آخر الأخبارأخبار محلية

تهدئة بين المعارضة وبري و القوات عاتبة

ثمة مساعٍ ومحاولات أولية بهدف تبريد الأجواء الساخنة بين المعارضة ورئيس مجلس النواب نبيه بري بدأت تتحرك بعيداً عن دائرة الضوء خلال الساعات الماضية وقصدها الأبعد المساهمة في إزالة الأجواء المتشنجة على المسرح السياسي الداخلي التي ازدادت احتقانا في الأيام القليلة الماضية بعدما ألغت كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري موعداً كانت قد أعطته لوفد نواب المعارضة الذي يجول بمبادرة رئاسية كانوا وضعوها. وسرعان ما حذت حذوها كتلة نواب “حزب الله” (الوفاء للمقاومة)، في سياق ردة فعل على ما اعتبره الثنائي الشيعي تصعيداً من جانب المعارضة لا يتجانس مع ما أبدته من رغبة في الانفتاح على الآخر.

وكتب ابراهيم بيرم في” النهار”: تملك الثنائي الشيعي، كما تقول مصادره، شعور بأن “القوم غير جادّين إطلاقاً في تسويق مبادرتهم ولا في الانفتاح على الجهة التي سبق أن شهروا في وجهها حرماً على أي شكل من أشكال التلاقي والتحاور منذ زمن، وانطلقوا في حملة هجمات يومية محمّلين هذه الجهة تبعات “التأزم والتعطيل”. وأكثر من ذلك، وجد الثنائي في خطوة المعارضة نوعاً من “طحشة لا ترمي الى المساهمة في فتح الأبواب الموصدة رئاسياً بل لإحراجه” كما يقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الذي يضيف: “هم يعلمون علم اليقين بأن للحوار أصوله وقواعده المتبعة بدءاً بالمؤتمر الذي أفضى الى اتفاق الطائف عام 1990 وصولاً الى مؤتمر الدوحة في أيار عام 2008. لذا اعتبرنا أنهم بمبادرتهم تلك إنما أرادوا ضمناً تعطيل دور المجلس النيابي وسلبه صلاحياته، وهذا بحد ذاته سيرٌ بمخالفة للدستور ولا سيما المادة 75 منه، وهو في المقابل تكريس لأعراف جديدة تقوم دعوتهم على أساس رفضها ومحاربتها باعتبارها رجساً من عمل الشيطان”.

ويضيف هاشم: “ومع ذلك كله نحن نرفض ما أشيع أخيراً عن أننا نعد العدة للدخول في مواجهة صدامية مفتوحة مع المعارضة، فنحن كما يعلم الجميع على تباين وخلاف سياسي مع هذا الفريق منذ زمن بعيد، وهذا يعني أننا لم نكن على وفاق معهم ليقال إننا قد بدأنا للتو فصول مواجهة جديدة أو نزالاً معهم. إننا نجد مبالغة في مثل هذا الاستنتاج لا نرغب به. صحيح أن ثمة في الآونة الأخيرة تصعيداً كلامياً بيننا وبينهم، لكنه يأتي في سياق فعل وردة فعل في لحظة معينة، خصوصاً أننا نعتبر أنهم أخطأوا الحساب، ما اضطرنا إلى أن نرد وليس أكثر من ذلك، وبمعنى أوضح ليس في نيتنا أي توجه لفتح أبواب المواجهة التي من شأنها أن تقود الى معركة كسر عظم أو ليّ ذراع ولا نجد في الأصل ما يدعو الى السعي لبلوغ ذلك. وكل ما في الأمر أننا لا نجد في مبادرتهم أي جديد مقنع يمكن أن يفتح الأبواب على أفق جديد واعد، إذ إننا لا نريد حواراً للحوار واستطراداً لا نريد أن نفتح أبواباً لا فائدة ترجى منها”.

ورداً على سؤال نفى هاشم “أن يكون أحد فاتحنا بضرورة تحديد موعد جديد مع نواب المعارضة، وعلى حد علمي ليس هناك من طارئ في هذا الشأن. وحسب تقديري الكرة في مرماهم وعليهم أن يعيدوا النظر وعندها سيجدون منا كل إيجابية ومرونة للتلاقي والتحاور”.
في الموازاة سرى حديث فحواه أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يعتزم الدخول على خط الأزمة بين بري والمعارضة بقصد تبريد الأجواء أولاً ومن ثم فتح الأبواب الموصدة أمام الحلول ثانياً، واقترن هذا الأمر بكلام عن مبادرة اشتراكية تصبّ في خانة هذه النتيجة.

لكن عضو “اللقاء الديموقراطي” بلال عبد الله قال لـ”النهار”: على حد علمي ليس هناك من جديد يُعتدّ به، فنحن كما هو معلوم انطلقنا قبل فترة بمبادرة مفتوحة نفترض أنها ستنتهي بفتح الأبواب الموصدة أمام انتخاب رئيس جديد للبلاد يطوي صفحة الفراغ المخيّم منذ ما يقرب من عامين.
وكتب رضوان عقيل في” النهار”: تقول “القوات” ان ليس من الأدبيات السياسية عند جعحع إقفال قنوات التشاور التي لا ينبغي أن تنقطع في الأصل بين الأفرقاء. ولم يكتف بذلك، بل أعطى تعليماته لنواب في “الجمهورية القوية” بضبط تصريحاتهم في إطلالاتهم وتوجههم بالمباشر نحو رئيس المجلس، ولو استمروا في مخالفة طرحه للحوار من زاوية النقاط التي يطرحها ويصر على تطبيقها.

وتؤكد الأوساط المواكبة أن “القوات” حيال ما يحصل ستبقى على إصرارها على التواصل مع الكتل النيابية ومن بينها رئيس المجلس “ولو اختلفنا معه”، إنما المهم هو انتظام قواعد الدستور في نهاية المطاف رغم الصعوبات التي تعترض مسار نواب المعارضة، وتبقى كل الخيارات مفتوحة مهما بلغت درجات الاختلاف بين الافرقاء، ويجب الإبقاء على الروح الرياضية السياسية والتحلي بقدرة الاستيعاب، مع الإشارة إلى عدم توزيع الأدوار في صفوف نواب “القوات” الذين يلتزمون في النهاية توجيهات قيادتهم، وإن كان هناك نواب لا يعرفون أسلوب اللون الرمادي في تصريحاتهم، فيما يحرص رئيس التكتل النائب جورج عدوان على التواصل مع بري لأسباب لا تعود إلى رئاسته لجنة الإدارة والعدل فحسب، بل إلى كيمياء برلمانية بين الرجلين، من دون أن يتحسس جعجع من هذه العلاقة.

وإذا كانت “القوات” باقية على ثوابتها حيال رفضها مقاربات بري للحوار واعتراضها على أداء “حزب الله” في الجنوب وفتحه جبهة الحرب في الثامن من أكتوبر الفائت، فلا يبدو أن كل نواب المعارضة الـ31 على سياسة واحدة حيال تقديم المعارضة رؤيتها لما يحصل في الجنوب وغزة. ومن بين هؤلاء النائب بلال الحشيمي الذي لم يؤيد بيان اللقاء الأخير للمعارضة، ورفض توقيعه بسبب ما تضمنه من رؤية لما يدور في الجنوب، وهو لا يلتقي هنا مع حزبي “القوات” والكتائب في نظرتهما إلى حرب غزة والجنوب.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى