقترب… هل سيتأثّر لبنان بهذا الهجوم؟
وفي حال كان ردّ إيران محدوداً كما هو مُتوقّعٌ، فإنّ جبهة جنوب لبنان ستبقى مُساندة لغزة ولن تتأثّر بما ستقوم به طهران، وسيظّل “حزب الله” والعدوّ الإسرائيليّ يتبادلان القصف اليوميّ الذي بدأ في 8 تشرين الأوّل. أمّا إذا أصاب الحرس الثوريّ هدفاً كبيراً استدعى ردّاً مُعاكساً من تل أبيب وتسبّب بفتح باب الردّ المتبادل من كلا الجانبين وصولاً إلى إقحام إيران في النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، فإنّ “المُقاومة الإسلاميّة” في لبنان ستجد نفسها مضطرة لدعم طهران وستُشارك من دون شكّ في إسنادها كونها الراعي الأوّل “لمحور المُقاومة” ماليّاً وعسكريّاً.
والسبب الذي يدعو إلى الحديث عن إمكانيّة توسّع الحرب لتطال إيران، هو رغبة حكومة بنيامين نتنياهو بإقحام طهران في النزاع لجرّ الولايات المتّحدة إلى الحرب ومُساعدتها في القضاء على التهديد الذي يُشكّله “محور المُقاومة” عليها من عدّة بلدان. في المقابل، فإنّ الديبلوماسيّة الأميركيّة لا تزال تعمل بقوّة كيّ يكون الردّ الإيرانيّ محدوداً ومُبسطاً بالتزامن مع الضغط على تل أبيب لضبط النفس وعدم توسيع الحرب، مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسيّة والمُنافسة الحامية بين المعسكريين الديمقراطيّ والجمهوريّ، وخسارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشّحة للإنتخابات دعم الناخبين العرب المُؤيّدين للقضيّة الفلسطينيّة والداعين إلى وقف إطلاق النار في غزة.
اما الخيار الثاني فيبقى مستبعداً لأنّ الجولة الأولى من المُواجهة بين إيران وإسرائيل التي حدثت على اثر استهداف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق، وقيام طهران بشنّ “هجوم 13 نيسان” وردّ تل أبيب بشكل محدود أيضاً، أثبتت أنّهما لا يريدان الحرب. وبما يتعلّق بالوضع الأمنيّ على الجبهة الجنوبيّة، فإنّه سيبقى على ما هو عليه مع خروج المعارك في بعض الأحيان عن السيطرة وتوسيع رقعة القصف، وستبقى طهران تُدير الحرب عبر وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم “حزب الله” لدفع حكومة نتنياهو إلى وقف إطلاق النار نهائيّاً وعدم تطيير المُفاوضات التي تجري في الدوحة وفي القاهرة برعاية أميركيّة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook