آخر الأخبارأخبار محلية

الخوف من توسع الحرب يعيد ذكريات عدوان 2006 إلى الأذهان

كتب نذير رضا في” الشرق الاوسط”: يمثل”النزوح المؤقت” جزءاً من الإجراءات التي اتخذها سكان بيروت والضاحية استباقاً لأي تصعيد عسكري محتمل، وبات أشبه بـ«خطة إجلاء» معدة للتنفيذ في حال توسع نطاق الاشتباكات. تسير الإجراءات على خطين متوازيين؛ أولهما مسارعة السكان للانتقال إلى منازل كانوا استأجروها في السابق بغرض الاصطياف، في حين يتمثل الثاني في بحث آخرين عن شقق مفروشة وفنادق للإيجار، خوفاً من تصعيد محتمل يترقبه اللبنانيون بقلق شديد إثر تهديد أمين عام «حزب الله» بالرد على اغتيال شكر، وتهديد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء.

ولا يبدو هذا الواقع مستجداً. ففي شهر تشرين الأول الماضي، ومباشرة بعد الثامن منه، اختبر اللبنانيون الأمر نفسه، فسارع كثيرون إلى استئجار شقق في مناطق يُفترض أنها أكثر أماناً، سواء في الأشرفية (شرق بيروت) أو جبل لبنان الشمالي أو الشوف وعاليه، ولم ينتقلوا إليها عندما ضغطت الدبلوماسية الغربية لمنع توسعة القتال.
ويحاول بعض اللبنانيين من سكان الجنوب والضاحية، عدم تكرار ما سبق أن قاموا به لجهة المسارعة إلى تكبّد تكاليف مالية، لكنهم وضعوا «خطة انتقال جاهزة» يجري تنفيذها لحظة تدهور الأوضاع.
وتنقسم الخطة إلى شقين؛ أولهما خطة تحديد وجهة الانتقال، وغالباً ما ستتوجه إلى الجبل والشوف والشمال «حيث يوجد أصدقاء لنا يلحّون علينا بطلب الانتقال في حال حصل أي طارئ»، بحسب ما يقول أحد سكان منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية، في حين أن الشق الثاني يتضمن تحديد مواقع الفنادق وبيوت الضيافة في تلك «المناطق الآمنة»، حسبما تقول ندى التي تسكن الجنوب، وهي أم لطفلة.
وتضيف: «عندما تكون أموالك في جيبك، لن يرفض أحد استقبالك، وستدفع مقابل شعورك بالأمان». وتشير إلى أنها حادثت صاحب بيت ضيافة في البترون سبق أن نزلوا فيه خلال الأشهر الماضية، ووعدهم بأن تكون لهم الأولوية حين يقررون الانتقال.
تلك الفئات المتمكنة مادياً إلى حد كبير، لا تنظر إلى الأمر على أنه مشكلة، خلافاً لفئات أخرى لا تمتلك قوت يومها في الوقت الراهن. وهؤلاء أكثر من يتوجس من توسعة الحرب ويتضرعون لعدم وقوعها. «لا نريد إذلالاً ولا النزوح إلى المدارس»، قال أحد سكان الضاحية لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «منزلنا يسترنا… أي نزوح سيشعرنا بالذل، وهو ما ندعو الله أن يجنبنا إياه».
وكتلت جويل رياشي في” الانباء الكويتية”: ليست المرة الاولى حيث يلتقي نقيضان في لبنان: مناطق تستمر الحياة الصيفية فيها والنشاطات والاحتفالات، وأخرى تستعد للآتي من الأيام مع ما يتردد عن توسع الحرب، ومغتربون هنا وهناك يعيشون في حيرة البقاء او العودة إلى بلدان اغترابهم.
أحاديث كثيرة عن حملات بحث عن مساكن بديلة لأهالي الضاحية الجنوبية في مناطق آمنة. وحكايات عن مضاعفة أسعار الشقق المفروشة ثلاث مرات وأربع، واشتراط أصحابها الدفع مسبقا لموسم لا يقل عن ثلاثة أشهر. وكلام عن «سوق سوداء» خاصة بتذاكر السفر في اتجاهي الوصول والمغادرة من بيروت واليها، ضمن حزمة «أفضليات» عرضت على الأشخاص القلقين.

محمد الذي يقطن في منطقة الكفاءات – المريجة في ضاحية بيروت الجنوبية، ويملك مع عائلته مؤسسة كبرى في التكنولوجيا والطباعة، استأجر شقة في الأشرفية بـ 7500 دولار لقاء ثلاثة أشهر. وقال لـ«الأنباء»: «وضعت المفتاح في جيبي، تمهيدا للمغادرة عند تطور الأمور نحو الأسوأ». مثله فعل كثيرون، والأسلوب واحد: الدفع مقابل الحصول على الأمن. فيما كثر الحديث عن «تجار الأمن» من مالكي الشقق المفروشة والوسطاء الذين طلبوا مبالغ غير مسبوقة في سوق العقارات. الا ان ذلك لم يلغ نخوة لبنانية اشتهر بها أهل «وطن الأرز»، بمبادرة قسم كبير إلى فتح بيوتهم الثانية في الجبال وخارج بيروت لأصدقاء ورفاق وبالمجان.

عادت إلى الاذهان صورة عدوان تموز 2006. حركة سير خفيفة في بيروت وضاحيتها الجنوبية، في مقابل زحمة خانقة على جسر «كازينو لبنان» في منطقة المعاملتين باتجاه بيروت، في وقت عودة رواد المسابح والمنتجعات إلى بيوتهم في ساعات متأخرة من العصر. وكذلك زحمة في أماكن السهر في مار مخايل والجميزة بالأشرفية والطريق البحرية الممتدة من جل الديب إلى ضبية، وصولا إلى جونية وجبيل والبترون.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى