آخر الأخبارأخبار محلية

لا وقت لإضاعته.. هل تعيد زيارة هوكشتاين فتح باب المفاوضات؟!

في وقتٍ يستمرّ الترقّب على امتداد المنطقة، بانتظار ردّي “حزب الله” وإيران على جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقائد العسكري الكبير في الحزب فؤاد شكر، وسط تكهّنات لا تنتهي بشأنهما، جاءت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الخامسة إلى بيروت منذ فتح الجبهة في جنوب لبنان إسنادًا للفلسطينيين في قطاع غزة، لتعيد فتح باب الحراك الدبلوماسيّ على مصراعيه من جديد.

Advertisement










 
ولعلّ أهمية الزيارة التي قال هوكشتاين إنّها جاءت بطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن، تكمن في تزامنها مع اندفاعة دوليّة مستجدّة، تجلّت خصوصًا في البيان الثلاثي الأميركي المصري القطري الشهير، الذي مهّد الأرضية لإعادة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولو أن ترجمته جاءت “ملغّمة” بعد المجزرة الإسرائيلية المروّعة في مدرسة التابعين بغزة، والتي دعت حركة حماس في أعقابها إلى تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه سابقًا.
 
وخلال زيارته إلى بيروت، عبّر هوكشتاين عن “تفاؤله” بالتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة، انطلاقًا من مبدأ أنّ “لا وقت لإضاعته، ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي”، معتبرًا أنّ مثل هذا الاتفاق سيتيح التوصّل إلى حلّ دبلوماسي بوقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، فهل يجد مثل هذا الكلام صداه على الأرض، وهل تعيد الزيارة فتح باب المفاوضات فعلاً، بعيدًا عن “لغة النار” التي سادت في الآونة الأخيرة؟!
 
مناخ من الدبلوماسيّة
 
الثابت بحسب ما يقول العارفون، أنّ زيارة هوكشتاين إلى بيروت، وإن بدت في الشكل مشابهة لزياراته السابقة، وكذلك في المضمون، من حيث افتقادها لأيّ عناصر تتيح الرهان على متغيّرات يمكن أن تفرزها، تبدو مختلفة في السياق العام، ليس فقط لأنّ الكثير من المعطيات تغيّرت منذ زيارته السابقة التي واكبها “حزب الله” بإطلاق سلسلة فيديوهات “الهدهد”، وما تبعها من تصاعد في التوتر والعمليات، وصولاً إلى استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.
 
بالنسبة إلى العارفين، فإنّ ما يجعلها مختلفة أيضًا يكمن في مناخ الدبلوماسية الذي تأتي هذه الزيارة في سياقه، والذي يعكس في مكانٍ ما رؤية الولايات المتحدة، ومعها العديد من الدول في المنطقة، بأنّ الحرب في غزة يجب أن تنتهي، وأنّ الفاتورة التي دُفِعت على خطّها تجاوزت كلّ الحدود، علمًا أنّه ليس خافيًا على أحد بأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يضع نصب عينيه هدف إنهاء هذه الحرب قبل أن تنتهي ولايته الرئاسية، وهو ما أعلنه جهارًا.
 
من هنا، فإنّ زيارة هوكشتاين إلى بيروت عشيّة انطلاق المفاوضات حول غزة في الدوحة، تأتي برأي العارفين، في محاولة لإرساء جوّ من التهدئة، أو بالحدّ الأدنى لخفض التصعيد، منعًا لأيّ تطورات دراماتيكية يمكن أن “تشوّش” على المفاوضات، وربما تأخذ الأمور إلى منحى أخطر، علمًا أنّ الزيارة لم تترافق مع مثل هذه التهدئة، بل إنّ إسرائيل أكملت استهدافاتها واغتيالاتها من دون أيّ اعتبار للمفاوضات والمساعي الدبلوماسية.
 
شكوك وتساؤلات..
 
صحيح أنّ الكلام الذي أطلقه المبعوث الأميركي خلال زيارته، بدا في باطنه إيجابيًا، لجهة الرهان على اتفاق في غزة يخفض التصعيد في لبنان، ما يتقاطع أساسًا مع ثابتة “حزب الله” عن الترابط بين الجبهتين، أو لجهة التأكيد على أنّ الحل الدبلوماسي يبقى واردًا وممكنًا، وقبل ذلك، على أنّ لا أحد يرغب حقًا بحرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، إلا أنّ ذلك لم يحجب وجود العديد من الشكوك والتساؤلات حول “أساس” الزيارة، لدى بعض القوى السياسية.
 
في هذا السياق، يقول البعض إنّ ما أراده المبعوث الأميركي تحديدًا من هذه الزيارة، هو “محاولة الضغط” على الأطراف اللبنانية، ومن خلالها على “حزب الله”، من أجل عدم الردّ على الضربة الإسرائيلية الأخيرة للضاحية الجنوبية لبيروت، باعتبار أنّ مثل هذا الردّ قد يعقّد الأمور، ويعيد الأمور إلى المربع الأول، فضلاً عن كونه يهدّد بالذهاب إلى حرب مفتوحة وشاملة، وهو ما يتناغم مع ضغوط مورِست بالفعل على الحزب وإيران في الأيام الأخيرة.
 
وإذا كان “حزب الله” يلتزم بعدم التعليق على زيارة هوكشتاين وطروحاته، بعدما ترك ملف التفاوض في أيدي رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة، فإنّ العارفين بأدبيّاته يشيرون إلى أنّه كان “الأوْلى” بهوكشتاين أن يضغط على إسرائيل حتى لا ترتكب “الخطيئة” في المقام الأول، بدل الضغط لمنع الردّ عليها، علمًا أنّ بعض الأوساط القريبة من الحزب لا تخفي تحفّظاتها على هوكشتاين نفسه، الذي أوحى في مكان ما بأنّ الضربة ستحيّد بيروت والضاحية.
 
في النتيجة، يؤكد “حزب الله” بحسب العارفين بأدبيّاته ثوابته المعروفة والتي لن تغيّرها زيارة هوكشتاين أو غيره، وقوامها أنّ الجبهة في جنوب لبنان مستمرّة طالما العدوان الإسرائيلي على غزة متواصل، في حين أنّ الردّ على جريمتي اغتيال هنية وشكر يبقى قائمًا بمعزل عن تطورات حرب غزة، وحتى لو انتهت هذه الحرب، وهو الردّ الذي يحدّد وحده توقيته، وفق العديد من المعايير والاعتبارات، كما يقول هؤلاء…


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى