آخر الأخبارأخبار محلية

استنفاران ميداني وديبلوماسي وبلينكن:لا نريد أن نرى تصاعد الصراع

تزايدت المخاوف والحسابات، من ضربة إسرائيلية من الجوّ، ضد بنك أهداف منتقاة، من مؤشراتها حجم الاجتماعات التي عقدت في اسرائيل، منذ العودة السريعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاقتصاص من حزب الله، على خلفية ما نفاه الحزب، وتتمسك اسرائيل به لجهة القصف على بلدة مجدل شمس في الجولان حيث سقط 12 يافعاً كانوا في ملعب رياضي.

في أي حال، فان استنفاراً واسعاً طبع الواقع الميداني جنوباً وفي مناطق عدة، ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن “حزب الله” كان في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي. وبدأت دول بتوجيه الدعوات إلى رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان كانت أبرزها فرنسا التي دعت مواطنيها إلى تجنّب السفر إلى لبنان وإسرائيل، كما أصدرت وزارة الخارجية النروجية بياناً دعت فيه المواطنين النروجيين إلى مغادرة لبنان. وأفيد أن السلطات الدنماركية تواصلت مع مواطنيها، مشيرة إلى أن مغادرتهم أو بقائهم سيكون على مسؤوليتهم الشخصية. كما أن شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أعلنت تأخير عودة عدد من رحلاتها من مساء أمس الى اليوم في اجراء احترازي.

وعلم في هذا السياق أن الاتصالات الأساسية لمحاولة تجنب انزلاق الوضع إلى تدهور واسع جرت بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولكن أي معطيات مطمئنة لم تبرز عبرها.

وفي موقف لافت، قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ان وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لجلب الهدوء الدائم إلى الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان. ولكنه أكد أن “المؤشرات كلها” تدل على أن “حزب الله” أطلق الصاروخ على الجولان. وقال بلينكن: “لا يوجد مبرر للإرهاب”.
وأضاف:” نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية”. وقال بلينكن إنه لا يريد أن يرى تصعيداً للصراع بعد أن اتهمت إسرائيل “حزب الله” بقتل 12 طفلاً ومراهقاً في هجوم صاروخي بمرتفعات الجولان المحتلة. وأوضح أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل بشأن الحادث، وتابع: “نحن في محادثات مع إسرائيل، ولا نريد أن نرى تصاعد الصراع”.

وكان الوضع الناشئ اكتسب طابعاً بالغ الخطورة إلى حدود محاولة الحكومة استدراك اشتعال الحرب، فأصدرت بياناً ليل السبت الماضي أعلنت فيه “ادانتها كل اعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها الى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”. وشددت على أن استهداف المدنيين يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى  ان التحرك الرسمي الأخير بشأن التطورات التي سجلت أخيرا في مجدل شمس يتركز على الاتصالات السياسية والدبلوماسية من أجل إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية على لبنان، وقالت إن اقصى ما يمكن أن يصل إليه هذا الحراك هو تكثيف هذه الاتصالات وتسريع وتيرتها، مع العلم أنه لا يمكن توقع ما ترسو إليه الأمور،  وأي كفة يصار إلى ترجيحها: ضربات محددة في سياق الرد أو توسيعها وخرق قواعد الإشتباك بشكل فاضح. 
ورأت هذه المصادر أن ما من سيناريو آخر، في حين أن الساعات المقبلة هي محور ترقب محلي، والاتصالات التي يقودها بعض الأفرقاء قائمة بشكل كبير دون حسم ما إذا كان هناك من مجلس وزراء خاص لبحث الوضع المتوتر ولو أنه فكرة مطروحة.
ونقل عن مستشار الامن القومي لنائبة الرئيس الاميركي قوله ان الولايات المتحدة تعمل على حلّ دبلوماسي لانهاء الهجمات تماما على الجبهة بين لبنان واسرائيل.
وحسب موقع «إكسيوس» فإن مسؤولا كبيرا قال لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة.
واشار النائب سابق وليد جنبلاط الى ان حزب الله مقاومة لبنانية، وجزء من لبنان، معولا على دور الرئيس نبيه بري لجهة التواصل مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وانتقد جنبلاط هوكشتاين، مذكرا اياه بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات اسرائيل، عندما اشار الى ان اسرائيل ستقوم بعملية واسعة.

وكتبت” الديار”: تصعيد «اسرائيلي» مرتقب في الساعات المقبلة، يخرق قواعد الاشتباك التي سادت في الاشهر القليلة الماضية، من دون ان يؤدي لتوسعة الحرب. هذا على الارجح ما ستلجأ اليه «تل ابيب» بعد حادثة مجدل شمس في الجولان المحتل، والتي تشير كل المعطيات الى انها كانت نتيجة صاروخ اعتراضي «اسرائيلي» اطلقته القبة الحديدية.
ونشطت في الساعات الماضية، بحسب معلومات «الديار»، المساعي الاقليمية والدولية لاستيعاب التطورات الاخيرة ولمنع انزلاق الوضع الى انفجار كبير. وافادت مصادر واسعة الاطلاع انه «تم التوصل لنوع من التفاهم الضمني، ان يكون الرد «الاسرائيلي» على حادثة مجدل شمس محدودا ومدروسا، بما لا يؤدي لحرب شاملة». لكن المصادر نبهت من ان «الاوضاع ليست مطمئنة، ويفترض تتبع مسار الاحداث المقبلة للبناء عليها». واضافت «ما هو محسوم ان «تل ابيب» تريد توسعة الحرب وترى مصلحة لها بذلك، لكنها غير قادرة عليها من دون دعم اميركي مباشر. وهي تعي راهنا ان واشنطن منهمكة بانتخاباتها الرئاسية، لذلك يبدو نتنياهو مترددا بالمغامرة بوجه حزب الله، خاصة بعدما كشف الحزب في الاسابيع الماضية عن مجموعة كبيرة من المواقع الاستراتيجية ،التي يلحظها بنك اهداف حزب الله في اي حرب مقبلة، ولعل ابرزها منصات استخراج الغاز».
واعتبرت المصادر ان «ما يجعل «اسرائيل» مترددة باعلان الحرب الواسعة، رغم اعتبارها ان هناك حجة بين يديها اليوم بحثت عنها طويلا، هي قوة الردع التي ارساها الحزب في الاشهر الماضية، وعلمها بأن المواجهة لن تكون محصورة مع لبنان، انما ستؤدي لانخراط كل حلفاء طهران في المنطقة فيها، والارجح انخراط ايران المباشر ايضا بالقتال».

وكتبت” البناء”:العدوان المرتقب بعدما أقرّ تفاصيله المجلس الوزاري المصغر، بعد عودة بنيامين نتنياهو من واشنطن، حضر في تحذير أميركي من احتمالات تغيير وجهة رحلات نحو مطار بيروت، حيث قرّرت شركة الميدل ايست تعليق رحلاتها مؤقتاً، بما بدا أنه محاولة لتفادي أن يتسبب العدوان بالأذى للطائرات والرحلات وربما للمطار.
المواقف السياسية في الداخل اللبناني كانت على مستوى التحديات، حيث ظهر الإجماع على الوحدة الوطنية والوقوف بوجه العدوان، ومن لم يخرج بمواقف على هذا المستوى عبّر عن شعوره بهيبة الموقف بالصمت، لأن الظرف لا يحتمل تسجيل النقاط وكل كلام يحمل النيل من المقاومة هو اصطفاف مع العدوان.
لم تكن المرة الأولى التي تخطئ صواريخ البطاريات والقبب الحديدية الإسرائيلية وتلتفّ لتضرب أرض مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بيد أنّ ما استدعى التوقف عنده التوقيت واستهداف المدنيين وحجم الانفجار، ومسارعة العدو الإسرائيلي في سلسلة مواقف لمسؤوليه إلى تهديد لبنان بالمزيد من التصعيد وبرد قويّ وثمن باهظ وبحرب شاملة. وتظهّر ذلك مع تأكيد مصادر دبلوماسية أن واشنطن تعمل على أن تكون الضربات الإسرائيلية محدودة في الحجم والمكان وتجنب المدن الكبيرة حيث الاكتظاظ السكاني والمدنيين.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى