آخر الأخبارأخبار محلية

هل هناك فرصة لإنهاء أزمة لبنان؟

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”:

 

ليس متوقعاً أن تنتهي حرب غزة إلا باتفاق جديد بين إسرائيل والفلسطينيين، ويرجَّح أن يشكل هذا الاتفاق انتكاسة أو انهزاماً فلسطينياً جديداً، لأن “حماس” خسرت الحرب فيما السلطة الفلسطينية لم تربح غزة، أي إن أي تسوية مرتقبة خلال حرب غزة ستخفض السقف الفلسطيني مرة أخرى إلى ما دون أوسلو، الذي هو في الأساس موضع اعتراض العديد من القوى الفلسطينية.

 

عملياً، فإن هذه التسوية ستترك انعكاساتها على أزمات الشرق الأوسط كلها، من لبنان إلى سوريا والعراق فاليمن، كما ستفرض معطيات جديدة على وضع إيران ونفوذها الإقليمي.

كثيرون يعتقدون أن إسرائيل لن تفوت الفرصة السانحة في غزة و”الستاتيكو” المريح في المواجهة مع إيران، من دون أن تضمن استمرار الأمن على حدودها الشمالية أيضاً.

 

ومنذ أن نفذت “حماس” صدمة “طوفان الأقصى”، بحجمها الاستثنائي، يدور نقاش ساخن في إسرائيل حول السبيل الأفضل لتجنب تنفيذ “حزب الله” صدمة مماثلة في أي لحظة، اليوم أو بعد شهور أوسنوات.

 

وهناك توافق بين القوى السياسية الإسرائيلية على وجوب توفير الضمانة الأمنية للشمال، إما بإقناع “حزب الله”ديبلوماسياً، وإما بفرض هذا الخيار عسكريا.

 

وليس متوقعاً أن تنهي إسرائيل مشكلتها في غزة إلا في موازاة حل مشكلتها في الجنوب اللبناني، وهذا يعني أن اتفاقاً سيحصل حتماً بين إسرائيل ولبنان، بالحرب الواسعة أو من دونها.

 

وهذا الاتفاق سيحدد دور “الحزب” في الجنوب، ووظيفة سلاحه في المواجهة مع إسرائيل، أي إن هذا الاتفاق سيحدد في شكل غير مباشر موقع “حزب الله”في المعادلة اللبنانية الداخلية.

 

ويفترض أن يقود إلى انفراج في العلاقة بينه وبين سائر المكونات السياسية والطائفية في لبنان،وبينه وبين القوى الإقليمية والدولية التي يتصارع معها اليوم.

 

وإذا تحقق ذلك، سيسلك لبنان طريق الانفراج السياسي والأمني والاقتصادي، لأن الانهيار الذي يعانيه البلد منذ 5 سنوات على الأقل مرده إلى الضغوط التي تمارسها القوى الدولية والعربية على “الحزب “. فهل هناك فعلاً فرصة لانتهاء أزمة لبنان، في موازاة التسوية في غزة؟ وهل صحيح أن القوى الفاعلة قد لا تمانع في اغراء “حزب الله” بتكريس نفوذه الداخلي، مقابل أن يمشي في طريق التسويات المطلوبة؟ وهل يبرم “الحزب ” صفقة من هذاالنوع، أم يماطل من جديد، انتظاراً لظروف أفضل؟

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى