آخر الأخبارأخبار محلية

حرب الاستنزاف المكلفة مستمرة حتى إنهاك الطرفين؟

تتوسع مشاركة إسرائيل و” حزب الله”في الحرب نحو قواعد اشتباك متحركة، إذ يشمل الصراع ضربات في عمق إسرائيل يرد عليها الجيش الإسرائيلي بضرب أهداف الحزب العسكرية.
وكتب مراسل” النهار” في باريس سمير توبتي: تغيير قواعد الاشتباك والتهديد المتزايد من الطرفين لا يعنيان تصعيدا ميدانيا. فالحرب النفسية ليست بالضرورة إشارة إلى أن الحرب الشاملة آتية، وفي ظل مخاوف الطرفين من التصعيد، قد يشكل ذلك بديلا. ويدرك الطرفان تماما أن لا إسرائيل ولا “حزب الله” يستفيدان من مثل هذا السيناريو، إذ يعلم الحزب أن أكثرية اللبنانيين ترفض الحرب وأن توسع القتال سيؤدي إلى جر قوى الممانعة في المنطقة المدعومة من إيران إلى حرب تريد طهران تجنبها لعواقبها عليها أولا وارتداداتها على وكلائها.

وإسرائيل في هذا السياق لن ترغب في خوض حرب ضد “حزب الله” نظرا إلى قدراته الصاروخية، قبل تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة في غزة، لأن السلطات العسكرية الإسرائيلية تعلم أنه لا يمكنها التعامل بمفردها مع معركة في غزة وشمال إسرائيل، ولم تحصل من حلفائها على الدعم للقيام بهذه المغامرة.
ولن ترغب الولايات المتحدة التي تستعد للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل في الانجرار إلى دعم إسرائيل في حربها، فيما كل المؤشرات تتخوف من توسع الحرب وتحول الشرق الأوسط إلى مستنقع تغرق في وحوله. لذلك يواصل الرئيس جو بايدن ضغوطه على الأطراف لتهدئة التصعيد بين إسرائيل والحزب، وقد أرسل موفده آموس هوكشتاين لحض الطرفين على وقف التصعيد. فهل تكون المحاولة الأخيرة؟

في الانتظار، من المرجح نظرا إلى عدم تقدم المفاوضات، أن تستمر إسرائيل والحزب في اللعب على حافة الهاوية واستخدام الحرب النفسية على نحو متزايد وتحدي الولايات المتحدة والغرب، فتتعثر مبادرتهم لوقف القتال أشهرا، إلى حين معرفة ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الأميركية.

والحال أن هذا التصعيد موجه نحو جماهير الطرفين: نتنياهو يريد تأكيد تصميمه العسكري على إنهاء تنظيم “حماس” من جهة، وتأمين سلامة حدوده الشمالية من جهة أخرى لعودة المهجرين إلى ديارهم والإفراج عن الرهائن، فيبدو كمن يقاتل من أجل نصرة إسرائيل وشعبها، غير مبال بالضغوط الأميركية الذي ستنخفض مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

ويريد “حزب الله” في المقابل المحافظة على صدقيته كطرف فاعل داخل محور المقاومة المدعوم من إيران والمعادي لإسرائيل والولايات المتحدة في نظر مناصريه الذين يتحملون تكلفة متزايدة من الخسائر البشرية وفي الممتلكات، في ظل وضع هش للغاية في لبنان.

وستستمر المواجهة بين الطرفين ما دام الصراع مستمرا في غزة. وكلما مر الوقت زاد احتمال توسع المواجهة، وتبدلت قواعد الاشتباك الخاصة بهما، مما يدل على أن مفاهيم وضع خطوط حمر لتجنب التصعيد أصبحت بلا أي معنى. وقد تتحول حرب المساندة التي بدأت في الثامن من تشرين الأول الماضي إلى حرب استنزاف مكلفة حتى يقتنع الطرفان بأن لا جدوى من استمرارها، لأنها لن تؤدي إلى أي مكتسبات إضافية، وتوقّفها اليوم يوفر مزيدا من القتل والدمار.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى