آخر الأخبارأخبار محلية

البطريرك الماروني صوت الراعي الصارخ.. فمن يلاقيه للأنقاذ؟

نادراً ما تسمع كلاماً متكاملاً للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فهو لا يختار الأوقات إنما الأوقات تختاره، ولا يختار المحطات إنما المحطات تشير إليه.

 

تعب البطريرك الراعي من التكرار الذي كان مرتقباً أن “يعلم الشطار”.. تعب من محاولات عدم الانقاذ ومن المناخ السياسي ومن الاهتراء ومن الترقيع، كل ذلك ومن دون أن يتقدم أحد نحو الحل.

 

تصل إلى سيد بكركي كلمات إطراء عن مواقفه وعظاته، في حين ان المطلوب التلاقي معها أو على الأقل ملاقاتها. تحضر إلى البطريركية المارونية شخصيات تؤكد أنها تحت غطاء بكركي، وأخرى تشكو وأخرى تنقل هواجس، وكلها مرحب بها، فالبطريركية المارونية حملت معها الهم الوطني وعمدت إلى تصويب البوصلة، وعلى الرغم من توجيه السهام اليها، كانت المبادرة والمتلقفة وصاحبة رأي وقرار.

 

البعض اعتبر أن دور بكركي غيب والبعض الآخر أقر بأن دورها تراجع مع الأيام وتبدل الظروف، لكن من يتابع مواقف البطريرك الراعي يدرك تماما أن ملفات الرئاسة والنزوح والمخاطر الأمنية والاقتصادية والإنسانية وحرب الجنوب كانت حاضرة دائما وابدا في صلب متابعته.

 

واذا كان لا بد من “أرشفة ” تصريحاته، لعرف الجميع من كان في طليعة المطالبين بأنتخاب الرئيس ومن انتقد التلكوء والتعطيل، ودعا إلى السعي للحلول من دون اقفال باب المشورة، وحتى عندما دعا إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان ، تمحور هدفه لإنقاذ البلد.

 

ومن أتيح له الإصغاء بتمعن إلى كلمة البطريرك الراعي في المؤتمر الثاني لـ”التجدد الوطني” الأسبوع الفائت، أيقن أنها كلمة للتاريخ.

 

وفي هذا الإطار، تقولُ مصادر مقربة من بكركي لـ“لبنان24” إن موقف الراعي وصل إلى أبعد حدود المواقف لاسيما في اشارته إلى أن لبنان تحول إلى ساحة فوضى، كما في قوله “آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين” ووضع الاصبع على الجرح في ملف الحوار وفق المصادر نفسها التي تلفت إلى أن ما من مناسبة إلا ويحولها سيد بكركي إلى وقفة للتأمل بأوضاع البلد، ولذلك لم يتردد في توصيف الحالة السائدة في الوقت الراهن : لبنان ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات الهدامة، ونشأت في الأوساط اللبنانية كانتونات اجتماعية تتداول في كيفية تسييس ذاتها.

 

وتشدد المصادر ذاتها على أن “الرسائل التي يوجهها لا يقصد بها فريقا معينا، بل مجموعة دفعت بالبلاد نحو المشاكل واغرقته فيها حتى أصبح اليفا عليها، ولم يعد للحلول أي مكان”.

 

لقد أراد البطريرك الماروني إعادة أمجاد اسلافه في جعل البطريركية جسر عبور، فاصطدم بالمعرقلين وبالرافضين لأي مشروع للتلاقي من أجل بناء وطن، وتقول المصادر إن استخدام عبارة اختيار الشعب “الأسماء المغلوطة” في الانتخابات ليس إلا تعبيراً واضحاً على أن الأمانة التي وضعها هذا الشعب بنوابه ضاعت، والبطريرك لا ينفك في إلقاء اللوم على من ساهم في إدخال البلد في نفق مظلم ، وعندما يصرخ في البرية، لا يجد من يتبعه، معربة عن اعتقادها أن ما قاله في المؤتمر نفسه والذي تضمن توصيفا للرئيس ينم بشكل واضح عن أن خيار الراعي الرئاسي يقوم على تأييد الشخصية التي تضع حدا للتبعية وتشتيت الشرعية وإطلاق سراح اللبنانيين وتعمد إلى التغيير وخلق بيئة نظيفة.

 

وتوضح المصادر أن البطريرك الراعي سيظل يواجه عمليات إلغاء لبنان بصوت عالي النبرة، وحتى لو لم يلق التجاوب المطلوب ، فإنه لن يحيد عن مبدأ البطريركية في تصويب العمل من أجل لبنان فقط.

قد تشتد الحملات على سيد بكركي، لكن تصميمه لأنجاز الانقاذ لن يأخذ استراحة، وهذا ما قد يتظهر في الأيام المقبلة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى