آخر الأخبارأخبار محلية

هكذا يستفيد حزب الله من حلّ أزمة النازحين

بمجرد طرح الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله مسألة حلّ أزمة النازحين السوريين في لبنان، فإن الحزب يكون وضع إحدى أوراقه الضاغطة على الطاولة وبات يمكنه المناورة أكثر خلال التفاوض على المرحلة المقبلة مع الدول الاوروبية ومع الولايات المتحدة الاميركية، أولاً لأنه طرح إحدى المشكلات التي يريد حلها وبالتالي يجب وضعها ضمن بنود اي تسوية مقبلة وثانياً لأنه لوّح بإمكانية دفع هذه الأزمة لتنفجر بوجه بعض الدول الغربية وتحديداً ألمانيا وفرنسا.

لكن بعيداً عن المناورة السياسية والإعلامية التي تخدم الحزب في المرحلة المقبلة، فإن حلّ أزمة النزوح السوري في لبنان سيكون له تبعات إيجابية على حارة حريك، من هنا يصبح الحديث عن الحلول المتاحة أمرا في غاية الجدية وسيسعى اليه الحزب بشكل مباشر أو عبر التسويات التي يمكن الوصول إليها بعد انتهاء الحرب الحالية، بمعنى آخر يبدو أن الطرح الحالي وبمعزل عما سيحققه سياسياً، هو طرح بغايات إستراتيجية سيسعى الحزب إلى تحقيقها على المدى الطويل أو حتى المتوسط.

تقول مصادر مطلعة أن خوض “حزب الله” معركة النازحين السوريين ستحسّن له صورته وأسهمه أمام الشارع المسيحي، وإن كان بقدر محدود، اذ ان المتضررين بشكل كبير من الوجود السوري هم اولا المسيحيون الذين يصابون بشكل وثيق ديمغرافياً إضافة الى الاضرار التي يتشاركونها مع باقي اللبنانيين مثل الامور الإقتصادية والامنية وغيرها، حتى أن الصوت بات مرتفع لدى القوى المسيحية والتجييش بهذا الشأن يستهدف البيئة المسيحية أكثر من غيرها بكثير…

وتشير المصادر إلى أن “حزب الله” لديه مصلحة حقيقي بعودة السوريين الى سوريا أو هجرتهم إلى أوروبا لأن الامر سيخفف بعض الاعباء الامنية عليه، خصوصا بعد ما تم إكتشافه خلال الحرب من اختراقات للموساد الاسرائيلي في بيئة النازحين التي تعيش داخل القرى والبلدات الشيعية. وعليه فإن تخفيف الاعباء الامنية سيكون امرا مفيدا جداً للحزب الذي يقوم بجهد دائم للحفاظ على مستوى معين من السيطرة داخل مناطق نفوذه، ومنع تفلت الوجود السوري كما حصل في مناطق لبنانية أخرى.

الاهم من كل ذلك بالنسبة للحزب هو ما مرره امينه العام في خطابه الامس والمرتبط بالواقع الاقتصادي السوري الذي يساهم بعدم حل ازمة النازحين وهذا يعني امرين، الاول رغبة الحزب ان يدخل الازمة الاقتصادية والحصار على سوريا ضمن التسوية المقبلة، والثاني هو ان إراحة دمشق سيكون امرا ضروريا في حال قرر المجتمع الدولي تخليص لبنان من عبء السوريين وهذا بدوره سيشكل متنفسا للحزب الذي يرغب بعودة سوريا الى قوتها بإعتبارها احدى ركائز المحور.

يضاف الى كل ذلك الدور الكبير السياسي والتفاوضي الذي سيلعبه الحزب لحلّ قضية بحجم قضية النزوح السوري في لبنان، وعندها سيكرس الحزب نفسه لاعبا محوريا خلال فترات السلم وليس فقط في مراحل الحرب، وهذا امر بالغ الاهمية بالنسبة للنموذج الجديد الذي يريد الحزب الوصول اليه في المنطقة في ظل عدم قدرته على “تقريش” انتصاراته العسكرية في لبنان..

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى