هذه آخر خطوة عسكرية لـحزب الله.. تقريرٌ إسرائيليّ يكشفها!
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن “المنطقة الأمنية التي فرضها حزب الله داخل شمال إسرائيل تتوسع فعلياً”، موضحة أنّ “الحزب هاجم مستوطنات إسرائيلية لم يجرِ إخلاؤها وذلك لنحو 16 مرة خلال الأيام الماضية، في حين أن تلك المناطق تقع على مسافة تفوق الـ5 كيلومترات انطلاقاً من الحدود بين لبنان وإسرائيل”.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّه في أعقاب ردود الجيش الإسرائيلي على هجمات الحزب في لبنان، تلقى سكان 8 مستوطنات في وادي الحولة تعليمات غير عادية، تفيد بضرورة بقائهم بالقرب من منطقة محمية.
التقرير قال أيضاً إن الحزب زاد من إطلاق الصواريخ فيما وسط نطاقه وأهدافه خلال الأيام الماضية، وتابع: “تم تسليم توجيهات المجلس الإقليمي للجليل الأعلى إلى البلدات التي تم إخلاؤها، وكذلك إلى 8 بلدات في وادي الحولة: كفار صول، شامير، أمير، سدي نحميا، كفار بلوم، ناعوت مردخاي، لاهافات حشان، وجونين”.
ورأى التقرير أن السكان في هذه المستوطنات وغيرها يجدون أنفسهم خلال الأيام الماضية ضمن مجموعة أهداف مشروعة كان “حزب الله” أعلنها سابقاً، موضحاً أنَّ إدارة الأمن في المجلس طلبت من السكان تقليل التجمعات ونقل الأنشطة التي كان من المُقرر إجراؤها بالخارج إلى المباني.
ماذا يقول الخبراء؟
من جهته، يقول معهد “ألما” البحثي لدراسة التحديات الأمنية لإسرائيل إنّ الأسبوع الماضي شهد اتجاهاً كبيراً لتوسيع نطاق إطلاق النار من قبل “حزب الله” إلى مدى يزيدُ عن 5 كيلومترات وباتجاه مُستوطنات لم يجرِ إخلاؤها، وأضاف: “حتى الآن، تجنب حزب الله، بطريقة معلنة، تحمل مسؤولية إطلاق النار على هذه المستوطنات، ولكن بعد التهديد الذي أطلقه قبل أيام أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، بدأ التنظيم بإطلاق النار على مستوطنات جديدة، وذكر أيضاً في بيان أنّ هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك”.
وفي السياق، يقول تال باري من معد “ألما”: “يقوم حزب الله بمخاطرة محسوبة مفادها أن زيادة المدى لن تدفع إسرائيل إلى تصعيد الرد، ويقدر أن تل أبيب لن تخوض الحرب نتيجة لذلك”.
وبحسب باري، فإنَّ “الخطر يتجلى في حقيقة أنَّ أحد الصواريخ يمكن أن يُسبب أضراراً مؤلمة بشكل خاص لإسرائيل، مثل الأضرار التي لحقت بروضة أطفال في مستوطنة تم إخلاؤها، أو مساحة عامة مليئة بالناس، وبعد ذلك ربما ترد إسرائيل بحملة أقوى”.
ووفقاً لباحثي “ألما”، فإنه “بين 16 تموز، اليوم السابق لتهديد نصرالله العلني، و 22 تموز، هاجم الحزب 16 مرة مناطق تبعد أكثر من 5 كيلومترات عن الحدود، في حين أن 11 منها استهدفت مستوطنات مدنية لم يجرِ إخلاؤها فيما استهدفت 5 هجمات أخرى قواعد عسكرية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي قُتل فيه 5 لاجئين سوريين في لبنان من بينهم 3 أطفال وسيدتان لبنانيتان كانوا مع شقيقهم وهو مقاتل في صفوف حزب الله”.
وأكمل: “إثر ذلك، ردّ الحزب بنيران كثيفة على كريات شمونة والمستوطنات التي تبعدُ أكثر من 5 كيلومترات عن الحدود ولم يجرِ إجلاء سكانها وهي كباري، كفرحوشان، ميرون، باريوهاي، ساعر وجيشر هازيف”.
من ناحيتها، تقول دانا بولاك، الباحثة في معهد “علما” إنَّ “نصرالله هدّد إسرائيل بمعادلة جديدة له، وهي إذا استمرّ الإضرار الإسرائيليّ بالمدنيين في لبنان، عندها فإن التنظيم سيُهاجم مستوطنات جديدة لم يهاجمها سابقاً”.
وأكملت: “هكذا، وبحسب رصد المعهد، فقد ادّعى حزب الله في الأيام التالية إصابة مدنيين لبنانيين وردّ بإطلاق النار على المستوطنات المدنية. وفي 19 تموز الجاري، ورداً على إصابة عددٍ من المدنيين، أطلق التنظيم عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه مستوطنات أفيريم ونفي زيف ومانوت”.
وتابع: “بعد ذلك بيومين، أي في 22 تموز، وفي أعقاب الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على منطقة حانين في لبنان، أفادت الأنباء بأنّ فتاة قد أصيبت بجروح. وعليه، ردّ حزب الله بإطلاق عشرات الصواريخ على مستوطنة تسوريئيل، وهي المنطقة التي لم يتم إخلاؤها وتبعد عن الخط الحدودي مع لبنان حوالي 7 كلم. عملياً، فقد أدى إطلاق النار إلى إصابة اثنين من المدنيين بجروح طفيفة، كما ألحق أضرارا جسيمة بالممتلكات”.
هنا، تزعمُ بولاك إنَّ “البنية التحتية العسكرية لحزب الله مندمجة بالكامل مع البنية التحتية المدنية في كامل منطقة جنوب لبنان ويستخدم المدنيين كدروع بشرية، مشيرة إلى أن “حزب الله يعزز صورته في لبنان من خلال الرّد على الأحداث التي يتعرّض فيها المواطنون اللبنانيون للأذى”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook