آخر الأخبارأخبار محلية

المعارضة ترفع السقف.. ماذا عن مرحلة ما بعد الحرب؟

في الاسابيع القليلة الماضية بات الهجوم السياسي والاعلامي من قوى المعارضة على “حزب الله” ودوره العسكري في الجبهة الجنوبية كبيراً جداً ووصل الى حدود لم يصل اليها اي هجوم سابق على الحزب، حتى ايام الخلاف التقليدي بين “قوى الثامن من اذار” و”قوى الرابع عشر من آذار”، وهذا ما ادى الى تداخل في المواقف الشعبية، فمثلاً بات جزء من القاعدة الشعبية ل” التيار الوطني الحرّ” يعارض الحزب ، والامر نفسه حصل في جمهور الحزب “التقدمي الإشتراكي” بالرغم من الموقف الحاسم للنائب السابق وليد جنبلاط، وكل ذلك نتيجة الإحتقان الشعبي الكبير وغير المسبوق.

Advertisement










لا شيء، حتى اللحظة واضحا في مسار التطورات، لكن الأكيد أن “حزب الله” سيردّ على إسرائيل ويوجه لها ضربة، اما بشأن ما بعد هذه الضربة فلا توجه واضحا. وعليه فإن شعاع المعركة غير معروف وحجم النزوح كذلك وهذا ينطبق على مدة الاشتباك العسكري والصاروخي، لكن على  الساحة اللبنانية وصلت الامور الى مستوى خطير من الاحتقان، ، وليس صعباً على من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي أن يدرك حجم ومدى التوتر بين الناشطين الذين يشكلون عينة من المجتمع، ولعل الحديث عن إختفاء ناشط في النبطية، بعيداً عن صحته، والضجة التي رافقت تصوير أحد ابناء دير ميماس في الجنوب لمكان اطلاق الصواريخ من قبل الحزب، خير دليل على الخطّ الاحمر الذي وصلت اليه الامور في لبنان.
من دون شكّ يؤثر الهجوم الإعلامي للمعارضة على “حزب الله” وبيئته، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يصل الى مستوى تأثيره ليصيب أصل عمليات الحزب وأدائه العسكري. في المقابل لا يبدو الحزب معنياً بالدخول في هذا الإشتباك غير أن تعاطيه مع هذه المرحلة سيكون مختلفاً مع تجارب اخرى مثل حرب تموز، اذ ان القوى السياسية التي تؤيده اليوم أكبر وأوسع طائفياً مما حصل عام 2006، فالشارع السني بغالبية قواه السياسية لديه موقف ايجابي من اداء الحزب العسكري، وان كان هناك من عتب فهو على اكتفاء الحزب بهذا المستوى من التصعيد، كما ان موقف جنبلاط السياسي فتح للحزب مناطق جديدة واعطاه شرعية في الشارع الدرزي.
المشكلة الاساسية التي ستعاني منها المعارضة في مرحلة ما بعد الحرب تكمن في الدخول في تسوية مع “حزب الله”، وهذه المشكلة يمكن تقسيمها الى جزئين، الاول مرتبط بصورة المعارضة أمام جمهورها، فكيف يمكن اقناع الرأي العام المؤيد لها او المعارض لـ “حزب الله” بعد خطاب “ما بيشبهونا” وخطاب التقسيم وغيره، بالتعايش الودي مع حارة حريك ضمن تسوية تضمن مصالح الحزب لا بل قد تعطيه تفوقاً سياسياً ومكاسب سلطوية تفوق مكاسب خصومه، وعليه سيكون هناك صعوبة حقيقية في ظهور المعارضة بمظهر المتنازل لان الأمر سيفقدها صدقيتها.
اما الجزء الثاني من مشكلة المعارضة فيكمن في كيفية تعاطي “حزب الله” سياسياً ما بعد الحرب، اذ ان المؤشرات تؤكد أن حارة حريك ستكون اقل إنفتاحاً على الخصوم لناحية تقديم التنازلات السياسية، كما ان الحزب الذي لا يدخل اليوم بأي جدال سياسي سينتقل الى مرحلة “الحساب” السياسي مع الاطراف التي كانت تخوض معركة داخلية ضده ولن يقبل بشكل مباشر في حصولها على مكاسب حقيقية او على حصة وازنة، وما سيساعده على ذلك هو دائرة التحالفات الواسعة التي يقوم ببنائها بسبب خوضه للمعركة الحالية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى