الحساب الإيراني لتفويت الفرصة على نتنياهو
لكن التقارير الأخيرة عن الانخراط الديبلوماسي المباشر بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين من خلال رسائل أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يؤمل أن تكون أتت مفاعيلها لجهة أن أي انزلاق في اتجاه الحرب لن يكون في مصلحة إيران بعدما أبدت واشنطن استعداداتها لردع أي حرب على إسرائيل بالتزامن مع توجيه الرسائل إلى أنها لم تبلغ بأيّ من اغتيال هنية أو شكر وهي تضغط على إسرائيل للذهاب إلى اتفاق لوقف النار.
عودة ترامب المحتملة تراهن عليها إسرائيل أو نتنياهو بالذات رغم أن الإدارات الأميركية لا تختلف كثيراً في التعاطي مع إسرائيل ولكنها أظهرت اختلافاً في التعاطي مع طهران. وثمة واجب للحذر مع الكشف عن متورّطين تردّد أن إيران استخدمتهم للقيام باغتيالات في أميركا.
الحسابات الأخرى تتّصل بطبيعة الاعتداءات الإسرائيلية التي وصلت إلى قلب طهران بعدما كانت قد أوجعت “حزب الله” بقوة وكذلك الحوثيين في اليمن، بمعنى أن ليس وكلاؤها وحدهم من يمكن أن يعاني في هذه الحرب، بل هي نفسها على غير ما تجنبته وتتجنبه في أي مواجهة فعلية وجدية مع إسرائيل، علماً بأن المخاطرة كبيرة جداً بإهدار قدرات الحزب في لبنان ونفوذه في أي حرب تضطره إلى استخدامها في هذه المرحلة في الوقت الذي لم تتضح بعد حسابات إيران الجديدة لوكلائها مع الصورة المختلفة التي تحاول أن ترسمها لنفسها أو تعتزم الإطالة بها على المجتمع الدولي.
فمع وصول رئيس جديد في إيران أراد المرشد الإيراني توجيه رسائل متعددة من خلاله وفقاً لخطاب مسعود بزشكيان في تسلّمه الرئاسة، فإن الانزلاق إلى حرب موسعة قد يعرّض مراكز حيوية إيرانية للخطر وكذلك الأوراق التي تمسك بها إيران في تعزيز موقعها إزاء العرب كذلك. وهذا يصب في مصلحة إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو بالذات من حيث تعطيل المسار الإيراني المقبل وحساباته الاستراتيجية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook